تجاعيد، بهتان، عدم تماسك، دائرة وجه غير محدّدة... تبدأ علامات العمر بالظهور تدريجاً من أعلى الوجه إلى أسفله. إن لاحظنا منذ عمر الثلاثين التجاعيد الأولى فمن المؤكّد أنّنا في عمر الخمسين سنواجه مشكلة ارتخاء البشرة الحقيقية. هناك من تتقبل ذلك، وتحبّه وهناك من تتذمّر من ذاك التعبير الحادّ الذي يطغى على وجوهها. مزيج من التعب والحزن والقسوة أو الغضب. من أين نبدأ؟ نقدّم لكِ تحقيقاً لنرى الأمور بشكل أفضل ونحاول تلبية حاجاتنا.
نوعيّة البشرة
نقلق على بشرتنا في كلّ الأعمار، وهذا أمر إيجابي. "تتذمّر السيّدات الشابّات اللاتي يخرجنَ كثيراً أو اللاتي أنجبنَ حديثاً طفلاً من ظهور التعب على وجوههنّ بالرغم من كونهنّ بصحّة جيّدة. يشعرنَ بأنّ بشرتهنّ تتغيّر ولا سيّما بعد انقلاب الهرمونات بسبب حمل أو حملين"، حسب الدكتور بوسكيه. أمّا مطلبهنّ فهو أن تبدو الصحّة الجيّدة بارزة على الوجه. وهذا الهمّ نفسه يراود السيّدة في عمر الأربعين التي تناقض صورتها في المرآة لا سيّما لدى تعرّضها المفرط للشمس أو للتدخين.
حاربي التجاعيد بمستخلص بذور العنب!
وفي الخمسينيات، قليل من النساء يعتدنَ على نقص التماسك والإشراقة في بشرتهنّ. لكن لكلّ مشكلة حلّها!
أحياناً، يمزج الأطبّاء التقنيّات: تقشير سطحي بحمض الغليكوليك لإزالة علامات البشرة الباهتة وتضييق المسام. حقن سطحية متعدّدة من حمض الهيالورونيك الممزوج أحياناً مع الفيتامينات (= ميزوثيرابي) لإنعاش البشرة الجافة. لايزر لإزالة بقع منعزلة... من دون أن ننسى العلاج التجميلي العميق الذي يوصي به الطبيب والقائم على كريم بأحماض الفاكهة (AHA)، بالفيتامين C أو بالفيتامين A: أقوى من عناية محاربة للعمر، تُتّبع لمدة ثلاثة إلى ستّة أشهر من أجل المحافظة على نوعية بشرة جميلة.
الجبين
ما هو أكثر ما يزعجنا؟ تلك التجعيدة الشهيرة بين الحاجبين التي تعطي انطباعاً بالحدّة أو بالغضب. يمكن أن تبدأ بالظهور منذ سنّ الثلاثين لدى أشخاص معبّرين للغاية وتزداد على مرّ السنوات لتصبح مزعجة في الأربعينيات. في كثير من الأحيان، يكون لهذه التجعيدة رونقها. إن كانت تزعجك، باستطاعة حقنة بوتوكس أن ترخي العضلات المسؤولة عن تلك التجعيدة الناجمة عن التعبير.
ابتداءً من عمر الأربعين، يعالج الطبيب كذلك التجاعيد الأفقية ومنطقة الحاجب من أجل توسيع النظرة. أمّا إن كنّا رافضين للبوتوكس، فقد تكون حقنة من حمض الهيالورونيك مناسبة لإصلاح الجلد لكنّ النتيجة لا تدوم أكثر من أربعة أشهر لأنّنا نستمرّ في عقد الحواجب.
دائرة العين
في هذه المنطقة المتحرّكة للغاية، يكون الجلد رقيقاً جداً ويترك العلامات بسهولة. بعد الثلاثين، تصرّح امرأة من اثنتين بقلقها حيال دائرة العين ومن الرائج أن تزور السيّدات الشابّات الطبيب من أجل الهالات السوداء الدائمة حول العين لكنّ هذا الأخير لا يستطيع شيئاً حيال الأمر. في المقابل، يمكنه أن يحقن تلك المنطقة بحمض الهيالورونيك في العمق في حال وجود تجويفة وذلك من خلال عمليّة حسّاسة تخصّص لخبراء الحقن.
"في سنّ الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، تأتي السيّدات إلى العيادة من أجل تفاصيل مثل تجعيد بسيط عند مستوى الجفن الأسفل يوحي بالتعب"، حسب طبيبة الجلد إيزابيل كاتوني. هنا، من شأن بعض جلسات الميزوثيرابي أن تخفّف من تلك التجعيدات الصغيرة لكن في هذه الحالة يجب أن نقتنع بما نفعله لأنّ ذلك قد يترك كدمات زرقاء، كما يجب الوثوق بالطبيب المعالج. نقلق بشأن التجاعيد المحيطة بالعين حوالى الأربعين ونادراً بعد الخمسين. "إنّها تجاعيد الابتسامة والضحكة وهي قليلاً ما تزعج"، كما تستنتج كاتوني. وحقنة بوتوكس كفيلة بتخفيفها وبرفع حاجب متدلٍّ بعض الشيء. كذلك، يمكن تمليس هذه التجاعيد الصغيرة بواسطة لايزر يحفّز إنتاج الكولاجين فتتقوّى بذلك البشرة. حين تتدلّى الجفون العليا أو حين لا نعود نستطيع تحمّل الجيوب تحت العين، وحدها العملية التجميلية تكون قادرة على إعادة الشباب إلى النظرة ابتداءً من عمر 40 أو 45 عاماً.
أسرار الجمال تميّزي عن الباقي!
وسط الوجه
بعد الأربعين، يصبح هذا الجزء من الوجه محطّ اهتمامنا، فإن كنّا نزور الطبيب من أجل التخلّص من العيوب والتجاعيد حول منطقة الأنف فمن النادر أن يقتصر الحلّ على الحقن. لكن، رويداً رويداً تكبر المشكلة بنظرنا ولا نعود نرى سوى هذا العيب في المرآة. "هذا لأنّ الأنسجة فوقها تبدأ تنزلق، الأمر الذي يثقلها. فتكمن الفكرة في حقن حمض الهيالورونيك عند مستوى مجرى الدمع والخدّين (Étude Arcane Research 2011 جرى تنفيذها في فرنسا) والوجنتين لتخفيف علامات العمر"، كما يشرح د. بوسكيه. حين يصبح الوجه نحيلاً، يصير استرجاع الحجم بمثابة العلاج الأبرز للطلّة المتعبة": يقوم على حقن مستحضر يمنح الحجم بغية التعويض عن ذوبان الدهون عند مستوى الوجنتين والخدّين واسترجاع شكل الوجه الجيّد. إنّه تصحيح يتمّ بوجه الإجمال على جلستين تفادياً للإفراط.
الفم
حتّى حين تشعر المرأة برغبة قويّة في الحصول على شفاه أكثر انتفاخاً، نادراً ما تزور الطبيب لهذه الغاية خوفاً من أن ينتهي بها المطاف مع شفتين كبيرتين للغاية. وبعضهنّ ممّن ورثن الشفاه الرفيعة تختار التكبير. يعيد الطبيب رسم داخل الشفة بواسطة حمض الهيالورونيك كما يمكنه حقن كمّية قليلة في الشفة من أجل إعادة ترطيبها أو منحها حجماً إضافياً. بعد سنّ الأربعين أو الخامسة والأربعين، تتغيّر معالم الشفة العليا وتبدأ التجاعيد بالظهور ولا سيّما لدى المدخّنات وبطلات الإيماء وعاشقات التعرّض للشمس.
ومن أجل تمليس تلك "الثنيات" التي يعود سببها إلى الشمس، يختار الطبيب بين حقن كمية قليلة من البوتوكس أو حمض الهيالورونيك السلس جداً تفادياً لنتيجة منتفخة بإفراط وبشكل غير طبيعي. حين تكون التجاعيد صغيرة ورفيعة وقليلة، قد يكفي حقن القليل من حمض الهيالورونيك لتصحيح العيوب. لكن إن كانت أكثر عمقاً وعدداً هنا يمكن اللّجوء إلى التقشير بواسطة حمض Trichloroacetic (T.C.A) أو اللايزر لكنّ ذلك يترك آثار جروح لمدّة تتراوح بين خمسة إلى ثمانية أيام. وحين تهبط زاوية الشفة، الأمر الذي يمنح طابعاً حزيناً، يكمن الحلّ في حقن حمض الهيالورونيك في كلّ زاوية بغية رفعها وجعل التعبير إيجابياً.
10 أطعمة تحاربين بها التجاعيد!
أسفل الوجه
قرابة سنّ الخامسة والأربعين، تبدأ الخدود بالتهدّل ودائرة الوجه بالترهّل. ومن أجل شدّ البشرة من جديد، يقترح الطبيب علاجات لها تأثير مقوٍّ تسمّى Skintightening بواسطة آلات موجات التردّدات أو الضوء القوي (IPL)، لايزر استرجاع الشباب (من نوع Nd-Yag)... "حتّى تتمكّن البشرة من الاستمرار في إنتاج الكولاجين، يجب تحميتها وتحفيزها "، حسب د. كاتوني. بأيّ وسيلة؟ "من خلال علاجات طويلة الأمد، تصبح البشرة أقوى لكن يصعب تقييم التحسّن. في المقابل، نستنتج أّننا بعد ثمانية أعوام، لم نضطرّ إلى اللجوء إلى عمليّات الشدّ!". هل هذه خدعة؟ "هذه ليست سوى وقاية: نرى التحسّن عند مستوى التجاعيد الرفيعة وتجاعيد الخدود"، حسب د. غاسيا. هل هناك تقنيّة أخرى لمواجهة فقدان تماسك الجلد والمحافظة على شكل دائرة الوجه؟ الحقن المتقن لمستحضرات تمنح الحجم وتوقف ارتخاء العضلات. هذا إن لم تكن المشكلة مهمّة جداً وتتطلّب عمليّة شدّ للوجه.
الصدر والرقبة
لدى التعرّض المفرط لأشعّة الشمس، يتجعّد الصدر وتظهر عليه البقع الداكنة ابتداءً من سنّ الأربعين. لمعالجة تلك البقع، يمكن اللّجوء إلى لايزر QSwitched، وإلى جلسات ميزوثيرابي أو Skinbooster (حمض هيالورونيك متشابك بخفّة) ممّا يعيد ترطيب البشرة وهذا مكمّل لعناية تجميلية منيرة طويلة الأمد ولحماية قوية من الشمس. ابتداءً من عمر الأربعين، يصعب إيقاف ترهّل الجلد في هذه المنطقة الحسّاسة، من هنا لا بدّ من اللّجوء إلى بضع جلسات من الموجات المتردّدة ولايزر استرجاع الشباب أو اللايزر المجزّأ من أجل تحمية البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين.
والرقبة؟ يمكن استشارة طبيب جرّاح قرابة الخامسة والخمسين أو الستّين من العمر من دون فعل أيّ شيء مسبقاً للتجاعيد. في معظم الأحيان، يقترح الطبيب عملية شدّ للصدر والوجه لإعادة تحديد دائرة الوجه. يمكن القيام بعملية شدّ للرقبة وحدها في حال إجراء حقن مسبقة للمحافظة على تماسك جيّد للجزء الأوسط من الوجه أو لدى الخضوع المسبق لعملية شدّ الوجه. ومن شأن حقن البوتوكس أن تخفّف من ظهور أوتار العنق البارزة، ولا سيّما لدى المرأة النحيفة.
عادات جماليّة خاطئة تُضيف 10 سنوات إلى عمرك