تُعتبر المكسّرات من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تعود بفوائد جمّة على الصحة، فهي مصدر ممتاز للدهون غير المشبعة، والألياف، والبروتين النباتي، إلى جانب الفيتامينات والمعادن المضادة للأكسدة. غير أنّ هذه الفوائد لا تعني أن تناولها بلا حدود أمر آمن، إذ إنّ الإفراط فيها قد يحمل آثاراً عكسية على الجسم.

المكسّرات كنز غذائي متكامل
يُجمع خبراء التغذية على أن المكسّرات، مثل اللوز والجوز والكاجو والبندق، تلعب دوراً مهماً في دعم صحة القلب والشرايين. فهي تساهم في خفض مستويات الكولسترول الضار، وتساعد على تنظيم الشهية بفضل ما تحتويه من ألياف وبروتينات نباتية تمنح شعوراً بالشبع لفترة أطول. كما أظهرت دراسات متعدّدة أن تناول كميات معتدلة منها بشكل يومي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
عندما تتحوّل الفائدة إلى ضرر
على الرغم من كل هذه المنافع، إلا أن المكسّرات تُعدّ من الأطعمة عالية الكثافة الحرارية، ما يعني أنّ تناولها بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة غير مرغوبة في السعرات الحرارية وبالتالي في الوزن. كما أنّ التركيز على نوع واحد منها دون تنويع قد يُحدث خللاً في توازن العناصر الغذائية، أو يزيد احتمال ظهور تحسّس غذائي لدى بعض الأشخاص.
ويشير خبراء التغذية إلى أنّ الكمية المثالية تتراوح بين20 و30 غراماً يومياً، أي ما يعادل قبضة يد واحدة تقريباً. هذا المقدار كافٍ لتأمين احتياجات الجسم من العناصر المفيدة دون التسبّب في تراكم الدهون أو السعرات الزائدة.

كيف نستهلكها بالشكل الصحيح؟
للاستفادة من المكسّرات دون الإضرار بالنظام الغذائي، يُستحسن اختيار الأنواع غير المملّحة وغير المحمّصة بزيوت مضافة. كما يُنصح بتناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسة أو بإضافتها إلى أطباق السلطة أو الحبوب. والأفضل هو تنويع الأصناف بين اللوز والفستق والجوز والبندق لضمان توازن العناصر الغذائية. فالمكسّرات بلا شكّ غذاء غني ومفيد، لكنّ كما قلنا فإن سرّ الاستفادة منها يكمن في الاعتدال. فقبضة يد واحدة يومياً كافية لتزويد الجسم بما يحتاجه من الدهون الجيّدة والمغذيات الأساسية، في حين أن الإفراط قد يحوّلها من مصدر صحة إلى سبب لزيادة الوزن أو لمشكلات في الهضم.