هيا أخضر: "السعودية أصبحت من أهم الأسواق التي يلتقي فيها التراث مع الابتكار"

تعدّ من أهمّ النساء الرائداتفي عالم الموضة والرفاهية، وواحدة من أبرز الأصوات المؤثرة في هذه الصناعة على مستوى الشرق الأوسط. على مدى العقد الماضي، مثّلت بعضًا من أعرق الدور العالمية، بما في ذلك ديور، هيرميس، ولويس فويتون، وحصدت التقدير بفضل خبرتها الرفيعة ورؤاها الموثوقة. وفي عام 2017، أسست مع زوجها وشريكها في العمل، أوغو بوديز، شركة HFA للاستشارات، والتي سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز شركات الاستشارات الفاخرة في المنطقة. وبصفتها رائدة أعمال سعودية فخورة بجذورها، تجسّد هيا التوازن بين الرؤية العالمية والقيم الأصيلة للشرق الأوسط، لتكون جسرًا يربط بين العلامات الأكثر شهرة في العالم وبين النخب الراقية في المنطقة. وإلى جانب إنجازاتها المهنية، فهي أيضاً أم متفانية، تجمع برشاقة بين حياتها الأسرية وقيادتها للأعمال. وفي مناسبة اليوم الوطني السعودي، حاورتها مجلة Elle Arabia، لاستكشاف مسيرتها، ورؤيتها لتنامي تأثير المملكة في قطاع الرفاهية، والدور الريادي للمرأة السعودية في صياغة مستقبل الموضة العالمية.

 

كيف ترين الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في صناعة الأزياء والمنتجات الفاخرة عالمياً؟

كإمرأة سعودية عملت مع العديد من العلامات التجارية العالمية، لاحظتُ أن المملكة لم تعد مجرد مستهلك للمنتجات الفاخرة، بل أصبحتِ أيضاً رائدة في هذا المجال. لقد تحوّلت المملكة إلى أحد أهم الأسواق التي تجمع بين التراث والابتكار. يتميز عملاؤنا بالذوق الرفيع والولاء لتراثهم، مع تبنيهم في الوقت نفسه للاتجاهات العالمية. هذه التناغم بين التراث والعالمية هو ما يجعل المملكة رائدة في عالم المنتجات الفاخرة.

 

تتميز مسيرتك المهنية بالجمع بين الخبرة الدولية والقيم الشرق أوسطية الأصيلة. كيف تستفيدين من هذا التوازن عند تقديم الاستشارات للعلامات التجارية العالمية الراغبة في دخول السوق السعودي؟

في شركة HFA للاستشارات، شريكي وزوجي هو الفرنسي هوغو باوديز، وأنا سعودية. نجسد في شركتنا هذا التوازن بين النظرة العالمية والروح المحلية. إضافة إلى ذلك، ساهمت خبرتي في العمل مع علامات تجارية عالمية مثل كريستيان ديور، وإرمي، ولوفيون في فهمي لطرق تطبيق الاستراتيجيات العالمية بما يتناسب مع السياق المحلي. هذا الجمع بين الخبرة الدولية والوعي الثقافي المحلي يمكّننا من تقديم استشارات دقيقة للعلامات التجارية العالمية، مع مراعاة خصوصية السوق السعودية، مما يضمن توافق الاستراتيجيات مع معايير المنتجات الفاخرة العالمية.

 

ما هي الحاجة التي رصدتِها في السوق عندما أسّست الشركة عام 2017، وكيف تطوَّرَت منذذلك الوقت؟

عند تأسيس شركة HFA، لاحظتُ وجود فجوة واضحة بين العلاقات العامة وعلاقات العملاء. معظم العلامات التجارية الفاخرة تتعامل مع هذين الجانبين بشكل منفصل، بينما هما في الواقع متكاملان. أردتُ أن تكون شركتنا متخصصة في كليهما، لإنشاء جسر بين التواصل وعلاقات العملاء. منذ ذلك الحين، تطورت HFA لتصبح شريكاً موثوقاً للعلامات التجارية والعملاء من ذوي الثروات العالية. نقدم استراتيجيات متكاملة، وفعاليات مخصصة، وبرامج لإدارة علاقات العملاء تجمع بين العلاقات العامة وعلاقات العملاء بسلاسة. مؤخراً، أصبحنا الوكالة الرسمية للعلاقات العامة لأسبوع الرياض للموضة 2025، وهو دور نفتخر به. يعكس هذا الدور ليس فقط تطور شركة HFA، بل أيضاً مكانة المملكة كقوة فاعلة في عالم الموضة العالمي. ما بدأ كشركة استشارات متخصصة، تطور ليصبح وكالة رائدة تحدد معايير المنتجات الفاخرة في والشرق الأوسط. 4. بعد تعاونكم مع علامات تجارية عالمية فاخرة مثل ديور، وإرمي، ولوفيون، ما هي الدروس التي تعلمتموها بشأن تصميم استراتيجيات تسويقية تناسب ذوق العملاء السعوديين؟ كل علامة تجارية لها خصوصيتها، ولكن في المملكة العربية السعودية، يكمن السر في التخصيص. لقد علمنا العمل مع هذه العلامات أن الأمر لا يتعلق بالتقليد، بل بالتكييف مع الثقافة المحلية. يقدر العملاء السعوديون الأصالة، والارتباط بثقافتهم، وقصص العلامة التجارية. يجب إعادة تصميم أي حملة أو حدث ناجح في باريس أو لندن ليناسب ذوق المستهلك السعودي. يكمن النجاح في خلق تجارب يشعر فيها العميل بالتقدير والاحترام، وليس مجرد استهداف عام.

 

يُعدّ تقديم خدمات مخصصة للعملاء وتنظيم فعاليات فريدة جوهر عمل شركة HFA للاستشارات. كيف تضمنون أن تعكس هذه التجارب معايير الفخامة العالمية وتلبي توقعات المجتمع السعودي؟

الفخامة في السعودية ليست مجرد منتجات، بل تجربة عاطفية. في HFA، نصمم كل تجربة انطلاقاً من هذا المبدأ. سواء كان عرضاً خاصاً، أو فعالية ثقافية، أو برنامجاً مخصصاً للعميل، فإننا نضمن الجمع بين معايير الفخامة العالمية واللمسات السعودية الأصيلة. التفاصيل الصغيرة مهمة، من حسن الاستقبال إلى اللمسات الشخصية. هذا التميز يضمن شعور عملائنا بالفخر بالانتماء إلى علامة تجارية عالمية، وفي الوقت نفسه، الاعتزاز بثقافتهم.

 

بمناسبة اليوم الوطني السعودي، كيف ترون دور رواد الأعمال السعوديين، وخاصة النساء، في تعزيز مكانة المملكة في صناعة الأزياء العالمية؟

اليوم الوطني السعودي ليس مجرد احتفال بالتاريخ، بل رمز للتقدم. أصبح لرواد الأعمال السعوديين، وخاصة النساء، دور محوري في تعزيز مكانة المملكة في عالم الأزياء الفاخرة. نحن لسنا مجرد مستهلكين، بل مبدعون ومستشارون ومبتكرون. هذا الأمر يعني لي الكثير شخصياً. شركة HFA خير دليل على إمكانيات المرأة السعودية عندما تُمنح الفرصة والحرية. أعتقد أن المرأة السعودية ستواصل تعزيز مكانة المملكة عالمياً، لتبقى ثقافتنا متألقة على الساحة الدولية.

المزيد
back to top button