تبرع نادين نسيب نجيم في كل ما تقوم به! إنها أكثر من جميلة، تنجح نادين في استيطان الشخصيات التي تمثلّها. ولقد ألهمتنا في هذا اللقاء.
معنا، وافقت على العودة إلى حبّها الأول: دور العارضة التي تتألق مع مجوهرات بولغاري.
ELLE Arabia: ماذا بقي لك من حياتك قبل عام ٢٠٠٤ عندما تُوّجتِ ملكة جمال لبنان؟
نادين نسيب نجيم: كل شيء. إن ما عشته قبل ذاك الحدث كان ولم يزل في غاية الأهمّية عندي، وهو ترك فيَّ بصمات لا تزول. هذه الحقبة من حياتي هي التي صنعتني. الصعوبات التي عشتها، المدرسة، الجامعة، كل ما تعلمت وما حصّلت، كل تلك الذاكرة التي لا تُمحى… إنها جزء لا يتجزأ مني، يواكبني طيلة حياتي.
E.A: ماذا أعطاك هذا اللقب؟
ن.ن: الشهرة، بالطبع. لكن أيضاً التحدّي. اللقب يضعك على الطريق، يبقى عليك أن تعرف كيف تواصل المسير.
E.A: منذ ذاك الزمان، مرّت ١٣ سنة ولا تجعيدة على وجهك! هل من سرّ؟
ن.ن: أتعرف عمري؟ أنا في الثالثة والثلاثين. من الطبيعي أن لا يكون عندي تجاعيد في هذا العمر. كل رفيقاتي مثلي. إن كان هناك من سرّ، أعتقد أنه يكمن في حسن استعمال كريمات الوجه، وهذا ما تعلمته من أمّي. منذ صغري أواظب على استعمال الكريمات، أعطي بشرتي ما يلزمها من تغذية لتكون جيدة من الداخل. الخارج، وهو ما يراه الناس، ليس سوى ترجمة لصحّة البشرة. عبثاً يحاول البوتوكس أن يجمّل الجلد الظاهر إن كان ما هو تحته في حالة رديئة. كما أن هناك طرقاً لاستعمال الكريمات، أين ومتى وكيف، حسب الفترة العمريّة وحال الجلد والطقس. إن عدم الإلمام بهذه القواعد يؤدّي إلى بشرة مُتعبة.
E.A: ما هو تعريفك للترف؟
ن.ن: إنه، قبل كل شيء، طريقة حياة. لكل شخص تعريفه الخاصّ. عند البعض يكمن الترف في السفر. عند الآخرين، في نوع معيّن من الرياضة، ربّما. أعتقد أن الترف هو عندما نضع كل قوانا من أجل الوصول إلى ما نرغب فيه والذي يهون أمامه كل شي.
E.A: شغفك بالمجوهرات، هل يأتي من طفولتك؟
ن.ن: بالطبع. هل تعرف فتاة واحدة لا تحب المجوهرات؟ بالرغم من كونها أكسسوارات، تمثّل المجوهرات هذا الشيء الذي يضع بصمة مهمّة في يومياتنا. المهم هو أن تعرف المرأة كيف تلبس المجوهرات، وأيضاً كيف توازي بين ما تضعه على وجهها وما تضع على باقي جسمها، كاليدين مثلاً.
E.A: هل على المرأة، برأيك، أن تفعل كل ما يلزم لتبدو جميلة، بما في ذلك اللجوء إلى التعديلات التجميليّة؟
ن.ن: الجمال من الله. أعتقد أن المرأة تعمل جهدها لتكون جميلة المظهر. هناك حدّ أدنى على المرأة أن تقوم به. الطبّ هنا موجود ليساعدنا، لا ليعيد صناعة شكلنا. ليس علينا أن نقع في فخ التقليد المبتذل حيث الكل أصبح يشبه الكل. لكل امرأة جمالها الخاصّ، وما من أحد قبيح! إن لشخصيّة المرأة ولتعابيرها دوراً رئيسياً في إبراز جمالها. كم من إنسان ذي مظهر عادي يصبح فائق الجمال عندما نستمع إليه وهو يتحدّث؟!
E.A: أن نمتلك معايير الجمال، هل يعني ذلك أن تأتينا النجوميّة على طبق من فضّة، أم علينا اتباع طريق طويل لتحقيق الهدف؟
ن.ن: صحيح أن النجوميّة تحبّ الجمال وتفتش عنه. لكنه لا يكفي لاستمرار النجاح ولإكمال المسير. كل أولئك النجمات أمثال بريجيت باردو، مارلين مونرو وكلوديا شيفر، كنَّ جميلات وانطلقن بفعل جمالهنَّ. لكنهنَّ أكملن بفعل المقدرة لا بفعل الجمال.
E.A: هل هناك من صراع بين نادين النجمة ونادين الأم؟
ن.ن: نعم، بالطبع. غالباً ما أشعر بتناقض ما بين عملي الذي يستدعي منّي أن أغيب أيّاماً عن بيتي وبين رغبتي القويّة في أن أكون دائماً بالقرب من أولادي وأن أعطيهم كل وقتي. من جهة أخرى، ومع الوقت، يتفهّم الأولاد أن ما أقوم به بعيداً عنهم هو في النهاية من أجلهم. أنا للتوّ عائدة من سفر، سأبقى ثلاثة أيّام في البيت مع أولادي من دون أن أغادرهم ولو للحظة.
E.A: إن كان عليك الاختيار بين النجوميّة والأمومة؟
ن.ن: أختار الأمومة من دون أي تردّد. النجوميّة مجد باطل. أنا اليوم نجمة، لكن هذا لن يدوم مدى الحياة. في المقابل، سأبقى أمّاً، وأولادي هم كل حياتي.
E.A: أنت من مناصرات المرأة. هل ترين تغييرات إيجابيّة في عالمنا العربي في ما خصّ حقوقها؟
ن.ن: هناك تقدّم واضح، إن لم يكن في المجال الرسمي، فأقلّه على الصعيد الفردي. كم من امرأة تتبوّأ كلّ يوم مركزاً مرموقاً، في كل البلدان العربيّة، وفي كل المجالات. إن عند المرأة قوّة رهيبة تسمح لها بأن تقوم بأكثر من عمل في آن واحد، كأن تقوم بعملها وأيضاً بتربية الأولاد وبالاهتمام بالبيت، ما يعجز عنه الرجال.
E.A: هل أنت مع أن تعطي المرأة المتزوّجة بأجنبي جنسيتها لأبنائها؟
ن.ن: إن هذا أحد حقوقها، ولقد حصلت عليه في كثير من البلدان ومنها بلدان عربيّة. في بعض البلدان العربيّة الأخرى، هناك مشكلة مع هذا الموضوع.
E.A: والكوتا النسائيّة، هل أنت مع تطبيقها في النظم الانتخابيّة؟
ن.ن: كما تسير حالياً الأمور، لم يُترك من مكان للمرأة في الانتخابات، إذ إن الرجال يأخذون كل المقاعد، أو غالبيتها. إن وجود كوتا يساعد في حلحلة الأمر، بانتظار أن يقتنع الجميع بضرورة مشاركة المرأة في ما يخص تقرير مصير الجماعة.
E.A: لنذهب إلى السينما. هل كانت حلماً تتمنّين الوصول إليه؟
ن.ن: كانت السينما دائماً من ضمن طموحاتي. لكني لم أحب يوماً السينما التجاريّة. أفضّل بدرجات الأفلام التي فيها عمق، من نوع ما يُعرض في المهرجانات السينمائيّة وما لا نراه إلاّ نادراً في الصالات.
E.A: ما الفرق بين أن تمثّلي للتلفزيون وأن تمثّلي للسينما؟
ن.ن: السينما أعمق بكثير. وهناك عمل دؤوب في السينما على كل التفاصيل. عدا عن إتقان الإخراج، هناك اهتمام أكبر بالإضاءة، بكادر الصورة، بالتصوير، بالصوت، إلخ... في المسلسل التلفزيوني، وأنا أحب كثيراً العمل في هذه المسلسلات، علينا أن نسرع، الوقت الضيّق لا يسمح لنا بأن نغوص في التحليل.
E.A: هل من مشاريع مستقبليّة؟
ن.ن: هناك دائماً مشروع أو أكثر على النار. إننا نحضر لشهر رمضان المقبل مسلسلاً، الموضوع مستوحى من رواية "الشريدة" لنجيب محفوظ.
حاورها أنطوان ضاهر