غالباً ما تعاني المرأة من مشاكل تساقط الشعر خلال فترات معيّنة من حياتها، ولكن يجب أن نفرّق ما بين تساقط الشعر الطبيعي والذي يكون بمعدل 50 إلى 100 شعرة يومياً ويختلف بحسب كثافة الشعر، وتساقط الشعر المرضي.
من أهمّ الأسباب المرافقة لتساقط الشعر هو ضعف جذوره نتيجة جفاف فروة الرأس أو الإفراط في استخدام مستحضرات العناية بالشعر، بحيث تصبح غير قادرة على إنبات الشعر مجدداً وبالتالي إلى ضعف الشعر وتساقطه، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل الضغوطات والتوترات النفسية ووجود حالات مرضية مثل مرض الذئبة lupus أو أمراض إضطرابات الغدة الدرقية أو نمو أكياس على المبيض وغيرها. جميع هذه العوامل تؤدي إلى نشوء مشكلة تساقط الشعر في مراحل لاحقة من العمر. ومما يجب التنبّه إليه هو أن كل سبب من أسباب تساقط الشعر يتطلب تعاملاً مختلفاً بغية إعادة الشعر إلى وتيرة نموه الطبيعي.
إليك لائحة بأهم الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر:
1- الضغوط النفسية: من أسباب تساقط الشعر، معايشة توتر الضغط النفسي من أي مصدر، وأيا كان مبعثها، وكذلك الحال عند التعرض لحالات صحية صعبة، كالخضوع لعمليات جراحية كبيرة. فالتوتر يجبر الكثير من شعرات فروة الرأس على الدخول في مرحلة «طور الرقاد» وتوقف نشاط نمو الشعر، وهذا التأثير السلبي لا يؤدي فقط إلى توقف الزيادة في طول الشعر، بل يقرب من أجل تساقط الشعر، وبالتالي فإن تأثيرات المرور بالمراحل الشديدة من التوتر تظهر بعد فترة من الوقت (بضعة أشهر)، وتتطلب مزيداً من الوقت أيضاً كي يعود الشعر إلى سابق نموه ووفرته في فروة الرأس. يقول الباحثون إن الجيد في الأمر أن سقوط الشعر بسبب التوتر لا يحتاج عادة إلى علاج، بل يعود الشعر إلى سابق حاله الطبيعي بزوال الأسباب.
2- اضطرابات الهرمونات: التغييرات التي تطرأ على نسب هرمونات مختلفة في الجسم، تسبب مشكلات مؤقتة في نمو الشعر وتساقطه، مثل ما يحصل خلال مراحل الحمل والولادة والرضاعة، أو بعد تناول أدوية منع الحمل الهرمونية، أو خلال مرحلة بلوغ سن اليأس، أو اضطرابات أمراض الغدد الأخرى بالجسم، كالتي في الدماغ أو البطن أو الحوض، خصوصاً الاضطرابات التي تزداد فيها نسبة هرمون تستوستيرون الذكوري testosterone. فبمعالجة الاضطرابات الهرمونية وتعديل نسبة الهرمونات بالجسم، يعيد في معظم الأحوال الحيوية والنشاط إلى عمليات نمو شعر فروة الرأس.
3- الأدوية العلاجية: إن تناول مجموعات مختلفة من الأدوية، والتي من آثارها الجانبية تساقط الشعر، خصوصاً شعر الرأس مثل الأدوية المسيلة للدم blood thinners، أو الأدوية المضادة للاكتئاب antidepressants، أو بعض أنواع الأدوية المنومة، أو أدوية منع الحمل الهرمونية، أو بعض أنواع أدوية معالجة أمراض القلب والشرايين أو ارتفاع ضغط الدم ، أو أدوية معالجة داء النقرس gout أو بعض الفيتامينات الدوائية مثل فيتامين Aأو أدوية معالجة السرطان الكيميائية chemotherapy، أو علاج السرطان بالأشعة radiation therapy، وكذلك وجود أمراض مزمنة تؤثر على الجلد، مثل مرض السكري أو مرض الذئبة الحمراء أو غيرها.
4- سوء التغذية: سوء التغذية أو حميات إنقاص الوزن، أو عمليات تحزيم وتقليص المعدة تؤثر على الشعر، ونمو الشعر بشكل طبيعي يحتاج إلى تناول كميات كافية من البروتينات، ذات نوعية تحتوي على أنواع الأحماض الأمينية الأساسية كافة. كما يحتاج الشعر إلى عنصر الحديد، ومجموعات أخرى من المعادن والفيتامينات، أسوة بأي أنسجة بالجسم ذات طبيعة «النمو المستمر والمتواصل»، ولذا فإن سوء التغذية، لأسباب تتعلق بعدم توافر أنواع المنتجات الغذائية الصحية، أو نتيجة لسوء انتقاء المنتجات الغذائية التي يتناولها الشخص تتسبب في نشوء مشكلة تساقط الشعر.
5- العناية الخشنة بالشعر: ومن أهم مظاهر ذلك هو المعالجات التجميلية للشعر، وهي تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في تساقط الشعر. فتلك المواد الكيميائية أو التأثيرات الفيزيائية للوسائل المستخدمة في تصفيف الشعر وتجميله وصناعة التسريحات المختلفة، وكذلك الإفراط في تكرار تمشيط الشعر بأنواع من الأمشاط والفرشاة المصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية، أو تعريضه لمجففات الشعر ذات الهواء الحار، قد تحدث الإصابة بالالتهابات الفطرية في فروة الرأس fungal infection، ما يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق من فروة الرأس. تستوجب هذه الحالات معاينة الطبيب وفحصه، وربما أخذ عينات من الشعر إلى المختبر لتحليلها ومعرفة ما إذا كانت ثمة فطريات تتطلب المعالجة.
6- مراجعة طبيب الجلد: على الرغم من أنه لا يوجد حتى اليوم علاج دوائي يشفي من السقوط النهائي للشعر بفعل تأثيرات الجينات الوراثية، فإن من الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة وتمييز سبب تساقط الشعر، خصوصاً أن هناك عدة أسباب أخرى قابلة للمعالجة، ويمكن من خلالها إعادة النشاط لنمو الشعر، كما أن هناك عدة أدوية ذات نتائج مشجعة في إبطاء وتيرة تساقط الشعر الذي يحدث تحت تأثير الجينات الوراثية.
وأخيراً فإن الوقاية هي خير من قنطار علاج، إذ ينصح الأطباء بالحرص على التغذية الجيدة التي تقدم للجسم العناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر، كالبروتينات والمعادن والأملاح والفيتامينات وغيرها، كما ينبهون إلى ضرورة العناية برفق بالشعر، خصوصاً تركه ليجف بعد الاستحمام بطريقة طبيعية، دونما تعريضه لحرارة هواء مجفف الشعر، وتحاشي إجراء تسريحات الشعر المنهكة لخصلات شعر فروة الرأس، وتحديدا الجدائل braids الرفيعة والطويلة، أو تكوير الشعر على هيئة الكعكة، أو على هيئة ذيل الحصان.