"ماما، ماذا يعني الجنس؟!"

 كلّما زرت أخي، يتهاتف إليّ إبن أخي البالغ من العمر 5 سنوات لنلعب سويّاً ونقوم بتمارين اليوغا كما جرت العادة بيننا. غير أنه هذه المرة فاجأني بسؤال لم أكن أتوقّعه: "عمتو، هل يمكنك أن تشتري لي صدراً مثلك ومثل ماما؟" لبرهة تفاجأت وارتبكت ولكني عدت واستوعبت أن إبن أخي قد بلغ عمر الحشريّة التي تتأتى عند الأولاد بدءاً من هذا العمر. وهم سيزيدون في حشريّتهم، يوماً بعد يوم، عن جسم المرأة وجسم الرجل، وعن الجنس والعادة الشهرية والحمل والولادة. ابتسمت واقترحت على إبن أخي أن يسأل الماما عن ذلك، ففي النهاية هي التي تسمح وتنهي عن شراء أي شيء له!

من الطبيعي أن تسألك ابنتك وهي في عمر الخامسة، السابعة أو العاشرة عن العادة الشهرية وكيفية إنجاب الأطفال، ومن البديهي أن يتساءل ولدك أمامك أو أمام أبيه عن أعضائه الحميمة وكيفية عملها. ومن الشائع أن تشعري أنتِ بالإحراج أو بالإرتباك! فهذه مسائل حميمة، خاصّة، ودقيقة أيضاً، وعليك أن تعرفي ماذا تقولين عن الموضوع، كيف توصلين المعلومات الصحيحة لولدك، وكيف تفسّرين له ولها ما عليهما أن يعرفا. 

إليكٍ أربعة نصائح عن كيف عليك أن تتصرّفي حين يسألك ولدك عن الجنس:

1- إيّاكِ النهي والغضب.

بفعل الإحراج والمفاجأة، قد تكون ردّة الفعل الأولى لديك حين تسألك ابنتك عمّا يفعله الرجل والمرأة في السرير، أن تردّي: "الأمر لا يخصّك!"، أو "أسكتي!" أو حتى "شو فهّمك، لا زلت صغيرة على هذه الأمور...". إيّاك وهذه الأجوبة، فهي تولّد الإرتباك عند ابنتك وتزرع الخوف لديها فتضطر إلى أن تلجأ إلى شخص آخر ترتاح له لكي تشبع حشريتها أو أن تلجأ إلى مصادر أخرى ليست بالضرورة الأفضل في شرح مسألة الجنس. 

بماذا أجيب إبنتي إذاً؟
خُذي نَفساً عميقاً أوّلاً، ومن ثمّ إشرحي لها بأن المرأة والرجل عندما يحبّان بعضهما البعض ويتزوّجان، يرغبان بأن يعبّرا عن حبّهما عبر القرب والعناق والتقبيل وإنجاب طفل لهما، ثمرة حبّهما. فهما يمارسان الحبّ. وهذا أمر حميم، لا يخصّ إلا الرجل وامرأته. 

2- بسّطي أجوبتك.

"ماما، رأيت أختي في الحمام، وهي تنذف دماً. لماذا؟!!!"
العادة الشهريّة من أهمّ المواضيع التي عليك شرحها لابنتك عن عمر مبكّر لا سيّما وأن معظم البنات في منطقتنا العربيّة، يبلغن ما بين عمر التاسعة والثانية عشرة. فأجعلي جوابك مبسّطاً كيف تفهمه ابنتك دون أن تزرعي في نفسها الخوف أو الإرتياب من الموضوع.

بماذا أجيب ابنتي إذاً؟
"كلّ شهر، تنذف البنت دماً لبضعة أيام. وهذا أمر طبيعيّ ومن المكوّنات الأساسيّة لجسم المرأة. فهي تسمّى بالعادة الشهريّة. في جسم المرأة مبيضان، وظيفتهما إباضة ما يسمّى "بالبويضة". وتنزل هذه البويضة إلى خارج الجسم وتترافق معها الدماء. هذه البويضة تتحوّل إلى طفل في بطن الأم حين تتزوّج بمساعدة زوجها."

3- إلجئي إلى المصادر الموثوق منها.

إن لم تكوني حقّاً قادرة على إجابة ابنتك أو ابنك كما يجب، يمكنك أن تلجئي إلى كتب متخصّصة في هذا الموضوع. للأسف، الكتب الجيّدة غير متوّفرة حقّاً باللغة العربية. أمّا إذا كنت تقرئين اللغة الإنكليزية فننصحك بهذه الكتب: It's Not The Stork!  It's So Amazing! 

يمكنك أيضاً أن تستعيني بكتب البيولوجيا وتقومي بمعاينة الصور وشرح الموضوع بطريقة موضوعيّة. ولكنّ توخّي الحذر من أن تدخلي في تفاصيل طبيّة جافّة لن يفقه ابنك ذات السنوات الستّ فحواها. 

4- علّمي ابنتك وابنك عن الخصوصيّة.

إن أمور العادة الشهريّة، والبلوغ، والجنس مسائل خاصّة بالشخص ذاته. ومن الضروري أن تعي ابنتك مدى أهميّة هذه الخصوصيّة في المحافظة على كيانها وعدم السماح لأحد غيرك والطبيب بلمس أعضائها الحميمة. كذلك ينطبق الأمر نفسه بالنسبة للصبي، فهو أيضاً معرّض لأن تُنتهك خصوصيّته دون أن يقدّر خطورة الأمر. كما على أولادك أن يحترموا أيضاً خصوصيّتك أنتِ وأبيهم، حين تكونا في غرفتكما.

غالباً ما يُصاب الأهل بإحراج كبير حين يدخل الولد فجأة إلى غرفة والديه وهما يمارسان الجنس. عليك أن تعرفي بأن ابنك وابنتك يكونان محرجين أكثر منك في هذه الحالة! ولتفادي الأمر، إحرصي على إقفال باب الغرفة وعلى تفسير الأمر لأولادك من باب احترام خصوصيّة الأهل. أما إذا فاجأتك ابنتك في الوضعيّة الحميمة مع زوجك، فحاولي ألا تنهريها بغضب وتطرديها من الغرفة. تمالكي أعصابك وقولي لها بأن تذهب إلى غرفتها وبأنك ستنضمّين إليها بعد قليل. حين تفعلين ذلك، حاوريها واسمعي ما لديها أن تقول وأجيبي على أسئلتها أولاً. فلربّما لا يهمّها أن  تعرف عن الأمر بقدر ما تخشين! 

 


 

المزيد
back to top button