Johnny Depp: "ربما ولدت في العصر الخطأ"

عاد Johnny Depp إلى الأضواء. خلف الكاميرا، قام بإخراج فيلمه الثاني Modi الذي سيصدر هذا الخريف. وأمام الكاميرا، لا يزال يجسّد عطر Sauvage من Christian Dior، برائحةٍ جديدة Eau forte. وبين هذا وذاك، كان يرسم، ويكتب، ويعزف على الغيتار، وحتى يغنّي. في وضع الاستبطان، ينفتح الفنّان المتعدّد الأوجه في هذه المقابلة الحصرية مع ELLE.

في الوقت المحدّد تقريباً! وبتأخير حوالي ١٥ دقيقة، ظهر Johnny Depp على شاشة Zoom. قبّعة جامايكية اللون معنونة على رأسه، ونظّارات صغيرة بعدسات داكنة، و"تي-شيرت" وردي فاتح، تحت قميص بيج مفتوح، وأكوام من الأساور، والأشرطة والخواتم الجلدية. لا شكّ أنّه هو. إنّه يجلس في منتصف الأريكة، في مكانٍ ما على كوكب الأرض. يعلن عن عمره، "أنا رجل يبلغ من العمر ٢٠٠٠ عام"، رسمياً ٦١ عاماً. لو كان السفر عبر الزمن موجوداً، لكان من المحتمل أن يكون على متن الطائرة، معترفاً "عندما تعرف كم كانت الأمور رائعة في الماضي، فأنا حقّاً لا أريد أن أعيش في هذا الزمن!". مع ذلك، Depp في مزاج جيد: "لقد قيل لي أنّك محرّرة قسم الجمال، كان ينبغي عليهم إرسال محرّرة قسم القباحة!" [يضحك]. إنّها بداية قوية. تذكّرنا روح الدعابة الطريفة هذه بشخصية "جاك سبارو"، الذي تأمل قاعدة معجبيه، التي يبلغ عدد متابعيها ٢٩ مليون متابع على IG، بشدّة في الحصول على الجزء السادس من سلسلة Pirates of the Caribbean.

في الوقت الحالي، اتجاهه الجديد هو الإخراج السينمائي. لقد أنهى للتو Modi الذي يروي بعض المغامرات المذهلة للرسّام Modigliani مع زملائه البوهيميين الباريسيين. فجأةً، تَجمُد صورة أسطورة السينما على شاشتي، لكنّ صوته هو علامته الفارقة المميّزة: تدفّق بطيء، نبرة دافئة وعميقة، وخشونة جذّابة.

في جعبة Depp، وتحت حزامه "الروك أند رول" القديم، فيلموغرافيا حافلة، مشغولة مثل ذراعيه ويديه الموشومتين (لا أستطيع أن أرى الباقي). فمن فيلمه الأول Nightmare on Elm Street عام ١٩٨٤ إلى Du Barry عام ٢٠٢٣، لعب الممثّل في ٩٩ فيلماً، على مدار أربعة عقود، من بينها بعض كلاسيكيات السينما مثل Gilbert Grape، و Ed Wood أو Cry Baby أو Donnie Brasco أو Arizona Dream أو Dead Man... كما لعب أدوار شخصيات أسطورية على طريقته تحت إدارة Tim Burton المخرج الخيالي الذي لا يهزم في Edward Scissorhands و Charlie and the Chocolate Factory و Alice in Wonderland و Sleepy Hollow... ورغم أنّ الخبر غير مؤكّد بعد، إلا أنّ Depp قد يعود للظهور على الشاشة قريباً بدور Lucifer في فيلم Terry Gilliam القادم The Carnival at the End of Days الذي يصل به إلى العدد الـ ١٠٠ فيلم. بالإضافة إلى مسيرته الغزيرة في التمثيل والإنتاج وصناعة الأفلام، فهو أيضاً عازف غيتار ومغنّي (كانت الموسيقى حبّه الأول) مع فرقته The Hollywood Vampires (جنباً إلى جنب مع Alice Cooper و Tommy Henriksen و Joe Perry). ومع صديقه الراحل Jeff Beck. في الآونة الأخيرة، فاجأ العالم بفنّه، حيث أنشأ Friends and Heroes، وهي مجموعة من فنّ البوب ​​تصوّر الأشخاص الذين ألهموه، مثل Elizabeth Taylor، و Keith Richards، و Bob Dylan، و Al Pacino.

 

اليوم، تتويجاً لعشر سنوات من التعاون المخلص مع Christian Dior Parfums، وقّع Depp عقداً جديداً وفريداً تماماً في عالم العطور الرجالية، لطول عمره ونجاحه الجريء. ولم تتعثّر المبيعات أبداً، بل على العكس تماماً. انضمّ Depp، بقيادة صانع العطور فرانسيس كوركدجيان، إلى ثورة شمّية: رائحة منعشة تتميّز بتركيبة مائية فريدة خالية من الكحول. فاخرج من جفاف الصحراء في الإعلانات التجارية السابقة (لماء التواليت والإكسير)، وغُص في الشلّالات الخلّابة، إلى الأبد تحت التوجيه القوي لـ Jean-Baptiste Mondino. لكن Depp الأبوي هو الذي يبدأ المقابلة: "أحياناً، تعلمين، يجول نظري على ما حولي، وأرى ابنتي، ليلي-روز، على غلاف إحدى المجلات، مؤخّراً على ELLE. سأظلّ دائماً أصرخ بإحدى هذه العبارات، "يا إلهي! أوقف سيارة الزمن!". إنّها شخصية، إنّها عميقة. عندما تنظرين إلى تلك البِرك، عيناها برك سباحة، تماماً مثل والدتها، تشبه والدتها إلى حدٍّ كبير".

 

لا يزال Jean-Baptiste Mondino خلف الكاميرا في عطر Dior الجديد Sauvage Eau Forte. كيف بدأ هذا التعاون؟

كنت أعرف Jean-Baptiste لأنّه عمل مع فانيسا بارادي لسنواتٍ عديدة. بدأنا الحديث عن شيء اسمه Sauvage مع Dior عام ٢٠١٥. وعندما التقيت بهم، كانت لديهم أفكار رائعة، ولم أشعر أنّه منتج في حدّ ذاته. من الغريب أنّ الأفلام التي صنعناها مع Jean-Baptiste يمكن أن تكون أكثر إرضاءً من السينما، حيث يوجد نمط وهناك قدر معيّن من الرياضيات والعرض، ويجب أن تكون الأمور منطقية في معظم الأوقات. شعرت بحرّية تامة من أي شيء نمطي، ومن أي شيء متوقّع منّي. لذلك، منحني هذا فرصة للتعامل مع شيء ما بطريقة مختلفة تماماً، وبتفكير متقدّم جداً، وتجريدي وشاعري، وهذا نادر اليوم.

 

Sauvage هو العطر الأكثر مبيعاً في العالم للرجال والنساء مجتمعين! من أين يأتي نجاحه في نظرك؟

العطر نفسه فريد من نوعه. أتذكّر جلوسي مع صانع العطر. لقد أعطاني ذلك الشيء الصخري، الرملي والصلب جداً، أنقى أشكال العنبر، ولكن مصدره كان صادماً حقاً بالنسبة لي لأنّه عطر مذهل (مادة من أصل حيواني). وكأنّي من قرّر إخراج الحلزون من صفدته وأكله مباشرةً! أرتديه، ليس لأنّني مضطر لذلك، ولكن لأنّه معقّد وأنيق. إنّه يذكّرني بعصرٍ آخر، رائحته تكاد تعيدني إلى باريس في العشرينيات!

 

باريس لها مكانة خاصة في قلبك؟

أوه نعم! لا يزال الأمر مدهشاً، الثقافة، والناس، ونوعية الحياة، ونمط حياة الناس، وهم ليسوا مجرّد أحياء، بل لديهم آراء، ولا يحاولون خداعك أو إجبارك على القبول أو التوقيع على شيء لا تريده. إنّه كوكب مختلف تماماً، باريس، وفرنسا نفسها. منذ مليار سنة مضت، عندما عرفت ذلك لأول مرّة، كنت صغيراً جداً، وقرأت كتاب Hemingway "وليمة متنقّلة" الذي يدور حول حياته في باريس في العشرينيات، أنّ باريس كانت بداخلي. دخلت كياني كلّه. ومن المفارقات أنّه بعد عدّة سنوات، أصبحت باريس المدينة السحرية عندما التقينا أنا وفانيسا وأنجبنا طفلتنا الأولى (ليلي روز) وكانت تلك، ولا تزال، أجمل أيام حياتي.

 

باريس هي موقع فيلمك القادم، Modi، فيلمك الثاني كمخرج. ما الذي جذبك إلى قصة Modigliani؟

لقد كنت دائماً مفتوناً به بالطبع، ولكن مع العديد غيره من الرسّامين، لأنّني مهتم بالبشر، ومن أين يأتي الدافع، ومن أين يأتي الإبداع، لأنّ هذا ليس طموحاً، فهم لم يبدأوا بالرسم ليصبحوا أثرياء.

 

هل Modi فيلم سيرة ذاتية؟

ليس بالضبط، إنّها مجرّد ثلاثة أيام في حياة Modigliani (يلعب دوره Riccardo Scamarcio)، حيث يصوّر سلسلة فوضوية من الأحداث في الشوارع والحانات في باريس خلال الحرب العالمية الأولى مع زملائه البوهيميين ـ Maurice Utrillo (يلعب دوره Bruno Gouery)، و Chaim Soutine (يلعب دروه Ryan McParland) وملهمته وعشيقته Beatrice Hastings (تلعب دورها Antonia Desplat).

 

كيف قُرّر أن ظهر Al Pacino في Modi؟

عندما كنّا نمثّل فيلم Donnie Brasco (١٩٩٧) مع Al، تحدّثنا عنه حينها. لقد أراد إخراج الفيلم وأعتقد أنّنا كنّا نتحدّث عن قيامي بدور Modi، لكن ذلك لم يحدث أبداً. منذ حوالي ٤ سنوات، تلقّيت هذه المكالمة من Al: "مرحباً جون، هل تذكر ذلك الشيء الذي فكّرت فيه عن Modigliani. يجب عليك إخراجه. أعلم أنّك تستطيع فعل ذلك! لقد سلّمني المهمّة، وكنت محظوظاً بالمشاركة في تطويره وإخراجه.

 

بعد Brave عام ١٩٩٧، Modi هو فيلمك الثاني كمخرج. هل الإخراج سهل بالنسبة لك؟

لا أعلم إن كنت أفكّر كمخرج بشكلٍ خاص، لكنّني أحبّ مشاهدة الناس وسلوكهم وتصرّفاتهم. كان الأمر يتعلّق بثقة الممثّلين بي، وبثقتي التامة، أنا، بالممثّلين وتركهم ينطلقون بحرية، لذا فإنّ الأمر بالنسبة لي يتعلّق بـ"التقاط الصور" أكثر منه "بالإخراج". عندما تقوم بالتصوير دون تسلسل، عليك أن ترسم خريطة في ذهنك، وأن تعرف أين كنت للتو وأين أنت على وشك الذهاب، وما هو المهم تحديده في تلك اللحظة. إنّه يشبه تقريباً ركوب موجة من الموسيقى، فيبدأ الفيلم نفسه بإخبارك بالضبط بما يريد أن يكون، وإلى أين يريد أن يذهب.

 

Modigliani لا يرسم العيون أبداً. هل تظن أنّ السبب هو أنّ العيون تكشف الروح؟

أتمنّى أن أعرف ما هي الروح! ولكن مهما كان ما وراء العيون، فهو بالتأكيد أكثر أهمية من الحوار. هذا هو المكان الذي تكمن فيه الحقيقة. لا مفرّ منه، والحمد لله. كنت أرسم نفسي بعين واحدة فقط. كان ذلك لأنّني، حسناً، اكتشفت ذلك لاحقاً، أنّني ولدت غير قادر على الرؤية بعيني اليسرى، إلّا الضوء والأشكال، لذلك لم أرَ أي شيء بشكلٍ طبيعي أبداً (يضحك). من ثمّ، كنت أرسم صورة لأمي ذات مرّة، عندما كان عمرها حوالي ١٦ عاماً، وعندما وصلت إلى عينيها، على الرغم من أنّني كنت أنظر إلى الصورة، ما زلت أرى في رأسي عيني أمي. إذن فهي بلا عيون. تلك العيون التي كنت أعلم أنّني لا أستطيع رسمها وتكرارها أبداً. يجب أن يكون هناك شيء مماثل لدى Modigliani، ربما لم يكن يريد الروح! في بعض الأحيان كان Modigliani يرسم العيون، لكنّها كانت على طريقة Modi، وكانت ذات طابع قَبَلي.

 

في العام الماضي، بيعت لوحاتك بنمط فنّ البوب، Friends and Heroes ١ و٢ خلال ساعات فقط. ما الذي دفعك لعرض أعمالك الفنّية الآن؟

لقد كنت أرسم دائماً! عندما دخل هؤلاء الأشخاص الرائعون في البانثيون إلى حياتي ورأوا كلّ لوحاتي مخبّأة في المخازن لسنوات، اندهشتُ من حماستهم جداً، واقترحوا عليّ بيعها. وصلت إلى مرحلة جديدة بعد أن كنت محدوداً للغاية خلال تلك الفترة، وأقسمت لنفسي ألّا أقيّد نفسي تحت أي ظرف من الظروف، وألّا أقيد أي شخص آخر أو الآخرين. لقد جاؤوا إلي في الوقت المناسب. لقد تركت الأمور تحدث، إن جاز القول، وتركت الأشياء للصدفة. رميت النرد [يضحك]!

 

هل الفنّ هو المهرب بالنسبة لك؟

أنا شخصياً لا أستطيع أن أسمّيه فنّاً، لأنّه ليس من حقي تعريفه بهذه الطريقة، ولكن إذا نظر إليه أحدهم على أنّه فنّ فهذا أمر رائع، لكنّني أرفض التفكير في نفسي كفنّان، حتى لو قمت بتطبيق نهج الفنّان.

 

إن كان هناك أغنية واحدة قادرة على التعبير عن أفكارك، أيّها ستكون؟

يجب أن أختار ثلاثة: أغنية Saint-Germain لفانيسا، وأغنية Jackadi لفانيسا، وأغنية Bliss لفانيسا. تتضمّن هذه الأغاني الثلاث التغيير الإيجابي في حياتي، وفي حياتنا، وجلب هؤلاء الأطفال إلى الحياة، ومن ثمّ التعلّم منهم عندما يكبرون. إنّهم أذكياء جداً، ولسرعته، يبدو الأمر وكأنّك ذهبت للنوم وكانوا في الثالثة من عمرهم واستيقظت فوجدتهم في الخامسة والعشرين منه (ليلي روز) و٢٢ عاماً (جاك). إنّها رحلة غريبة جداً ولكنّها الأفضل، والأعظم، والأكثر روعة على الإطلاق، إنّها القوّة الدافعة. لذا، تلك الأغاني الثلاث، يجب أن أجمعها معاً.

 

إلى ماذا تستمع أيضاً وما أبرز ما يوجد على قائمة التسجيل لديك؟

أغنيتي المفضّلة على الإطلاق، منذ أن كنت طفلاً صغيراً، هي La Mer لـ Charles Trenet أو نسخة Beyond the Sea لـ Bobby Darin. لا تزال أجمل أغنية رومانسية، وأقواها بالنسبة لي. إنّها ساحرة. أنا أيضاً معجب جداً David Bowie، وبالنجوم والمواهب المشهورة من Jay-Z إلى Mumford & Sons، إلى Robert Johnson، إلى Captain Beefheart، ذوقي موجود في كلّ مكان، أو Glenn Gould. أنا حقّاً أحبّ كلّ شيء، بنقاوته. يمكنك أن تقولي أنّ هناك القليل جداً من الضبط التلقائي!

 

أنت أيضاً تعبّر عن حبّك للكتابة. هل الكتابة نوع من المنفذ أو المتنفّس بالنسبة لك؟ 

لا أستطيع مغادرة المنزل دون قلم وشيء أكتب عليه وكتاب. لا أستطيع الكتابة على الكمبيوتر، فإمّا أن أكتب بخط طويل أو أستخدم الآلة الكاتبة بإصبعين. لحسن الحظ، شاهدت Hunter S. Thompson (مؤلّف كتاب Fear and Loathing in Las Vegas (١٩٧٢) يكتب لسنواتٍ عديدة، وبعد أن تهيّأت للفيلم (من إخراج Terry Gilliam عام ١٩٩٨)، قمت في الواقع بالكتابة على الآلة بالطريقة التي كتب بها.

 

ماذا يوجد في الصفحة الأخيرة من دفتر الرسم الخاص بك اليوم؟

(ينظر في دفتر الرسم الخاص به ويعرض صورة مجرّدة لامرأة) لطالما كنت أنظر إلى الكثير من القطع التي تحمل طابع آرت ديكو. أنا حقّاً لا أريد أن أعيش في هذا الزمان عندما أعلم كم كان الأمر رائعاً في الماضي! لذا، أحيط نفسي بعصرٍ مختلف. لا أحبّ الحداثة، والكمبيوتر، والهواتف. نقطة ضعفي هي قلم جميل ذو ريشة تغمسها في الحبر. ربما ولدت في العصر الخطأ! هذه هي الحال!

المزيد
back to top button