كانت رحلة الفنّانة العربية الرائدة صبا مبارك من النجومية الإقليمية إلى الاعتراف العالمي بفنّها، أقلّ ما يقال عنها أنّها استثنائية. مع أكثر من ٦٠ عملٍ يتوزّع على مختلف الوسائط، تواصل كسر الحدود، وهذا كلّه مع الحفاظ على جذورها وإلهام جيلٍ جديد من النساء المتمكّنات. هنا، تتألّق في مجموعة Fendi لخريف وشتاء ٢٠٢٤ـ٢٠٢٥، حيث تمزج بسلاسة بين الطموح والإبداع والأناقة.
ما هي المشاريع التي تعملين عليها حالياً؟
لدي مشروعين قيد الإنتاج حاليّاً؛ الأول هو "وتر حساس"، وهو دراما تلفزيونية اجتماعية مثيرة تتناول موضوعات الصداقة، والخيانة، وديناميكيات الأسرة الحديثة. ما دفعني للقيام بهذا المشروع هو أنّه يتناول ويناقش الطبيعة الدقيقة والحسّاسة للصداقة، والتي لا يتمّ مناقشتها عادةً في الدراما. المشروع الثاني هو "٢٢٠ يوماً"، والذي أحبّه كثيراً. إنّه يعرض قصة حبّ جميلة بين زوجين شابين يرغبان بشدّة في أن يكبرا ويتقدّما في السنّ معاً ولكن الحياة تلقي بكلّ أنواع المفاجآت في طريقهما. هذان المشروعان مختلفان تماماً وأنا متحمّسة جداً لتقديم هاتين الشخصيتين المختلفتين وقصصهما للجمهور.
"بودي" محبوك من الفيسكوز من Fendi؛ تنورة من الجلد من Fendi؛ جزمة Show من Fendi؛ سوار Filo من Fendi.
ما هي النصيحة التي تقدّمينها للممثّلين وصانعي الأفلام الطموحين في العالم العربي؟
أهمّ نهج أعيش به هو عدم الخوف من التعمّق في المواضيع. قد يكون الأمر مخيفاً، لأنّه يكشف أحياناً شعوراً بعدم الأمان ونقاط الضعف بداخلك، لكن النتيجة تكون دائماً خاماً وجميلة. وأدعو كذلك أيضاً إلى العمل الجاد في كلّ الظروف. فنحن لا نقوم دائماً بالمشاريع التي نحبّها (عندما نكون من المحترفين). في هذه الحالات، علينا أن ننهض ونجد شيئاً يربطنا بما نفعله. ومن ثمّ نلزم أنفسنا به بشكلٍ كامل. هذه الصيغة لا تفشل أبداً.
سترة ذات قصّة مهيكلة من Fendi؛ قميص مخطّط من Fendi؛ بنطلون من Fendi؛ حذاء Ffold ذو رباط خلفي من Fendi.
ما هي في نظرك الصفات الأساسية للمرأة المتمكّنة؟
أعتقد أنّ المرأة المتمكّنة تؤمن بنفسها ولديها الثقة بأنّه لا يوجد شيء في هذا العالم لا تستطيع تحقيقه أو إنجازه، وهي لا تخشى أن تقول "لا" للظلم، وأن تعمل لتمكين المحرومين، والدفاع عن حقوقهم. كما أنّ المرأة المتمكّنة هي المرأة المتعلّمة التي تعمل على تثقيف نفسها يوماً بعد يوم والتعلّم من عيوبها وتجاربها السابقة لتكون أفضل نسخة من نفسها.
فستان باللون الباذنجاني من Fendi؛ جزمة Show من Fendi؛ عقد Filo من Fendi؛ أقراط Filo من Fendi؛ حقيبة Peekaboo كبيرة من الجلد الطري من Fendi؛ حلية Lollipop من Fendi؛ حاملة مفاتيح على شكل عقدة من Fendi.
كيف تتمكّنين من التطوّر في مسيرتك المهنية مع الحفاظ على رؤيتك الفنّية؟
أقرأ دائماً أي نص يُقدّم لي بدقّة وأرى ما إن كنت سأستطيع التواصل معه. وأحرص أيضاً على القيام بشيءٍ مختلفٍ في كلّ مرة، حتى لو لم يعجبني ذلك ١٠٠%. الرؤية الفنّية هي شيء يتطوّر ويتغيّر مع مرور الوقت والخبرة، ولكن لا تزال لدي هذه الرؤية الحالمة لمشروع سيسجّله التاريخ باعتباره عملاً كلاسيكياً مميّزاً. لذا فهو توازن يجب عليك الحفاظ عليه بين هذين الاتجاهين أو العنصرين. بالطبع، ضمن كلّ ذلك، يمكنك دائماً العمل على مشروع تجاري بحت ولكن يبقى بإمكانك سحب بعض الخيوط والقيام ببعض الأشياء داخل الشخصية التي تلعبينها لجعلها فنّية أكثر أو أخذها في اتجاهٍ جديد.
لذا، خلاصة الأمر، أنا لا أتعامل مع أي شيء باستخفاف. أحبّ أن أكون بمنتهى الجدّية في أي عمل أكون جزءاً منه. المفتاح هو أن تحاولي دائماً العثور على شيء جديد لتغرسي فيه أسنانك بينما تبذلين قصارى جهدك للاستمتاع بعملك. هذا ما يبقيك متحمّسة. العنصر الثاني الذي أشعر بأنّه بالغ الأهمية هو معرفة ما تريدين قوله. خلال نموّك كشخص، يكون لديك أشياء معيّنة تريدين قولها. تريدين أن يتمّ استخدام صوتك لإيصال رسالتك، وهذه أيضاً طريقة تختارين بها تقدّمك وكيفية المضي قدماً.
فستان من التول المطرّز من Fendi؛ معطف FF من الصوف المزدوج من Fendi؛ جزمة Show من Fendi
هل يمكنك مشاركتنا الإلهام وراء إطلاق شركة الإنتاج الخاصة بك، Pan East Media؟
أعتقد أنّني مدركة لذاتي كفنّانة. أستمرّ في التحقّق من نفسي طوال الوقت. أعتقد أنّ Pan East Media كانت ضرورة في مرحلة شعرت فيها بأنّني عالقة، جامدة في مكاني، في مسيرتي المهنية. ولم يأتني الإلهام من أنواع المشاريع التي كنت أعمل عليها. لا أعرف؛ ربما شعرتُ أنّ هناك نقصاً ما. لذلك، اعتقدت أنّ الوقت قد حان لأكون جزءاً من عملية صنع القرار بدلاً من مجرد اختيار المشروع الذي تمّ إعطائي إياه لقراءته. لذلك، قرّرت أن أبدأ في الإنتاج بعد أن قرأت مشروعاً ألهمني كثيراً.
وقرّرت إنتاج حلقة تجريبية بأموالي الخاصة لأنّني كنت أؤمن أنّ لا أحد سيمنحني الفرصة للقيام بذلك، وانتهى بي الأمر بتصويرها. ثمّ أخذته إلى MBC وقد أحبّوه. حتى أنّهم قدّموا لنا ميزانية جيدة جداً في ذلك الوقت، نظراً لأنّه كان إنتاجاً تلفزيونيّاً أردنيّاً، وهذا ما لم يكن شائعاً جداً في ذلك الوقت. وقد حقّق نجاحاً كبيراً عندما خرج إلى العلن! كان الجميع يتكلّمون عن نوعٍ جديد لم يسبق أن حدث في الشرق الأوسط من قبل. منذ ذلك الحين، قرّرت أن أشارك في مشاريع تخاطب قلبي أو تضمّ مخرجين أو كتّاباً مبتدئين، يخوضون المجال لأول مرّة.
بصراحة، هذه هي أجوائي وأمنياتي. أودّ دائماً أن أكون جزءاً من تأسيس أو إطلاق مهنة شخصٍ ما. لهذا السبب أحببت العمل مع المبتدئين منذ البداية، وشركة Pan East Media هي طفلتي، حيث نعمل عندما نجد شيئاً نحن جميعاً متحمّسين له وشغوفين به.
قميص مخطّط من Fendi؛ تنورة من Fendi؛ أكمام محبوكة من Fendi؛ حلق فردي O'lock من Fendi.
ما هو أغلى ما تملكينه في مسيرتك المهنية، ولماذا؟
إن كنّا نتحدّث عن شيءٍ عاطفي، فلدي لحظات ثمينة لن أنساها أبداً حدثت لي على مرّ السنين ـ غيّرتني، وألهمتني، وجعلتني أبكي وأضحك وأفكّر بعمق ـ وفتحت لي الأبواب. الانتصارات الصغيرة مثل الجوائز، أو الإنجازات، أو المشاريع التي حظيتُ بها بتقديرٍ كبير. هناك أيضاً بعض الممتلكات الصغيرة التي أحبّها وأعتزّ بها كثيراً، مثل الدعم الذي لقيته، أو أيضاً قطع من خزانة الملابس التي جمعتها مع مرور الوقت، وأول مسودّة سيناريو دوّنتُ عليها ملاحظاتي. عندما أعود إليها وأقرأها، أفكّر، "يا إلهي!" وأُعجَب بعملية التفكير وبالمزاج الذي كنت فيه في ذلك الوقت. إنّها تجعل عصائري الإبداعية تتدفّق أكثر. إنّ ممتلكاتي المهنية عبارة عن مجموعة من حالات الصعود والهبوط والعديد من الأشياء التي تراكمت لديّ مع الأيام، وعندما أنظر إلى الوراء، أعتزّ بها كشخص ولن أغيّر فيها أي شيء أبداً. فأنا أحبّ ٩٠٪ منها كثيراً!
فستان من الصوف والحرير مضلّع من Fendi؛ عقد Filo من Fendi.
أين ترَين نفسك ومسيرتك المهنية في السنوات الخمس المقبلة؟
أرى نفسي أفعل ما أفعله الآن، وأستكشف آفاقاً جديدة في هذه الصناعة. وأعتزم أيضاً إخراج عملٍ ما في وقتٍ ما قريباً. أنا أعمل بالفعل على شيءٍ أنا متحمّسة جداً له. أنوي فقط الاستمرار في القيام بما أحبّ القيام به بينما لا أزال أحاول السير نحو آفاقٍ جديدة واستكشاف مفاهيم وأفكار مختلفة تماماً. أودّ أن أبدأ في رؤية نتائج العمل الشاق الذي أصررت على القيام به خلال السنوات الثلاث الماضية.
حلق فردي O'lock من Fendi؛ أكمام محبوكة من Fendi؛ قميص مخطّط من Fendi.
كيف ساهم دورك كشخصية عامة في تشكيل وجهة نظرك تجاه القضايا الإجتماعية ونشاطك الإجتماعي؟
لطالما قلتُ وأقول لنفسي دائماً أنّه بغضّ النظر عن أي شيء، سأفعل الأشياء التي أؤمن بها وأنني سأدافع عن القضايا والمشاكل التي أريد أن أفعل شيئاً حيالها. لقد عملت على ملف اللاجئين لسنوات عديدة، ومن هذه اللحظة فصاعداً، لم يعُدْ هناك وقتٌ يكون فيه صوتك أكثر معنىً وتأثيراً من الآن. أعني أنّنا نعيش في وقتٍ صعبٍ للغاية حيث أصبح الظلم والألم شائعين في العديد من الدول، مما يؤثر على الأبرياء والأطفال. إن كنت لا تستخدمين صوتك الآن، فأنت لا تستحقّين المكان الذي أنت فيه. هكذا أرى الأمر الآن.
إنّها إحدى تلك القضايا النادرة بالأبيض والأسود. أنت بحاجة للدفاع عما تعتقدين أنّه صحيح والدفاع عن الأشخاص المحرومين. أنت بحاجة إلى المحاولة والمساعدة لأنّ العالم، للأسف، مكان قاس عامّةً وأنا لا أعني أو أحدّد مشكلة معيّنة. حتى بشكلٍ عام، هناك الكثير من الظلم في هذا العالم. كل العيون علينا الآن ويتوقّعون منّا أن نقف وقفة جامدة ونفعل ما هو صحيح.
لذا، علينا أن نقول ما نعتقد أنّنا يجب أن نقوله ونفعل ما يتعيّن علينا القيام به لأنّ هذا هو واجبنا. علينا أن نقود الطريق لأنّه ليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به بمفردنا لإحداث التغيير، ولكن عندما تجتمع الأصوات والقلوب معاً، يصغي إليها بقية العالم وتتغيّر الأمور. أي شيء أقوله أو أي موقف أتّخذه هو مسألة احترام الذات وأحبّ أن أكون دائماً على الجانب الصحيح من التاريخ.
ما هي بعض المفاجآت أو التحدّيات غير المتوقّعة التي واجهتيها خلال رحلتك في صناعة السينما؟
هناك الكثير. القوالب النمطية، وقضايا صورة الجسم، والتمييز على أساس السنّ، والتمييز على أساس الجنس، وعدم المساواة في الأجور. كان هناك الكثير من النضالات، لكنّني أعتقد، عندما أتحدّث كامرأة، أنّ هذا هو أفضل وقت في صناعتنا حيث يُسمح لنا بالقيادة ويكون لنا دور مثير للاهتمام في المشهد بشكلٍ عام.
أيضاً، أعتقد أنّ الأمر بدأ مع بعض أفراد عائلتي الذين لم يرغبوا في أن أعمل في هذه الصناعة، ولكن فيما بعد قالت والدتي: "إن كنت تريدين أن تصبحي ممثلة أو مخرجة، فعليك أن تحصلي على التعليم وتتعلّمي بالضبط ما الذي من المفترض أن تفعليه"، ومن المؤكّد أنّ الحصول على شهادة جامعية ساعد كثيراً.
سترة ذات قصّة مهيكلة من Fendi؛ قميص مخطّط من Fendi؛ بنطلون من Fendi؛ حذاء Ffold ذو رباط خلفي من Fendi؛ أقراط Filo من Fendi؛ نظّارات شمسيّة FF Diamonds من Fendi.
كيف تقومين بالإستعداد ذهنياً وجسدياً قبل تولّي أي دور مليء بالتحدّيات؟
أعتقد أنّ بعض الممثّلين لديهم أسلوب معيّن يتعاملون من خلاله مع الدور، وبعض الأدوار أصعب من البعض الآخر. بالنسبة لي، الأمر يختلف ويتغيّر من دورٍ إلى آخر. أعمل أحياناً مع بعض مدرّبي التمثيل وأقوم ببعض تماريني المصمّمة برعاية. أقرأ كثيراً. أفكّر كثيراً. أقضي الكثير من الوقت في التحضير ووقتاً أقلّ في التفكير أثناء التصوير.
أنا من الفنّانين الذين يفكّرون في مرحلة ما قبل الإنتاج، وبعد ذلك عندما أكون في موقع التصوير، أطلق العنان لنفسي وأعطي نفسي مساحة لأكون عفوية ولا أفكّر كثيراً. لذا، في الأساس، كلّ ما عليك فعله هو رسم الخطوط وإنشاء الهيكل أثناء التحضير، ثمّ ترك الأمور على هواها أثناء تنفيذ المشروع نفسه.
كيف كانت تجربتك خلال جلسة تصوير مجموعة Fendi لخريف وشتاء ٢٠٢٤ـ٢٠٢٥، وكيف كان شعورك وأنت ترتدين أحدث مجموعاتها؟
وهل من مظهر مفضّل لديك؟ لقد كانت تجربة رائعة واستمتعت كثيراً بالتحضير للتصوير في الكواليس وبالفريق المذهل الذي يقف وراءه. يشرّفني أن أجرّب أحدث مجموعة من Fendi، خاصةً أنّها تضع الأناقة والرقي في طليعة هويتها ـ وهذه قيمٌ أقدّرها بشدّة. شعرت أنّ كلّ قطعة أرتديها تترجم جزءاً من شخصيتي وتُظهر جانباً مختلفاً من جمالي. لقد استمتعت بكلّ شيءٍ قمت بتجربته، ولكن أكثر ما استمتعت بارتداءه هو الفستان الباذنجاني وجميع العناصر المكمّلة له، بما في ذلك جزمة Show، وعقد Filo، والأقراط، وبالطبع حقيبة Peekaboo الكبيرة.
تنورة من التول المطرّز من Fendi؛ سترة Selleria من الكشمير المحبوك من Fendi؛ جزمة Show من Fendi؛ حقيبة By The Way متوسّطة الحجم من Fendi؛ حلية Lollipop من Fendi؛ نظّارات شمسيّة FF Diamonds من Fendi؛ أقراط Filo من Fendi؛ سوار Filo من Fendi
من يلهمك أكثر في مجال عملك؟
كيت بلانتشيت بشكلٍ عام وميريل ستريب في ما يتعلّق بتفاصيل الحرفة.
ما هي الهدية الأكثر تميّزاً التي تلقّيتيها مؤخّراً؟
قلادة تعني لي الكثير كنت أرغب فيها منذ فترة طويلة.
مكان قمت بزيارته مؤخّراً وترك انطباعاً دائماً لديك؟
Mama Bali.
ما هو الشيء الوحيد الذي تطمحين إليه حالياً؟
لا شيء على الإطلاق وكلّ شيء! يمكن أن أكون طفولية بعض الشيء في بعض الأحيان. قد أرغب فجأة في شيءٍ ما ثمّ أغيّر رأيي بشأنه بنفس السرعة.
ما هي إحدى ذكريات طفولتك العزيزة إلى قلبك؟
لعب كرة القدم مع الأولاد في الخارج، والركض وإشعال حرائق صغيرة؛ كنت طفلة شقيّة وتمّ تشخيص إصابتي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لاحقاً.
-----------------------------------
تصوير: Alexander Ermakov
إخراج إبداعي: Ahmed Rashwan @1602studio
ماكياج: Hindash
تصفيف الشعر: Deena Alawaid
ساعد في تنسيق الأزياء: Rozeta Zatikyan
تصميم الديكور: 1602 Studio
الموقع: Bicki Boss Studio