وسط الازمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها تونس، والتي ترخي بتداعياتها على مختلف ميادين الحياة، ضجت مواقع التواصل بصورة شكلت صدمة لكثر بعدما أظهرت طفلا تونسيا يدرس على ضوء الشارع. وقد تبين بحسب الصورة ان طفلاً يبلغ من العمر 7 سنوات وهو جالس الى قارعة الطريق فارشاً كتبه ومستعيناً بإنارة الشارع ليتمم دروسه.
وبحسب شاهد عيان، يمر كل يوم تقريباً في هذا الشارع، فيبدو أن هذا الصغير الذي ينحدر من ولاية قفصة، ويقصد مدرسة ابتدائية بالمتلوي، يلجأ كل ليلة منذ سنة تقريباً، إلى ضوء الشارع لمراجعة واجباته المدرسية، ويؤكد الشاهد بان الطفل متفوق في المدرسة وهو يُذهل المعملين بذكائه وقد بلغت به الامور حدّ تحصيل معدل سنوي للعلامات يبلغ 17.33.
واللافت انه ما ان انتشرت الصورة حتى عمّ الغضب بين بعض المغردين والمتابعين ولاسيما ان والدي الطفل كانا أكدا سابقا عبر أكثر من وسيلة اعلامية أنهما يعيشان ظروفاً ماديةً قاسيةً ، كما تحدثت الوالدة عن انه تم قطع الكهرباء عن منزلها بسبب عدم سداد الديون المستحقة عليها. وقد ناشد المعلقون على مواقع التواصل السلطات المعنية التدخل سريعا وإنقاذ العائلة.
يُشار الى أن تونس تمرّ بأزمة اقتصادية ليست سهلة، تتمثل بتضخم وارتفاع الأسعار، ما جعل سلعا كثيرا بعيدة عن متناول اليد. كما سجل معدل التضخم السنوي في تونس سلسلة من الارتفاعات القياسية هذا العام، حيث لامس 8.2٪ في يونيو. وبحسب أحدث البيانات فقد ارتفع عدد الأسر المحتاجة من 310000 في العام 2010 إلى أكثر من 960000 حالياً. في حين أن ما يقرب من 6 ملايين تونسي، أو نصف عدد السكان، يعيشون تحت خط الفقر.
