عندما لا تكون الدورة الشهرية منتظمة، أسئلة وأجوبة

عندما لا تكون دوريّة، تأتي على هواها. كلّ شهر، كلّ أربعين يوماً، واحياناً كلّ 15 يوماً... قد تفقد مواعيد الحياة الحميمة هذه إنتظامها ووتيرتها. ما رأي المتخصّصين؟

 

فوضى الدورة الشهريّة أمرٌ معتاد. أيّ امرأة لم يراودها، ولو مرّة، قلق غياب الانتظام هذا؟ دورةٌ شهريّة مبكرة جدّاً، أو متأخّرة جدّاً... إدماءٌ خفيفٌ، أو كثيف... نزيف مستمرّ... دورة قصيرة، أو طويلة... غالباً ما تشكّل هموم الدورة الشهريّة دافعاً لزيارة الطبيب النسائي. إليكم بعض الأسئلة التي طرحناها على الاختصاصي في الطب النسائي الدكتور غسّان خوري.

 

أنا في الـ18 من عمري، ودورتي الشهريّة غير منتظمة. ما العمل؟

أمرٌ معهود، خاصة خلال أوّل سنتين من بداية الدورة. غالباً ما تسبب الدورة الشهريّة أوجاعاً خلال هذه الفترة. غياب الإباضة وقلّة "البروجيستيرون" مسؤولان عن هذه الأوجاع. يسبّب هذا الغياب في الانتظام، الذي غالباً ما يكون مرحليّا، الاضطراب في حياة الفتاة الشابة التي تشعر بحاجة إلى نقاط الاستدلال والانتظام. يكون العلاج بـ"الهورمونات" (عادةً بواسطة حبات دواء). إنه علاجٌ وظيفيّ وغير شافٍ. وتبقى مراجعة الطبيب النسائي ضروريّة كي يتمّ التأكد من عدم وجود سبب عضويّ. عادةً، عندما يتأخر موعد الدورة الشهريّة، علينا أولاّ أن نفكّر بالحمل، وأن نجري اختباراً للتأكّد من ذلك.

 

أنا في الـ33 من عمري. غياب انتظام الدورة الشهريّة يصيبني بالهوس. عليّ أن أعرف سبب هذه المشكلة.

من الضروري أن نعرف إذا كان غياب الانتظام هذا جديداً. يمكننا أن نعتبر أنّه إذا كانت كل الاختبارات البيولوجيّة والصوَريّة تؤكد أن الوضع طبيعي، يكون السبب هو طبيعة الدورة الشهرية لدى المرأة المعنيّة. ولكن في حالاتٍ أخرى، علينا البحث عن سبب هذا التغيير. قد تكون حركة "الهورمونات" غير الكافية هي السبب. النقص في "البروجيستيرون" أمرٌ شائع. بسبب هذا النقص، قد تتوقّف الإباضة، ما يسبب غياباً للانتظام أو حتى عقماً. وعلى النقص في "البروجيستيرون" أن يُراقب في كلّ المراحل العمريّة، وخاصة لدى امرأة تبلغ من العمر 33 عاماً. من بين الأسباب الممكنة: نقص في إفرازات الغدّة الدرقيّة، حركة غير ناشطة في الدماغ (تحت المهاد وعلى مستوى الغدّة النخاميّة)، زيادة في إفراز "البرولاكتين"، شذوذ في المبيض، وزيادة في إنتاج "الهورمونات" الذكوريّة، زيادة في الوزن، ضغط نفسي، أو صدمة نفسيّة عاطفيّة...

هذه الاضطرابات تتراجع مع تناول حبوب منع الحمل. المعاينة لدى الطبيب النسائي تبقى أساسية للقضاء على أيّ سبب موضعي (إلتهاب، ورم خبيث، ورم في الغشاء المخاطي، ورم ليفيّ...) أو حملٍ محتمل.

 

 

أنا في الـ42 من عمري. ما من انتظامٍ في دورتي الشهريّة.

بعد العام الـ40، إفراز "البروجيستيرون" ينخفض، فيما تحافظ "الأوستروجين" على معدّلاتها السابقة. تصبح الدورة الشهريّة غير منتظمة. يشتدّ النهدان، وقد تطرأ أوجاع حوضيّة وبعض الإدماء. إنها المرحلة التي تسبق انقطاع الدورة الشهريّة، حين تتطوّر الأورام الليفيّة بسبب تفاوت "هورموني" كبير. العلاج بـ"البروجيستيرون" هو الحلّ. ولكن علينا دوماً البحث عن خلل مبيضي، أو عنقيّ (عنق الرحم)، أو خلل في الرحم (ورم ليفيّ، ورم خبيث)، أو حتى حملاً متأخراً! (غالباً ما يحصل ذلك). غياب الدورة الشهريّة مع العلاج هو دليل بداية انقطاع الدورة الشهريّة.

 

تأتي الدورة الشهريّة على هواها. ويتأثّر مزاجي بذلك. إنّها حالة من الجنون الدوريّ كما يُقال. هل من علاقة بين المزاج والدورة الشهريّة؟

نعم، بالطبع! على مستوى محور ما تحت المهاد والغدّة النخاميّة، ترتبط العواطف بشكلٍ مباشر مع الدورة الشهريّة. دعونا نأخذ مثالاً على ذلك غياب الشهيّة الذهنيّ. في هذا الخلل، تكون حالة المبيض طبيعيّة جدّاً، ولكن عندما يكبحه الدماغ، يستريح. لذلك، فالصلة بين الضغط النفسي والهلع والدورة الشهريّة لأمرٌ مؤكد. ولكن حذار من تفسير الجنون الدوريّ دوماً بالاضطراب في الدورة الشهريّة. قد تصاب المرأة بتغيّرات مزاجيّة لا تؤثر أبداً على الدورة الشهريّة.

 

خضعت لجراحة بسبب حصاة في الكلية. وكم تفاجأت بعودة دورتي الشهريّة التي كانت قد انتهت لهذا الشهر منذ 10 أيّام بالكاد!

كما قلت آنفاً، الضغط النفسي، بالإضافة إلى التعب وكلّ الإصابات العضويّة قادرة على الإخلال في انتظام الدورة الشهريّة. والخضوع إلى جراحة يجمع بين كلّ هذه الأسباب.

 

 

أستعمل الـTampon خلال الدورة الشهريّة. يُقال أنّه يسبّب التهابات. هل هذا صحيح؟

يسبّب الـtampon، لدى البعض، أشكالاً من الحساسيّة. إذا وُضِع لوقت طويل، قد ساهم في بروز التهابٍ مهبلي.

 

هل صحيحٌ أن خلال الدورة الشهريّة نكون أكثر عرضةً للالتهابات؟

كلا. ولكن هناك خطر بروز التهابات خلال العلاقات الجنسيّة في فترة الدورة الشهريّة.

 

هل يمكننا التعرّض لأشعّة الشمس والذهاب إلى الشاطىء خلال الدورة الشهريّة؟ هل صحيحٌ أنّ ذلك يسبّب غياباً في انتظام الدورة؟

يمكننا التعرّض لأشعّة الشمس بشكلٍ معتدل. أمّا السباحة، فقد تزيد من خطر الالتهابات، خاصة إذا كانت في البركة. ولكن الشمس تماماً كالسباحة لا تؤثران على انتظام الدورة الشهريّة.

 

أما في الـ26 من عمري. دورتي الشهريّة تستمرّ لـ8 أو 9 أيّام. هل من داعي للقلق؟

عندما تكون وتيرة الدورة الشهريّة على الشكل الآتي أصلاً، مع إدماءٍ كثيف يستمرّ لفترة طويلة، ما من داعي للقلق. عندما يكون هناك مشكلة، على غياب الانتظام أن يكون حديثاً، وهذا ما يقلِق أكثر من طبيعة الدورة الشهريّة بحدّ ذاتها. على سبيل المثال، امرأة لطالما كانت دورتها الشهريّة من 5 أيّام قبل أن تتغيّر لتصبح من 9 أيّام عليها أن تستشير طبيباً نسائيّاً.

 

أعيش في هوس الدورة الشهريّة، خاصةً عندما تتأخّر. فكرة حمل محتمل تلازمني. سأُجنّ. لقد أصبحت خبيرة في اختبارات الحمل!

هذا واقع تعيشه الكثير من النساء. التفكير بالأمر على أنّه كارثة غير مجدٍ، تماماً كإهماله. في جميع الأحوال، عليك أن تعدّي جدولاً وتحاولي أن تفهمي. عندما يكون التأخّر كبيراً، من المفضّل أن تخضعي لعلاج. واحذري خاصة من الزيادة في الوزن. فارتفاع معدّل الدهون في الجسم يعزّز تحوّل بعضاً منها إلى منشّطات ذكوريّة ما ينعكس على انتظام الدورة الشهريّة.

 

بفضل الأدوية، يكون انتظام دورتي الشهريّة مثاليّاً... وإلاّ، تبدأ المشاكل. هل من حلٍّ آخر غير الأدوية؟

علينا أن نبحث دوماً عن سبب غياب الانتظام. إذا كان التأخّر بسيطاً، يمكن الاستغناء عن الأدوية. ولكن في الحالات الأخرى، من المفضّل تنظيم الدورة الشهريّة بفضل هذه الأدوية. ففوائد العلاج تبقى أهمّ من سلبيّاته، لأن كلّما كان الانتظام في دورتنا الشهريّة ضعيفاً، ازداد خطر بروز أورام مهبليّة أو حتى أورام خبيثة.

 

نصيحتك الأخيرة دكتور؟

أن تتذكّر النساء دوماً أن التغيّر في وتيرة الدورة الشهريّة هو ما يجب أن يقلقها، وليس طبيعة دورتها الشهريّة.

 

حاوره الدكتور سامي سالم

المزيد
back to top button