لماذا يا صديقتي؟

حطََّت الطائرة وصفّقَ الجميع للطيّار، بعد أن استطاعَ أخيرًا الوصول إلى المدرج لسوء الطقس، ولعَنتُ الساعة التي قبِلتُ فيها موافاة صديقاتي إلى ذلك البلَد للاحتفال بعيد ميلاد احدَهنّ، واسمها أميرة. فهي كانت قد هاجرَت منذ سنوات وتعيشُ هناك وزوجها، وشعَرت بوحدة كبيرة بعيدًا عن أهلها وصديقاتها. وهي عرضَت علينا الذهاب إليها ودفعَت كامل المصاريف، فوافقنا جميعًا. كنتُ آخِر القادمات بسبب عمَلي، وهبَّت عاصفة كبيرة عشيّة وصولي. نزلتُ مِن الطائرة وأنا أغلي غضبًا وأرتجف خوفًا، وقلتُ في نفسي: "أستُر يا رب!" بعد أن انتابَني شعور سيّئ للغاية. كان سائقٌ بانتظاري قادم مَن قِبَل الفندق، وهو قادَني بصمت إلى حيث كنتُ سأبيتُ للأيّام القادمة. للحقيقة، كنتُ سأنام في فندق وصديقاتي في فندق آخَر لاستحالة وجود غُرَف فارغة خلال فترة الأعياد، لكنّني كنتُ تعِبة جدًّا فلَم أفكّر بالأمر كثيرًا. في الصباح أخذتُ سيّارة أجرة ووافَيتُ باقي الصبايا حيث هنّ، وأخبرتهنّ عن سفَري الشاق. بعد حوالي الساعة، جاءَت أميرة، صاحبة العيد، وأخذَتنا إلى دارها.

كان بيت أميرة جميلاً جدًّا وتُحيطُ به حديقة عملاقة وملعب تنِس، وتتوسّطه بركة سباحة كبيرة. ركَضَ أولادها لاستقبالنا، وقضَينا وقتًا مُمتعًا تذكّرنا خلاله الكثير مِن القصص الطريفة التي حصَلَت لنا في ما مضى، ثمّ أخذنا العديد مِن الصوَر لتخليد وجودنا سويًّا. إرتاحَ بالي قليلاً، وسخرتُ مِن خوفي مِن هذه الرحلة. بعد ساعات، إنضمّ إلينا زوج أميرة وتناولنا الغداء سويًّا، فهو كان يعمل مِن بيته في معظم الأحيان، ولا يذهب إلى شركته سوى مرّتَين في الأسبوع. حسَدتُ قليلاً صديقتي، فهي كانت تعيشُ حياة مثاليّة تحلمُ بها كلّ امرأة. لكنّها لَم تبدُ لي بقمّة السعادة، ربّما لأنّها اعتادَت على حياتها الفخمة ولَم يعُد يؤثّر فيها كما في البداية. فالجدير بالذكر أنّها ليست ابنة أناس أثرياء بل مِن عائلة مُتواضعة جدًّا وكذلك زوجها. لكنّ الله أنعَم عليه فصارَ تاجرًا كبيرًا في غضون سنوات قليلة، وباتَ صاحب ثروة لا بأس بها.

خطّطنا سويًّا لكفية الاحتفال بعيد أميرة، واتّفقنا أن نسهر كلّنا في اليوم الذي سيسبق العيد في مكان معروف، ثمّ نجتمع للغداء في بيت أميرة في اليوم التالي.

عُدنا إلى فنادقنا وأنا إلى غرفتي، فشعرتُ بالوحدة وقرّرتُ النزول إلى الردهة لأرى النزلاء الآخَرين، فقد كان الوقت لا يزال مُبكرًا للنوم. جلستُ على أريكة مُريحة، وبدأتُ أتفرّج على الناس القادمين والراحلين مِن دون انقطاع. وفجأة، قدِمَ إليّ رجُل وسألَني إن كان المقعد إلى جنبي مأخوذًا، فأجبتُه بالنفي. كنتُ أجيدُ الانكليزيّة بطلاقة بسبب عمَلي، فلَم أتلبَّك، خاصّة عندما بدأ يسألني مِن أيّ بلَد أنا وأمور أخرى. بادَلتُه الحديث، لأنّني كنتُ أشعرُ بالوحدة كما قلتُ سابقًا، ولأنّه كان لطيفًا ومُهذّبًا. علِمتُ منه أنّه مِن بلد عربيّ، فبدأنا نتكلّم لغتنا وهو أخبرَني أنّه مُسافِر بداعي العمَل وأنّه ينزل دائمًا في ذلك الفندق. ثمّ طلَبَ لنا عصير الفواكه وأكمَلنا حديثنا. لَم أخَف منه، فلقد أعطَيتُه معلومات خاطئة عنّي، مثل اسمي ومكان سكَني وعمَلي في البلَد. على كلّ الأحوال، الأيّام التالية كانت ستكون مليئة بالنشاطات، وكان مِن المُستبعد أن أرى ثانية الذي اسمه أدهم. شكرتُه وصعدتُ إلى غرفتي ونمتُ جيّدًا.

بقيتُ على تواصل دائم مع أمّي واخوَتي، وأرسَلتُ لهم صوَرًا عديدة لأُطمئنَ بالهم مِن جهة، ولأتقاسَم معهم رحلتي مِن جهة أخرى.

مرَّ اليوم التالي بسلاسة، وتحضّرنا للأمسية المُقرّرة حيث سنرقص ونقصّ قالب الحلوى. وكنتُ بالفعل جميلة بفستاني الجديد وكذلك صديقاتي. قصَدنا المكان الأنيق الذي يتكلّم عنه الكلّ بأنّه الأفضل للسهَر، وجلَسنا إلى المائدة المحجوزة باسمنا. ثمّ وافَتنا أميرة وزوجها وقضَينا وقتنا بالضحك والرقص. لكنّني تفاجأتُ بأدهم جالسًا إلى طاولة ليست بعيدة عنّا، فابتسَمتُ للصدفة، لكنّه لَم يكن ينظرُ باتجاهنا. مِن جهتي، لَم أكن أنوي التحدّث معه، فأدرتُ نظري وتابَعتُ السهرة. وجاء قالب الحلوى الجميل، وغنّينا لأميرة والكلّ أعطاها هديّتها. بعد ساعات، غادَرنا السهرة ورحتُ إلى فندقي. نظرتُ مِن حولي لأرى إن كان أدهم في الردهة إلا أنّني لَم أرَه، وكان ذلك أفضل. فماذا أقولُ له ولماذا أتكلّم معه؟ نمتُ جيّدًا مِن كثرة تعَبي مِن الرقص والضحك، وكنتُ مسرورة لأنّني جئتُ إلى هذه الرحلة.

في اليوم التالي تحضّرتُ لأقصد بيت أميرة لتناول غداء عيدها، وهي كانت قد وعدَتنا بأنّه سيكون مؤلّفًا مِن أطباق بلدَنا والبلَد التي تُقيمُ فيه، وكنتُ أشعرُ بجوع كبير لأنّني لَم أتناول الفطور في الفندق كي أستمِتع بالغداء.

جلَسنا جميعًا في صالون أميرة وتحدّثنا عن سهرة الليلة السابقة، وتبادَلنا الصوَر التي أخذناها بجوّ مِن الضحك والفرَح. وهي شكرَتنا لأنّنا لبّينا دعوتها، وقالَت إنّ ذلك العيد هو بالفعل مُميّز بالنسبة لها.

سمِعنا جرَس الباب يُقرَع، وكَم تفاجأتُ لدى رؤيتي لأدهم يدخل البيت! نظَرَ الجميع إليّ بعد أن أطلقتُ صرخة صغيرة، فسألَتني إحدى صديقاتي إن كنتُ أعرفُ الشخص فأجبتُها: "قليلاً". ورأيتُ ابتسامة خفيفة على وجه أدهم فخجلتُ مِن نفسي لأنّه كان سيعلَم أنّني لَم أُعطِه اسمي الحقيقيّ وأيّة معلومة صحيحة عنّي. لَم أُفكّر بسبب وجوده بيننا لكثرة تلبّكي، إلى حين قالَت لنا أميرة: "أُقدِّم لكنّ أدهم، شريك زوجي". جلَسَ الرجُل بيننا، وتفادَيتُ النظر إليه لكنّه وجَّهَ لي الكلام أكثر مِن مرّة مُستعملاً اسمي الحقيقيّ فاستغربتُ الأمر. هل أنّ أميرة قالَت اسمي حين هو دخَلَ وعرّفَت عنّي وعن الأخريات، ولَم أنتبِه للأمر لأنّني كنتُ مُتلبّكة؟

جرَت وجبة الغداء جيّدًا، بعد أن انضَمَّ إلينا زوج أميرة وتبادَلنا الأحاديث المُمتِعة. هنّأنا صاحبة البيت على الأطباق الشهيّة التي حضّرَتها لنا، ولَم نعُد قادرين على تناول أيّ شيء بعد ذلك لكمّيّة الأكل الذي التهَمناه. إنتقَلنا إلى الحديقة حيث قُدِّمَ الشاي والقهوة والحلوى، وبقيتُ أتفادى أدهم الذي لَم ينفكّ عن التركيز بي وحدي. للحقيقة، إنزعجتُ قليلاً منه، لأنّني شعرتُ بالإحراج أمام باقي الموجودين. وبالفعل، همسَت إحدى صديقاتي في أذني: "ما به ينظرُ إليكِ هكذا؟ ماذا يدورُ بينكما؟ هل تخفين شيئًا عنّا يا مُحتالة؟". لِذا أخذتُ أميرة جانبًا وسألتُها عن أدهم، بعدما أخبرتُها كيف أنّني تكلّمتُ معه في ردّهة الفندق ورأيتُه في السهرة. وهي طمأنَتني بأنّها صدفة وحسب، فذلك الفندق وصالة السهر هي أماكن معروفة يقصدها الجميع. علِمتُ منها أيضًا أن أدهم مُتزوّج ولدَيه أولاد وأنّه على وفاق مع زوجته، فلا داعٍ للقلق مِن ناحيته.

بعد ذلك، إرتحتُ للتواجد مع أدهم، فكانت الأجواء بالفعل مرِحة. ثمّ اقترَحَ أحَد أن نذهب إلى مدينة الملاهي، فكان الطقس قد تحسّنَ كثيرًا، وحبّذنا الفكرة إذ أنّ تلك المدينة كانت معروفة بقطارها العملاق والمُخيف. أمضَينا حوالي الساعتَين هناك، وهبَطَ قلبي بضع مرّات وأنا في ذلك القطار، لكنّني استمتعتُ كثيرًا بوقتي. عُدنا إلى منزل أميرة وهي أصرَّت على أن نبقى للعشاء فقبلنا بسرور لكثرة جوعنا بعد تلك المُغامرة. بقيَ أدهم معنا طوال الوقت، واستغربتُ أنّه لَم يأتِ بعائلته للاستمتاع معنا.

هبَطَ الليل منذ وقت طويل، وقرّرَت صديقاتي العودة أخيرًا إلى فندقهنّ، وأنا طلبتُ مِن أميرة أن تطلب لي سيّارة أجرة لأذهب بدوري، إلا أنّها قرّرَت أنّ عليّ أن أبيت في دارها بدلاً مِن العودة لوحدي. رفضتُ بتهذيب، لكنّها قالَت إنّها ستزعَل منّي كثيرًا. وأمام إصرارها، قبِلتُ الدعوة. غادَرَ أدهم بعد أن شكَرَ الجميع على ذلك الوقت المُمتِع، واصطحبَتني أميرة إلى غرفة الضيوف الموجودة في الحديقة. أعجبَني المكان كثيرًا، إذ أنّه كان شبيهًا ببيت صغير ذي سقف مِن القرميد، وفي داخله حمّام ومطبخ صغير. أعطَتني صديقتي ملابس للنوم ومنشفة وفرشاة أسنان، وبدّلنا سويًّا شراشف السرير الكبير. كنّا نضحك كالمُراهقات لكثرة حماسنا، وكنتُ مُتشوِّقة جدًّا لقضاء الليل في مكان غير اعتياديّ. تكلّمنا عن فطور الصباح والبرنامج الذي ينتظرُني قبل أن أُغادِر إلى البلد مساءً. أقفلَت أميرة الباب وراءها بعد أن تمنَّت لي ليلة سعيدة.

ليلة سعيدة، يا أميرة؟؟؟

فبعد أن أطفأتُ النور وغرقتُ في النوم بحوالي الساعة، سمِعتُ الباب يُفتَح على مهل. في البدء حسِبتُ نفسي أحلُم، فلَم أفتَحَ عَينَيّ. لكن حين شعرتُ بأحد يدخلُ سريري بدأ قلبي يدقّ بسرعة. فتحتُ فمي لأطلِق صرخة، إلا أنّ يدًا كتَمَت تلك الصرخة فاقشعرّ بدَني كلّه، بعد أن فهمتُ ما كان سيحصل لي. فهمتُ أنّ ذلك الشخص هو أدهم مع أنّني لَم أرَ وجهه جيّدًا بسبب الظلمة. بدأتُ أركله بكلّ قواي، لكنّه كان أقوى منّي وفي نيّته أمور تدفعه لإسكاتي وتثبيتي بإحكام. كان عليّ التفكير بسرعة، أمر صعب لأنّني كنتُ قد استفقتُ لتوّي ولَم يكن ذهني صاحيًا تمامًا، إلا أنّني تذكّرتُ أنّ هناك مصباحًا على الطاولة الصغيرة قرب السرير، فأمسكتُه وضربتُ به أدهم على رأسه، فإذ به ينكسِر. أطلَقَ الرجُل صرخة عالية وأمسَكَ برأسه وشتمَني مُستعملاً ألفاظًا بشِعة للغاية. قفزتُ مِن السرير وفتحتُ الباب وركضتُ نحو البيت الكبير إلا أنّ ما مِن أحد فتَحَ لي. كنتُ كالمجنونة أبكي وأصرخ في آن واحِد، مِن خوفي أن يلحَق بي أدهم ويُنفِّذ ما في باله.

فتحَت لي أميرة أخيرًا لكنّها لَم تُدخِلني البيت، بل سحبَتني مِن ذراعي إلى سيّارتها وهي مثلي في ثياب النوم.

بكيتُ كثيرًا وبقيَت أميرة تقودُ بصمت إلى حين سألتُها:

 

ـ أنتِ مُتواطئة معه، أليس كذلك؟!؟

 

ـ رغمًا عنّي، صدّقيني... لقد طفَحَ كَيلي... سأرحلُ أنا الأخرى... لَم أتصوّر زوجي بهذه القباحة. كنتُ أعلَم طبعًا أنّه يخونني كلّما أجتمَعَ مع رفاقه في رحلات وخاصّة مع أدهم، إلا أنّني كنتُ أقولُ لنفسي إنّه يعودُ دائمًا إلى البيت وإليّ، وهذا ما يهمّ. المال يا عزيزتي، المال! فلقد اعتدتُ عليه... وعليّ التفكير بأولادي أيضًا.

 

ـ أريدُ أن أعلمَ ما كان دوركِ الليلة!

 

ـ لَم أعرِف بما يدور في بال زوجي إلا حين جاء أدهم إلى الغداء، إذ أنه لم يكن مدعوًّا. ثمّ أخذَني زوجي جانبًا، وقال لي إن أدهم يُريدُكِ أنتِ بعدما رأى الصوَر التي التقطناها، واختاركِ مِن بين صديقاتي. مانعتُ كثيرًا، فكنتُ أعلَم ما يُريدُه أدهم منكِ إلا أنّ زوجي هدّدَني بالطلاق ورميي خارجًا مِن دون أولادي. وهو اقترَحَ أن تبيتي عندنا الليلة في غرفة الضيوف، فنفذّتُ كلّ ما أمرَني أن أفعل. صدّقيني، كان قلبي ينزفُ عليكِ حزنًا وخوفًا.

 

ـ لن أصدّقكِ أبدًا... فلو لَم أفلِت مِن أدهم وأخبِّط على بابكِ، لَما أنقذتِني. أنتِ لستِ صديقتي على الاطلاق، بل ضحَّيتِ بي مِن أجل راحتكِ. ربّما إستفاقَ ضميركِ أخيرًا، لكنّني لن أُسامحكِ أبدًا. تصوّري لو اعتدى عليّ ذلك الرجُل البغيض! المال، يا عزيزتي، قد أعمى بصيرتكِ ومَحا كلّ قيمكِ!

 

ـ سأتركُ زوجي!

 

ـ لستُ مُتأكّدة مِن ذلك... ستعودين إليه.

 

ـ ربّما... لكن فقط مِن أجل أولادي.

 

ـ والراحة المادّيّة.

 

ـ كنتُ فقيرة.

 

ـ ولكن كنتِ إنسانة طيّبة وخلوقة!

 

سادَ الصمت السيّارة ووصَلنا فندقي أخيرًا. ترجّلتُ مِن دون أن أنظر إلى أميرة، وتفاجأ موظّف الاستقبال بي بسبب ثياب النوم التي كنتُ أرتديها وكوني حافية القدمَين. بكيتُ كثيرًا في تلك الليلة ولَم أنَم إلا عند الصباح. قضَيتُ النهار كلّه في الغرفة، ولَم أجِب على اتّصالات صديقاتي سوى لأقول لهنّ إنّني أشعرُ بوعكة صحّيّة. إلا أنّ إحداهنّ بقيَت مُصرّة على معرفة مِمّا أشكو فأخبرتُها الحقيقة طالبة منها تحذير باقي الصبايا.

لَم أشتكِ على أميرة وزوجها وأدهم، لأنّني لَم أكن أملك أيّ دليل على مُحاولة الاعتداء، ولَم أكن في بلَدي وبين أناسي وعائلتي. غادَرتُ في المساء، ولَم أُصدّق أنّني بتُّ أخيرًا بعيدة عن هؤلاء الناس المُقرفين!

وكما تصوّرتُ، لَم تترك أميرة زوجها بل عادَت إليه في الليلة نفسها. أظنّ أنّه غضِبَ منها كثيرًا لأنّها ساعدَتني على الهروب لكنّه لَم يُطلّقها، فلدَيه زوجة مثاليّة بالنسبة له، زوجة تهتمّ ببيته وبه وبأولاده وتسمَح له بأن يفعل ما يشاء... وتُساعده أحيانًا على ما يُريدُ وأصدقائه فعله! لكنّ جميع صديقاتي بتنَ على علم بالذي فعلَته أميرة، وتمّ شَتمها وفضحها ثمّ حظرها، فصارَت وحيدة حيث هي.

الفقر بالفعل أمر صعب إلا أنّه ليس مُعيبًا... والمال يُبدّل أحيانًا الانسان ويُنسيه قيَمه ومبادئه. لقد باعَتني صديقتي بأبشع الطرق... باعَت شرَفي وجسَدي مُقابل راحتها المادّيّة، بعد أن نسَيت أنّ القاضي الأعظم سيحكمُ عليها حين لن يعودَ ينفَعُها المال.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button