يمثل رمضان فرصة جيدة لأطفالنا للاحتفال حيث تزداد المناسبات الأجتماعية التي يجتمعون فيها مع باقي أفراد الأسرة، وهو ما قد يكون صعباً بعض الشيء في غير رمضان، بسبب انشغال الكبار في العمل وظروف الحياة كجزء من عادات الأطفال فإنهم دوماً يسعون للتصرف مثل الكبار وتقليدهم، كيف يجب أن تنظر للأمر من ناحية الحفاظ على صحته؟ وهل صيام الأطفال آمن على صحتهم؟ ومتى يمكن أن نبدأ بالتفكير في جعل الطفل يصوم؟
ما هو السن المناسب لتشجيع الأطفال على الصيام؟
لا توجد نصيحة جازمة في هذا الشأن، والأمر يختلف وفقاً للحالة الصحية الفردية لكل طفل ومتى تسمح له بالصيام. لكن في المتوسط فإنه يمكن البدء في تشجيع الطفل على الصيام من سن 10 سنوات، مع البدء بفترات صيام قصيرة لا تتجاوز بضعة ساعات في بداية النهار. كما ينبغي عند التفكير في السن المناسب لبدء صيام طفلك التفكير في العوامل التالية :
- وزن الطفل: هل هو متناسب مع طول؟
- سوء التغذية: هل يعاني الطفل من سوء تغذية أو نقص في الفيتامينات ؟
- الحالة النفسية: هل الطفل مستعد نفسياً لتقبل فكرة الصيام ومتحمس لها ؟
- الحالة الصحية: هل يعاني الطفل من أي أمراض طارئة تستدعي تأجيل الصيام لحين شفائه ؟
- الأمراض المزمنة: هل يعاني الطفل من أمراض مزمنة تستدعي مراجعة الطبيب المتابع لحالته بشأن الصيام؟و هكذا يمكن تحديد السن المناسب لبدء صيام الطفل بشكل آمن.
لذلك ينصح باستشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الاطفال أم لا.
بصورة عامة، لا ينصح بصيام الأطفال خصوصاً الصغار في السن، إذ أن الأمر قد يؤثر على نموهم، أي على وزنهم وطولهم، ولذلك ينصح بأن يبدأ الطفل بالصيام بعد الـ 10 سنوات، مع مراعاة التدابير والخطوات المتعلقة بالصوم.
هنالك حالات ليس من المحبذ فيها صيام الأطفال، وخاصة إذا كان يعاني من بعض المشاكل الصحية مثل: فقر دم، مرض سكري الاطفال، الوزن المنخفض مع فقدان الشهية.
أما في حالة صيام الأطفال فمن المهم أن يتم الصيام بشكل تدريجي، فالطفل حتى سن عشر سنوات لا ينصح بأن يصوم طيلة شهر رمضان بأكمله، بل ينصح بتحديد أيام الصوم. مثلا: أول يوم من شهر رمضان واخر يوم منه، أو الامتناع عن الطعام فقط والاستمرار بشرب الماء او تحديد ساعات الصوم خلال النهار، مثلا من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر.
كيف يمكن للطفل صوم شهر رمضان؟
من المهم تحقيق النصائح التالية عند صيام الطفل:
- اتباع نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان بحيث يضمن تناول الطفل جميع الأنواع الغذائية والعناصر الغذائية الأساسية الضرورية لنموه. أي، من الضروري الاهتمام بأن يشمل نظامه الغذائي المعادن والفيتامينات المختلفة مثل: A ،B66، الكالسيوم، الحديد، الزنك، المغنيزيوم والبوتاسيوم وأن يحصل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه، بحيث لا يكون صيام رمضان سببا لنقص في الطاقة الأساسية للطفل.
- الاهتمام بتوفير الكمية اللازمة من السوائل بعد ساعات الصيام لمنع الجفاف، الإمساك، الالتهابات البولية وغيرها. ينصح بشرب الماء والتقليل من العصائر المصنعة، لكونها غنية بالسكر، إذ يمكن استبدالها لفترات متباعدة بالعصائر الطبيعية، مثل البرتقال والجزر، نظرا لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
في حالة صيام الاطفال، يطلب من الاهل الانتباه إليهم. فإن شعر الطفل بالتعب أو لم يستطع تحمل الصوم يجب التوقف عنه والإفطار فوراً.
تأثير الصيام على قدرات الطفل العقلية والجسدية
تأثير الصيام على قدرات الأطفال العقلية والإدراكية: تعتبر فترة الصيام فترة ضغط جسماني، ويصاحبها نقص في معدلات الطاقة في الجسم بشكل عام و في المخ بشكل خاص؛ لذا فإنه لوحظ أن فترة الصيام يصاحبها انخفاض في قدرة الأطفال على أداء الأنشطة العقلية والإدراكية بكفاءة.
تأثير الصيام على قدرات الأطفال الجسدية: تُشير الدراسات الطبية التي أجريت إلى أنه بحلول الأسبوع الثالث من رمضان يبدأ معدل أداء الأطفال في بعض التمارين الرياضية التي كانت موضع البحث ينخفض .
و قد ربطت بعض الفرضيات العلمية بين انخفاض مستوى الأداء الجسدي للأطفال خلال الصيام و بين تعرضهم لانخفاض مستويات الجلوكوز التي تمد العضلات بالطاقة، بالإضافة إلى فقدان سوائل الجسم.
إقرأي أيضاً:
12 نصيحة غذائية لشهر رمضان