أنتِ حامل، فهل عليك الإكثار من الأكل؟

تسعة أشهر من والكثير من التساؤلات. هل يجدر بالحامل أن تأكل عن اثنين أم أن تكتفي بما يُشبعها؟ الجواب لدى اختصاصية التغذية.

 

الحديد وحمض الفوليك

بدايةً، يجب اتباع حمية غذائية سليمة ومتوازنة. منذ أيام الحمل الأولى، يستمدّ الجنين الغذاء الضروري لنموّه، لذا يجدر بالأم المستقبلية أن يكون عندها المخزون الكافي. هناك نوعان من المعادن يتربعان على رأس القائمة.

 

الحديد، إذ إنّ الحاجة إليه تتضاعف خلال الحمل ويسبّب نقصه من الجسم ضعفاً شاملاً ونقصاً في دفاعات المناعة فضلاً عن شعور قاسٍ بالتعب يدوم خلال الجزء الثالث من الحمل، حين يزيد حجم الدم. في معظم الأحيان، يصف الطبيب مكمّلاً للحديد عيار 300 ميليغرام يومياً، بالترافق مع تغذية غنية باللحوم الحمراء والبقالة والسبانخ، ثم هناك حمض الفوليك الضروري لنمو الجهاز العصبي لدى الجنين الذي يتكوّن خلال الشهرين الأولين من فترة الحمل. ولهذا السبب، يُنصح بتناول مكمّل من 400 إلى 600 ميكروغرام من حمض الفوليك فضلاً عن تناول منتجات تحتوي طبيعياً على هذا الحمض مثل الخضار الخضراء الداكنة (سبانخ، ملفوف، هليون)، والبازيلا، وعصير البرتقال...

 

هل يؤدي العقم إلى الطلاق؟

 

 

شهوات ورغبات

طوال فترة الحمل، تضمن والمتوازنة الصحة الجيدة للأم والنمو الطبيعي للطفل. تظنّ بعض النساء أنّ لهنّ الحق في هذه المرحلة بتناول على هواهنّ فيما الحقيقة هي عكس ذلك، إذ لا يجوز الأكل عن اثنين بل الأكل بطريقة أفضل.

 

فالحاجة إلى الطاقة الغذائية ترتفع فقط 300 إلى 400 سعرة حرارية يومياً وهو ما يعادل وجبة خفيفة. وإنّ الوزن المناسب الذي من المفترض أن تكتسبه المرأة يعتمد على وزنها في الأيام الأولى لحملها (بين 6 و18 كيلوغراماً حسب الوزن قبل الحمل). فكلما كانت نحيفة، كان عليها أن تأخذ وزناً إضافياً وإن كانت سمينة لا يجدر بها زيادة وزنها كثيراً! أمّا معدل الوزن المثالي المكتسب خلال الحمل فيكون بين 11 و12 كيلوغراماً.

 

خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ليس إلزامياً أن يزيد الوزن، لكن في وقت لاحق يجب أن تشهد المرأة على زيادة كيلوغرام واحد أو اثنين كل شهر. قد تؤدي الاضطرابات الحاصلة على مستوى الهرمونات إلى زيادة الشهية بالتالي من المهم جداً التنبّه لأنّ الوزن الزائد قد يسبّب داء السكر خلال الحمل ويؤدي بالتالي إلى صعوبة في الولادة بسبب ضخامة الطفل. كذلك، تكون هذه الهرمونات مسؤولة عن تغيّرات على صعيد الذوق والشم، من هنا تأتي شهوات النساء الحوامل، وهي عبارة عن رغبات مفاجئة تكبّلهنّ، مهما كان نوعها: فراولة، كرنب، بندق...

 

كما أنّ التوتّر والتعب نتيجة الحمل قد يمنحان الرغبة في تناول السكر. من المهم جداً عدم اتباع حمية غذائية منحّفة خلال فترة الحمل، فهذا قد يؤدي إلى نقص في الجسم تكون نتيجته تعقيدات أثناء الحمل ومشاكل صحية لدى المولود الجديد. كلي جيداً وتناولي ما تشتهينه لكن بكميات معقولة.

 

 

 

بروتينات وفيتامينات

نستخلص إذاً أنّ التوازن والاعتدال هما الكلمتان المفتاح للأم المستقبلية. من أهم العادات الضرورية تناول الطعام في ساعات منتظمة وعلى ثلاث وجبات متوازية، علاوةً على وجبتين خفيفتين تفادياً للجوع. لا بدّ للمرأة الحامل من أن تمرّ على كامل الهرم الغذائي لتؤمن الحاجة إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن.

 

تؤمن حصتان من اللحوم أو البقالة الكميات الضرورية التي يحتاج إليها الجسم من البروتيين والفيتامين B12. من المحبّذ تناول اللحوم الخالية من الدهون وصدر الدجاج الذي يحتوي على كميات قليلة من الدسم. أمّا السمك فهو ممتاز لأنّه غني بالأوميغا 3 الذي يعزّز مناعة الطفل وقدراته العقلية. يجدر بالحامل أيضاً تناول أربعة منتجات من الحليب مثل الأجبان البيضاء والحليب المنزوع القشدة واللبن الخالي من الدسم، فهي تؤمن ألف ميليغرام من الكلسيوم، أي الكمية الضرورية للجسم يومياً.

 

كذلك، من الضروري استهلاك خمس قطع فاكهة وخضار متنوعة تفادياً لنقص البوتاسيوم والمغنيزيوم والفيتامين C وحمض الفوليك، ومن أحسن الأنواع الحمضيات والفراولة والسبانخ والبروكولي، من غير أن ننسى النشويات – كالخبز والأرز الأسمر بفضل احتوائها على الألياف – لأنّ الغلوكوز ضروري جداً لأنسجة الجنين. كذلك، تعدّ الزيوت إلزامية فهي تمدّ الجسم بالطاقة لكن بشرط ألاّ تتعدى الكمية ملعقتين أو ثلاث ملاعق كبيرة يومياً، أو يمكن استبدال ملعقة منها باللوز والجوز، فهما مصدران مكمّلان غنيان بالأوميغا 3. أمّا الحلويات والشوكولا فمن المستحسن تناولها بكميات قليلة وعلى فترات متباعدة.

 

كيف تساعدين طفلك على النوم بمفرده؟

 

 

ألياف وبسكويت

إنّ التغذية المتوازنة والسليمة لا تمنع الشعور بالغثيان والإمساك. ففي وجه الإجمال، تشعر الحامل بالغثيان عند الصباح في الأشهر الثلاثة الأولى. نصيحة صغيرة لكن فعالة جداً: لا تنهضي بسرعة من السرير! ابقي جالسة بضع لحظات وأنتِ تأكلين قطعة خبز محمّص أو قطعة بسكويت ناشفة تكون في متناول يديك عندما تستيقظين من النوم، ثمّ قفي ببطء. أمّا في ما يختصّ بالإمساك، فتعدّ الألياف والمياه من الأسلحة الضرورية لمحاربته. لذا، تناولي الخضار والفاكهة والخبز الأسمر واشربي ما لا يقل عن ثمانية أكواب من المياه يومياً

.

إنّ الحمل مرحلة استثنائية من الحياة، فلنتعلّم كيف نعيشها بأفضل الطرق!

 

 

ماذا عن الرغبة في تناول الطبشور؟

قد تنتاب الحامل رغبة في تناول مواد لا تؤكل مثل الفخار أو الطبشور، وهذا ما يُعرف بأعراض Pica التي تتبلور نتيجةً لنقص في الحديد. وهذا إنذار بالغ الأهمية بالنسبة للمرأة الحامل. إن بدأتِ باشتهاء الطبشور، فسارعي إلى تناول مكمّلات الحديد!

 

نعم لتفادي

  • المنتجات التبغية: فإنّ لها التأثيرات ذاتها.
  • الأعشاب المغلية المستعملة في العلاج البديل: إلاّ إذا وصفها الطبيب أو خبير التغذية.
  • القهوة: من المستحسن التوقف عن شربها لكن إذا لم تفلح المرأة في ذلك، يجب ألاّ تتعدى فنجانين أي 300 ميليغرام من الكافيين.

 

إن لم تكتسب المرأة مناعة ضد مرض Toxoplasmosis – وتعرف الأمر من خلال فحص يُجرى في بداية الحمل – يجب عليها تجنّب اللحوم والأسماك النيئة والقشريات. وعليها أن تتناول الخضار والفاكهة المعقّمة جيداً وألاّ تتناولها في المطاعم. أمّا الأجبان الطرية والأجبان «المعفّنة» المصنوعة إجمالاً من حليب غير مبستر، فمن المستحسن تفاديها لأنّها قد تسبّب العدوى بالمرض. كذلك، يجب إبعاد القطط والكلاب والحيوانات الأخرى عن الحامل وقت تناولها الطعام كما يجب طردها كلياً من المطبخ.

 

التغيرات الجسدية والنفسية خلال الحمل!

 

 

 

 

المزيد
back to top button