مع احتفالنا باليوم العالمي للمرأة، نخصص بعض الوقت للاعتراف بالنساء اللاتي يشكلن الصناعات ويقودن التغيير ويلهمن الجيل القادم من القادة. ومن بين هؤلاء الرائدات نجلاء نجم، الشريكة التي تقود خط الأعمال الوظيفي لشركة ميرسر في الشرق الأوسط. في هذه المقابلة الحصريّة، تشارك نجلاء إنجازاتها التي تفخر بها، والتحدّيات التي واجهتها كامرأة في القيادة، ونصائحها للنساء العربيات الشابات الطامحات إلى التفوق في عالم الاستشارات والشركات. وتقدّم أيضًا وجهة نظرها حول كيفية تمكين المنظمات من دعم المرأة في القيادة بشكل أكبر، وتقدم رسالة تمكين للنساء اللواتي يتطّلعن إلى كسر الحواجز في حياتهن المهنية.
لقد أدّيت دورًا حاسمًا في تشكيل تحول الموارد البشرية عبر قطاعات متعددة. ما هو إنجازك الأكثر فخرًا في دفع التغيير الإيجابي داخل المؤسّسات؟
مجال الاستشارات هو من المجالات المليئة بالإنجازات المستمرة، نظرًا للعمل مع مؤسسات مختلفة وبناء شراكات استراتيجية على مدار السنوات. بصفتي سعودية، أشعر بفخر خاص بالعمل مع الجهات الحكومية في المملكة لتحقيق رؤية 2030، وأشعر بالاعتزاز بأن أكون جزءًا من هذا التحول والتغيير الكبير الذي يحدث في المملكة. كما أنني فخورة برؤية المزيد من السيدات يخضن مجال الاستشارات بقوة، ورغم أنه ليس إنجازًا شخصيًا، إلا أنني أعتز بكل امرأة اختارت الدخول إلى مجال مهني جديد أو غير تقليدي.
مع أكثر من 15 عامًا من الخبرة الاستشارية، ما هي التحديات التي واجهتها كامرأة في القيادة، وكيف تعاملت معها في الصناعات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا؟
لقد شهدتُ تغيرات كبيرة في هذا القطاع خلال 17 عامًا من العمل في الاستشارات. في بداياتي، كان المجال يهيمن عليه الطابع الذكوري بشكل ملحوظ، ليس فقط في الشرق الأوسط حتى عالميا.ً واجهت بعض التحديات في العمل مع عملاء لم يتوقعوا وجود امرأة سعودية ضمن الفريق، حيث تكون ردة الفعل الطبيعية تجاه أي تغيير هي المقاومة أو عدم التقبل. لكن بدعم من القيادة في الشركات التي عملت بها، أصبح الأمر أكثر سلاسة بمرور الوقت. من التحديات التي واجهتها أيضًا العمل لساعات متأخرة وخلال العطلات الرسمية، مما أدى الى تغيبي عن كثير من المناسبات الاجتماعية والعائلية. لكنني تعلمت أن النجاح يتطلب الصبر والمثابرة، وأدركت أن بعض التضحيات ضرورية لتحقيق أحلامي وطموحاتي.
تمتد خبرتك في مجالات مثل التعويضات التنفيذية وتقييم القيادة وتحوّل الأعمال. ما هي النصيحة التي تقدّمينها للنساء العربيات الشابات الطامحات لدخول مجال الاستشارات والقيادة المؤسسية؟
إذا كنتِ ممن يعشقن التعلم المستمر والتغيير، فإن قطاع الاستشارات سيكون بيئة مثالية لكِ. نصيحتي الأهم هي تحديد أولوياتكِ وأهدافكِ المهنية والشخصية بوضوح، ثم اختيار المسار الذي يتماشى معها. طوّري مهاراتكِ الفنية، والسلوكية، والقيادية باستمرار، فهذه العوامل هي مفتاح النجاح في هذا المجال. كونكِ امرأة لن يكون عائقًا أمام تحقيق طموحاتكِ، لكن عدم امتلاك المهارات والخبرات المطلوبة قد يكون كذلك.
يتزايد تمثيل المرأة في الأدوار القيادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ما هي الخطوات التي تعتقدين أن المنظمات يجب أن تتخذها لدعم وتمكين النساء في المناصب القيادية بشكل أكبر؟
أي امرأة ناجحة ترفض المعاملة الخاصة لمجرد كونها امرأة. لذلك، من أهم الخطوات التي يجب أن تتبناها المؤسسات هي تقييم الموظفين بناءً على الأداء والإنجازات والسلوك في بيئة العمل. كما أن تبنّي ثقافة العمل المرن، سواء من حيث ساعات العمل أو مكانه، يساهم في تعزيز مشاركة المرأة، خاصة لمن لديهن مسؤوليات عائلية. قابلت العديد من القياديات وسيدات الأعمال اللاتي أثبتن أن المرأة قادرة على التميز في مختلف المجالات، وأرى أن المرونة المقترنة بمؤشرات أداء واضحة هي إحدى الركائز الأساسية لتمكين المرأة في سوق العمل.
في اليوم العالمي للمرأة، ما هي الرسالة التي ترغبين في مشاركتها مع النساء اللواتي يتطلعن إلى كسر الحواجز والتفوق في حياتهن المهنية، وخاصة في مجالات الأعمال والاستشارات؟
ثقي بنفسكِ وبقدراتكِ. ارتكاب الأخطاء جزء طبيعي من أي رحلة مهنية، لكن الأهم هو التعلم منها والاستمرار في التقدم. لا يوجد مستحيل مع المثابرة والعمل الجاد، فلا تضعي سقفًا لطموحاتكِ وأحلامكِ.