في دبي: الأعراس الجماعية الحل السحري للقضاء على العنوسة!

ارتفاع أسعار المهور وما يقابلها من ارتفاع في تكاليف حفل الزفاف، وعدم توفر الدراية الكافية لدى العرسان الجدد بطبيعة الحياة الزوجية، جميعها عراقيل أدت إلى تفشي ظاهرة العنوسة وارتفاع معدل حالات الطلاق في المجتمع الإماراتي.

جمعية النهضة النسائية بدبي، أوجدت الحل الجوهري الذي يساعد على حل هذه الظواهر في المجتمع والتي ساعدت في نفس الوقت على تحقيق الاستقرار الأسري وتعزيز مفهوم البيت المتوحد، عبر إقامة الأعراس الجماعية.

حيث أقيم في إمارة دبي حفل زفاف جماعي أسطوري، استطاعت به جمعية النهضة النسائية في دبي، تزويج 9 عرائس وإعدادهم من الناحية النفسية والفكرية والمادية لحياة زوجية سعيدة، عبر العرس الجماعي الرابع للنساء تحت شعار "زفة حراير"، برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله "، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم .

حول الفكرة من تبني جمعية النهضة النسائية للأعراس الجماعية، تقول عفراء الحاي، مديرة مركز النهضة النسائية للاستشارات والتدريب: " من خلال الواقع الاجتماعي ومدى متابعتنا واهتمامنا بالقضايا الأسرية والعلاقات الزوجية، وجدنا أن الأعراس الجماعية سوف تعمل على الحد من الكثير من المشكلات الأسرية التي تعاني منها الأسر الإماراتية وفي مقدمتها الغلاء المعيشي وارتفاع تكاليف الزفاف، فوجدنا من خلال الاستشارات الزوجية التي نقدمها أن مشكلات الأزواج الإماراتيين تتمحور نحو المشكلات المادية وما يتبعها من مشكلات نفسية وتأثير الأخيرة على طبيعة العلاقة الزوجية، كما وجدنا أن هناك مشكلات زوجية تعود إلى غياب إعداد وتأهيل الزوجين لمرحلة الزواج، وعدم توفر المعرفة الكافية بشخصية كلا الجانبين، لذلك وجدنا أن تأهيل المقبلين على الزواج سوف يحد من هذه المشكلات، وبدأنا ببرامج تأهيل المقبلين على الزواج، ولمسنا النتائج الإيجابية والتفاعل الكبيرين الذي انعكس على الأسرة، وبعدها أتتنا فكرة إقامة زفاف جماعي".

أوضحت الحاي أن الجمعية تهدف من الأعراس الجماعية نشر الوعي بين أفراد المجتمع بالفائدة التي تحققها الأعراس الجماعية للأسر الإماراتية، والعمل على زيادة زواج المواطنين من المواطنات، والتشجيع على الزواج المبكر، وزيادة نسبة الإنجاب الذي يأتي عبر الزواج المبكر، عدا عن تحقيق التلاحم الأسري وتعزيز مفهوم البيت المتوحد في المجتمع، حيث تم اختيار التسع عرائس من إمارات الدولة السبع".

كما أشارت الحاي أن الجمعية تسعى نحو خلق ثقافة مجتمعية بالأعراس الجماعية بحيث يحق للعروس إقامة حفل زفافها كما تشاء وبالمستوى الاجتماعي الراقي الذي تعيش فيه، مؤكدة أن " زفة حراير" تجاوزت تكلفتها الإجمالية بما يزيد عن المليون درهم.

وعن شروط الانضمام إلى الأعراس الجماعية التي تقيمها الجمعية، توضح الحاي: " اعتمدنا على ثلاث شروط سهلة وبسيطة، وهي: أن يكون كلا الزوجين يحملان جواز سفر وجنسية دولة الإمارات، وأن يكون هذا الزواج الأول لهما، ويشترط على الزوج عدم إقامة حفل زفاف في فندق أو قاعة أفراح أخرى، لأن لو كل شخص أقام حفل زفاف آخر لم نؤدي الهدف المرجو من العرس الجماعي".

تعتبر "زفة حراير" هي الدفعة الرابعة من الأعراس الجماعية التي أقامتها جمعية النهضة النسائية بدبي منذ العام 2000، وشملت حتى الان 106 زوجة وزوجة، تعلق الحاي قائلة: “عن طريق متابعتنا للأزواج وطبيعة علاقتهم الزوجية توصلنا إلى أن 95% من الأزواج يعيشون الاستقرار الأسري، وهذا بحد ذاته إنجاز وهو أحد أهم أهداف الجمعية من الزفاف الجماعي".

-متابعة ما قبل الزفاف

قدمت جمعية النهضة النسائية مجموعة من دورات ما قبل الزواج للأزواج الجدد، توضح الحاي: " تساعد دورات ما قبل الزواج على تحقيق التوافق بين الزوجين في سبيل الوصول إلى أسرة سعيدة ومترابطة، ومن ضمن الدورات التي قدمناها؛ دورة في ميزانية الأسرة بحيث تساعد الأسرة على الإنفاق بأسلوب اقتصادي بعيداً عن الديون وغيرها، ودورة في الحقوق والواجبات بين الزوجين، ودورة في اكتشاف كلا الزوجين لشخصية الآخر، عدا عن دورات في التجميل والديكور وحل المشكلات الزوجية".

من جهة أخرى، أولت جمعية النهضة النسائية اهتماما كبير بالعرائس الجدد حيث وفرت لهن غرف فخمة في الفندق المقام به حفل الزفاف الملكي، بحيث تسنح للعرائس فرصة تجهيز وتزيين أنفسهن قبل موعد الزفاف وإقالتهن عبر سيارة الليموزين إلى قاعة الأفراح، تقول الحاي: " وفرنا للعرائس غرف فاخرة بحيث تأتي المزينة لكل عروس وتكون الأخيرة في غاية الأريحية في غرفتها المستقلة، إضافة إلى المشرفات اللاتي يقدمن التوجيه للعروس في ليلتهن الملكية، وكأنهن أمهاتهن، حيث وفرنا مشرفه مختصة لكل عروسين، قدمت النصائح والتوجيهات والمساعدة للعرائس".

  -متابعة ما بعد الزواج

لا يقتصر دور جمعية النهضة النسائية على تقديم استشارات ما قبل الزواج وإقامة حفل الزفاف، ولكن يتعدى دور الجمعية إلى متابعة الحالة الأسرية لما بعد الزواج، تقول الحاي: " لدينا متابعة حثيثة للأزواج بعد زفافهم، فبعد 10 أيام من الزواج، نلتقي الأزواج الجدد ونستمع إلى مقترحاتهم وشعورهم، وبعد 6 شهور يكون هناك تقييم لوضعهم الأسري، بحيث تتابع المشرفة الأسرية سير حياتهن الأسرية، وفي حال كن تعاني العرائس من مشكلات يقدمن لهن النصح والإرشاد".

أوضح الحاي أن عدد المدعوين إلى حفل الزفاف الأسطوري، فاق الألف شخص، بحيث وفرت الجمعية بطاقات دعوه إلى أهل العروسين بتصاميم مختلفة واعتمدت على نظام خصوصية دعوة كل أهل عريس وعروسة باسمة وباسم العروس، وتوجهت الحاي بشكر جميع الرعاة والمساهمين في العرس الجماعي.

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

 

المزيد
back to top button