يكفي إلقاء نظرة سريعة على قائمة العارضين في معرض فنون العالم دبي لنلمس كم تلتزم هذه الفعالية الفنية التي تقدم الأعمال والإبداعات الفنية بأسعار معقولة بمبدأ التنوع بحميع أشكاله.
ويبرز مفهوم التنوع بمنتهى الوضوح في جميع الأعمال التي يقدمها الفنانون وصالات العرض من أكثر من 30 دولةً من حول العالم وعبر كافة الأنواع والمفاهيم والثقافات والوسائط، بما في ذلك الجهة العارضة القادمة من تركمانستان والتي تشارك في المعرض للمرة الأولى وصالة العرض النسائية من المملكة العربية السعودية. وفيما يلي نستعرض لكم خمسة مشاركات تقدم منظوراً جديداً للتنوع خلال دورة هذا العام من معرض فنون العالم دبي.
طريق الحرير بمنظور آخر
تساهم الأعمال الفنية التي يقدمها معرض "نوساي جاليري" - أول معارض الفنون الحديثة والمعاصرة في تركمانستان - في وضع الروابط التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بطريق الحرير ضمن منظورها الصحيح. ويأخذ المعرض زواره في رحلة شيّقة إلى قلب المشهد الثقافي والفني في آسيا الوسطى، حيث تقدم أعمال السيراميك والمجوهرات واللوحات المذهلة مزيجاً فريداً يجمع بين الثقافة والفلكلور من جهة والممارسات الفنية الغربية من جهة أخرى.
قوة الأنثى
يدعم معرض فنون العالم دبي الحملة العالمية من أجل التكافؤ بين الجنسين في المجال الفني هذا العام، ويتخذ المعرض خطوة جدية لدعم هذه الحملة من خلال الاعتماد على مجموعة نسائية بالكامل على رأس لجنة القيمين خلال دورة هذا العام من المعرض.
وعلاوةً على ذلك، تضم قائمة العارضين مجموعة "سينرجي آرت جروب" التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، وتمثل فنانات رائعات من حول العالم. تجمع فنانات هذه المجموعة الملهمة بين حبهن اللامحدود للفنون والثقافة مع منظورهن الخاص للطريقة التي يمكننا من خلالها تعلم وتقدير هذه الاختلافات. وتضم المجموعة فنانات من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية ورابطة الدول المستقلة وآسيا وإفريقيا - ويمثل الفن لغتهن المشتركة.
فنون الشارع
مع خططه الرامية لإطلاق المزيد من الاتجاهات الفنية الجديدة خلال المعرض، يهدف معرض "فورتشون فيفرز أرت" المثير للجدل - والذي تأسس على يد لويس رايت في عام 2017 - لأن يصبح أول دار تحتضن الفن المفاهيمي في العالم وتمثل فنون الشارع الغربية والعربية والمعاصرة. وبعد نجاحه في تأسيس موطئ قدم له في المملكة المتحدة، يسلط معرض "فورتشون فيفرز أرت" الضوء على مفهومه المبتكر في دولة الإمارات العربية المتحدة. وباعتبارها تمثل مقياساً لكيفية دخول فنون الشارع الشعبية في الاتجاه الفني السائد، تزين الأعمال الفنية الخاصة بالمعرض جدران بعض أكبر الشركات البريطانية المتخصصة بالفنون والمجموعات الخاصة بجامعي الأعمال الفنية والمستثمرين في مجال الفنون الجميلة. ويمثل دار الفنون المتميز عدداً كبيراً من الفنانين العرب الصاعدين والمرموقين، كما أنه يرتبط ببعض من ألمع الأسماء في مجال فنون الشارع والفنون المعاصرة من أمثال بانكسي وداميان هيرست. ويسلط معرض "فورتشون فيفرز أرت" الضوء على واحد من أبرز فناني الجرافيتي في المملكة المتحدة، وهو الفنان الويلزي تشارلز أوزيل- إدواردز الذي يطلق عليه لقب "بيور إيفل"، خلال معرض فنون العالم دبي - ونحن نأمل أن تحمل أعمال هذا الفنان قيمةً عاليةً!
ويقدم الفنان بن إين، الذي يمثل معرض "فورتشون فيفرز أرت" أيضاً، 50 عملاً فنياً على ورق قطني فاخر تم تصميمه بشكل حصري للمشاركة في معرض فنون العالم دبي وسيتم كشف النقاب عنه للمرة الأولى خلال اليوم الافتتاحي للمعرض.
وتحظى فنون وثقافة البوب الآسيوية أيضاً بحضور وتمثيل مميز في المعرض. وسيشهد المعرض أيضاً تواجد الفنانة الفرنسية- الفلبينية الشهيرة أديلين بونافينتورا، التي بدأت مسيرتها الفنية خارج المتاجر المزدهرة في باريس وأنتيب - وتمكنت بعد ذلك من تحقيق نجاحات باهرة توجتها بافتتاح استوديو "بوب آرت" الخاص بها والذي يركز على منحوتات الراتنج والألياف الزجاجية في بانكوك. وتنتشر أعمال أديلين الآن عبر المجموعات الخاصة وفي المباني الخاصة والعامة والفنادق والمساحات المعمارية في آسيا وحول العالم. وسيحظى فنان البوب الهندي البارز سانوج بيرلا بمساحته الخاصة خلال المعرض، ويشتهر هذا الفنان بأعماله الفريدة التي تشهد استخدام أوراق الدولار الحقيقية وفنون النيون التجريبية. وتعكس أعمال سانوج الألوان النابضة بالحياة لمسقط رأسه في دلهي إلى جانب شخصيته الحيوية وحبه للألوان والحياة.
التنوع ضمن إطار الصورة
ستشهد دورة هذا العام من المعرض أيضاً قيام مجموعة من المصورين بتسليط الضوء على قيم التنوع من خلال اللقطات العصرية التي تقدمها استوديوهات أليساندرو بيرني من إيطاليا، والروائع الرمزية الي تقدمها المصورة الإسبانية إنما رودريجيز، والدراسات التصويرية التي تركز على الطبيعة الأم والتي أبدعها نيل كوردر، إلى جانب مجموعة الصور التعبيرية لصالة العرض الافتراضية الخاصة بالفنانة منى بالفقيه. وتعتبر معارض التصوير الفوتوجرافي، سواء كانت تقليديةً أم معززة بالتكنولوجيا المتطورة، بمثابة دراسات متعمقة في التنوع ومن المحتمل أن تقدم رسالةً قويةً إلى غيرها من الأوساط الإبداعية.
علامات الزمن
ستشهد دورة هذا العام من معرض فنون العالم دبي تألقاً ملحوظاً للمشاركات التي تندرج تحت فئة فنون الخط. ومن الخطوط العربية الكلاسيكية، وصولاً إلى الأشكال التعبيرية لفن الخط الياباني، سيحتضن المعرض مجموعةً من أبرز الأعمال التعبيرية التي تقدمها ألمع أسماء هذا الوسط الفني القادمة من دولة الإمارات والجزائر والهند واليابان. حيث ستسجل الأعمال الصوفية والمجردة والكلاسيكية والغامضة والانعكاسية التي يقدمها كل من سهام بادي - شياد ونيلوفار باتيل وسناء ميرشانت وسايري كيهارا حضوراً مذهلاً.
يعتبر معرض فنون العالم دبي بمثابة دراسة وافية في التنوع، ومع أسعار تبدأ من 100 دولار للأعمال الفردية، يمكن أن تكون فئات المشترين متنوعةً تماماً كالأعمال الفنية المعروضة.
