قتلني زوجي، وهذه قصّتي

اسمي نسرين روحانا، رفيقاتي هنّ رولا يعقوب، منال عاصي، كريستال أبو شقرا وأخريات.  تعرفنا على بعضنا البعض في مكان بعييييد، مريح وهادئ. في مكان لم نعد نشعر فيه بالألم.

قصّتي بدأت عندما تعرفت على زوجي، بدا جميلاً وطيباً ولكن ما لبث أن تغيّر. أصبح عنيفاً وكان يعنّفني يومياً. رفضت أن أتقبل فكرة أنه يؤذيني عن قصد، فهو يحبني جداً. ووعد أكثر من مرةٍ بأنه لن يعيد الكرّة. والكرة تكررت الى الأبد....

عندما تزوجنا، أقسمنا بأن لا يفرقنا الا الموت وهذا ما حصل، لم يفرقنا الا الموت. فليل 26 تشرين الثاني 2014 اتصلت السلطات المعنية بوالدي وأبلغته خبر وفاتي. أعتقد أنه حزن حزناً عميقاً، لا أعلم ما كانت ردّة فعل ابنتي وابني اذ لم ارهما من فترة.
- "ماذا حدث؟"
-"قُتلت رمياً بالرصاص"، أجاب الشرطي.
-" ماذا؟!! ماذا تعني؟؟ من...؟
-" زوجها قتلها رمياً بالرصاص".

في هذا الوقت كنت أتكلم مع رفيقاتي. "ما الذي أتى بكنّ الى هنا؟"
- "نزيف في الدماغ..."، أجابت رولا.
- "ضربة طنجرة ضغط..."، أكملت منال.
- "تسمم بالديمول..."، قالت كريستيل.

نظرتُ إليهن حزينةً، كنت قد شاهدت ما حصل معهنّ على التلفاز، لكنني لم أتوقع يوماً أن تجمعنا المصيبة. كنت مقتنعة جداً أنهن لسن مثلي، أزواجهن أعنف. زوجي ليس كذلك... هو يحبني ولا يقصد ذلك، هو عصبيّ ومتعَب ويضربني بالخطأ. هذه الأمور طبيعية وتحدث مع أي زوجين. عليّ أن أتحمّل، يجب أن أتحمّل للمحافظة على عائلتي وولديّ. فما هي المرأة بدون عائلتها...

كم كُنت مخطئة...
كل ما فكرت به خطأ، كل ما أخبروني به خطأ، كل ما سمعته خطأ، كل ما اقتنعت به خطأ!

الصواب هو انني ورولا ومنال وكريستال أصبحنا ذكرى، ذكرى منسية في المجتمع، غير موجودة قانونياً.
نحن، رحلنا ولن نعود، ولكنك أنتِ هنا... أنتِ، قارئة هذه القصّة!

أتمنى لو أنّ أحداً حذّرني من الخطر المستلقي بجانبي، أتمنى لو أنّ أحداً حذّرني من  الوحش الذي يمارس مع وعليّ شتّى أنواع العذابات...
أنتٍ هنا... أخرجي، أهربي، أطلبي المساعدة... تخشَين ألا يجدكِ أولادك بقربهم ان أنتِ رحلتٍ؟ إعرفي بأنهم لن يجدوكٍ هم بدورهم عند وفاتك...

عديدةُ هي شخصيّات هذا السيناريو؛  يتبدّل المخرج، يتغيّر الديكور، تتفاوت الأحداث. ولكن النهاية واحدة لا ثانٍ لها. 

لا تنضمّي إلينا. بل قرّري الآن واكتبي نهايتك السعيدة دون ألم.

نسرين لم يحاورها أحد
بقلم تيري عبد المسيح

هذا النص من نسج الخيال، غير أن الشخصيات المذكورة فيه حقيقية، وهن ضحايا العنف الأسري! 

المزيد
back to top button