تتحوّل نقطة التركيز الآن من نموذج الجمال المثالي الفريد إلى نموذجٍ يشمل جميع الأفراد ويحتفي بهم. صحيحٌ أنّ الطريق ما زال في بدايته لكنّه من المشجِّع أن نرى الشمولية على أنّها معيار جديد في عالم الجمال.
تغطية كاملة
على مرّ عقودٍ عديدة، تنقّلت شريحة كبيرة من الناس حول العالم بين ممرّات المتاجر بحثاً عن مستحضرات تجميل تعكس جيداً لون البشرة. وأخيراً، توصّلت صناعة الجمال إلى الخلاصة القائلة إنّ تدرّجَي "فاتح/ متوسّط" و"متوسّط/ داكن" ليسا مثاليّين لأيّ أحد. ويعود الفضل الكبير في تغيير ذاك المفهوم إلى ماركة Fenty Beauty من ريهانا التي أصدرت في العام 2017 أربعين تدرّجاً لطلاء الوجه – وهي خطوة كبيرة لم يسبق لها مثيل نالت الكثير من التعليقات الإيجابية من قِبل المستهلكين ودفعت بماركات تجميل عملاقة أخرى إلى توسيع نطاق المستحضرات التي تقدّمها.
واليوم تصبح المجموعات المؤلفة من 40 تدرّجاً المعيار الثابت الجديد في الصناعة، مع لاعبين أساسيّين مثل مايبيلين وإيستي لودر وديور باكستيتج، وجميعها يقدّم نخبة واسعة من التدرّجات. مؤخراً، أضافت بينيفيت تدرّجات جديدة إلى قلم Precisely, My Brow Eyebrow Pencil لأصحاب الحواجب الكستنائية والرمادية، وصار المجموع 12 تدرّجاً بالتالي هي المجموعة الأكبر للحواجب في السوق.
لطالما أهلمت ماركات العناية بالبشرة المشاكل التي تعاني منها البشرة الوافرة بالميلانين، بيد أنّ ماركات التجميل المتخصّصة مثل Afro Hair and Skin Co وماركة Iman Cosmetics التي تحمل إسم عارضة الأزياء التي أسّستها، تقوم بخطوات من أجل سدّ الثغرات التي تخلّفها العلامات الجارية الكبرى. وبما أنّ المستهلك يصوّت بواسطة ماله، ستستمرّ الصناعة في التحوّل إلى أن تصبح المستحضرات التجميلية مناسبة للجميع.
شمولية الجندر
خبر عاجل: ما عادت المرأة المستهلك الوحيد لمستحضرات التجميل، وهذا باعتراف العديد من ماركات التجميل. في لندن، تصمّم خبيرة الماكياج جيسيكا بلاكلير منتجات تستهدف مجموعة أوسع من المشاكل المرتبطة بالبشرة. من البثور إلى الهالات السوداء تحت العين واللّحية الخفيفة، تغطّي ماركة Jecca Blac كلّ العيوب الموجودة لدى كلّ الناس. وتقول Fluide، وهي ماركة تجميل مركزها في الولايات المتّحدة الأميركية، إنّها تقدّم مستحضرات "ماكياج له، ولها ولهم وللجميع"، وتظهر على موقعها الالكتروني صور لرجال ونساء يعرضون أقلام أحمر الشفاه بطريقة مرحة. في أستراليا، تهتمّ المحال الكبرى للبيع بالتجزئة بالاستثمار في العناية بالبشرة التي تستهدف الجنسين معاً (علب حيادية وعطور للجنسين).
وقد استقبل متجر Priceline على رفوفه ماركة Non Gender Specific، في حين خزّنت سلسلة متاجر Myer مستحضرات Asarai للعناية بالبشرة والتي تستهدف الجنسين معاً وهي قائمة على نباتات، وذلك منذ شباط/ فبراير الفائت. في الوقت نفسه، تتبنّى علامات الماكياج المترفة مفهوم الشمولية بفضل مجموعة Mister من جيفانشي ومجموعة Boy de Chanel من شانيل، وكلاهما ينشر الخبر عن أنّ الرفوف صارت مخصّصة للجميع.
مقاربة فريدة
في الماضي، انتُقدت عروض الأزياء لأنّها رمزية وتشكّل تمثيلاً ناقصاً، لكنّ تقرير The Fashion Spot حول التنوّع في موسم خريف وشتاء 2019 أظهر أنّ هناك تغيّيرات في الأفق. فقد تمّ رصد 221 عرضاً للأزياء و7300 إطلالة للعارضين وتبيّن أنّ 38،8 في المئة من العارضين كانوا من أصحاب البشرة الملوّنة. من المفضّل طبعاً أن تكون النسبة متساوية لكنّ التحسّن بدا ملحوظاً جداً مقارنةً مع المواسم السابقة – فقد تضاعفت النسبة منذ عروض ربيع 2015.
مستحضراتٌ معتَمدة
بحسب التقدير الأخير لمركز Pew للأبحاث، يشكّل المسلمون أكثر من 23 في المئة من الشعوب حول العالم. ويصعب على المتمسّكين بالدين بينهم أن يشتروا مستحضرات للماكياج أو للعناية بالجسم لا تكون مصدّقة على أنّها حلال أي مقبولة للاستعمال حسب الشريعة الإسلامية.
أمّا مستحضرات التجميل المصنّفة على أنّها حلال فهي خالية من العنف ضد الحيوان ولا تحتوي على الكحول ولا على أيّة منتجات حيوانية ولا تحتوي تركيبتها إلاّ على مكوّنات يسمح بها الشرع. والآن يزداد عدد ماركات التجميل التي تبحث عن تلبية هذا المطلب للدخول في ذاك السوق المزدهر.
في أستراليا، تقدّم ماركة Inika Organic ومقرّها في سيدني مستحضرات تجميل طبيعية تماماً تستثني العنف ضدّ الحيوان وهي مصدّقة على أنّها حلال. عالمياً، بدأت شركات التجميل العملاقة مثل إستي لودر وشيسايدو بالبحث للحصول على شهادة حلال لمجموعاتها المختارة في بلدان مثل فييتنام والمملكة العربية السعودية حيث تعيش نسبة كبيرة من المسلمين.
أمّا إندونيسيا حيث تعيش أكبر نسبة من المسلمين حول العالم ويبلغ عددهم 225 مليون شخصاً، فستقرّ شهادة الحلال الإلزامية لكافة منتجاتها قبل نهاية العام 2019، وهكذا تزيد من الطلب على منتجات جديدة مبتكرة تتطابق مع التعليمات الصارمة. ومع توقّعات بزيادة كبرى على هذا الصعيد سوف نشهد على مزيد من ماركات التجميل التي ستوسّع آفاقها للدخول إلى هذه الساحة خلال السنوات المقبلة.
نظرة إيجابية
لطالما انتُقدت صناعة الجمال لأنّها تميل إلى فرض نماذج غير واقعية عن الجمال وصورة الجسد. ولكنّ موجةً جديدة من الماركات تحوّل المعايير الجمالية المستحيلة إلى مستحضرات "خارقة" لصالح مقاربةٍ أكثر عمليةً وإيجابيةً حيال الجسد. تثير ماركة Megababe لسيّدة الأعمال والمدوّنة المقيمة في نيويورك كايتي ستورينو، موجة صاخبة على إنستغرام تهدف إلى تأمين مستحضرات طبيعية لمشاكل الجسم الواقعية – مثل التعرّق تحت الصدر والاحتكاك عند منطقة الفخذ الداخلية – من دون تعريض النساء إلى الشعور بالحياء الذي يترافق غالباً مع هذه المشتريات العملية. وعلى ما يبدو فإنّ النساء يتجاوبنَ مع تقديمات هذه الماركة وخير دليل على ذلك أنّ قائمة الانتظار بلغت 8000 شخصاً يطلبون مزيل التعرّق الطبيعي من Megababe.
في أستراليا، ترفع BoPo Women علم العناية بالبشرة القائمة على النزعة النسائية مع منتجات قائمة على النبات وهي تهدف إلى جعل المرأة تشعر بالقوة بدلاً من إخبارها أنّها بحاجة إلى "التصليح" أو "التحسين". وتستعين مؤسِّسة الماركة برون ستانج بخبرتها في مجال الخلل في تناول لمأكولات والصورة السلبية تجاه الجسد من أجل دفع المرأة لترى الجمال على أنّه اعتناء بالذات وليس بحثاً مستمراً عن تحسين الذات.
جمالٌ خالد
غالباً ما تستهدف مستحضرات العناية بالبشرة، خصوصاً تلك الخاصة بمحاربة العمر، النساء الناضجات. ولكن حتّى وقتٍ قريب، تبنّت العديد من ماركات التجميل نساءً شابات ليجسّدنَ مجموعات المستحضرات التي تخفّف من التجاعيد، بدلاً من الاستعانة بزبائن أكبر سنّاً، هم بالفعل الشريحة المستهدفة عند تصميم المنتج. يزول هذا التناقض مع ماركات تُظهر اليوم وجوه نساء يزيد عمرهنّ عن 50 سنة. في العام 2014، قدّمت الممثلة البريطانية البالغة من العمر 68 سنة شارلوت رامبلينغ حملة من أجل Nars كما فعلت العارضة Maye Musk لماركة CoverGirl في العام 2017 وهي بعمر 69 عاماً – ما جعلها الناطق الرسمي الأكبر سنّاً بإسم الماركة.
حالياً، تقوم أسماء مثل جين فوندا وهيلين ميرين وجوليان مور وإيزابيل أدجاني وإيريس بيربين وفانيسا ويليامز بتجسيد مجموعة Age Perfect من لوريال باريس، ما يشجّع النساء على التغنّي بجمالهنّ في كلّ الأعمار. في المقابل، تقدّم غالبية ماركات الماكياج صورةً لوجوه في العشرين من العمر ما يترك ثغرة كبيرة في السوق لا سيما لدى ماركات تقدّم مستحضرات لمختلفة فئات العمر. تبدو ماركة Studio 10 لمستحضرات التجميل موجّهة لنساء أكبر سنّاً مع مستحضرات مصمّمة لتسلّط الضوء على البشرة الناضجة بدلاً من إخفاء معالمها. في الجهة المقابلة هناك ماركة Fluff القائمة في ملبورن والتي تستهدف الجيل الشاب مع مستحضرات تجميل مستدامة تقليلية وبسيطة وهي من تأسيس إيريكا جيرارتز، واحدة من مؤسّسي علامة Frank Body.
سيّدات رائدات
صحيحٌ أنّ غالبيّة مستحضرات التجميل موجّهة للنساء لكنّ عدد السيّدات الرائدات في المجال التجميلي داخل الشركات قليل جداً. وعلى ما يبدو يميل هذا الواقع إلى التبدّل أيضاً شيئاً فشيئاً. ففي العام الماضي، عيّنت ريفلون أول مديرة تنفيذية لها هي ديبرا بيريلمان كما تولّت سيّدة الرئاسة في ماركة Coty، الشركة الأم لماركات مثل ريميل لندن وماكس فاكتور. لكنّ الفرصة الأكثر إثارةً فقد تكون تلك التي منحها الإنترنت للنساء حتى يبتكروا شركاتهنّ الخاصة. في أستراليا، تدير أحد أكبر متاجر التجميل للبيع بالتجزئة نساء مثل مؤسّسة Adore Beauty ومديرتها التنفيذية كايت موريس، ومؤسسة Mecca والشريكة في إدارتها التنفيذية جو هورغان ومؤسسة Nourished Life ومديرتها التنفيذية إيرين فالكون. وإنّ جزءً لا بأس به من ماركات التجميل الموضوعة على رفوف تلك المحال هي من تأسيس سيّدات أيضاً مثل Frank Body، Sodashi، Eco Tan وThe Beauty Chef.
متابعة إلكترونية
بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، تلاحقنا بشكل يومي صوراً غير واقعية تخلّد معايير الجمال الخارجي. لكنّ عدداً من الناشطين يسعون لتبديل هذا الواقع من خلال استعمال قاعدتهم وصفحتهم لنشر صورة عن الذات تتحلّى بطابع صحي أكثر. وتتبنّى الشخصيات المؤثّرة عبر إنستغرام مثل فليكس مامي وبري وارن من أستراليا مقاربة أخلاقية تنشر الإيجابية حول الجسد من خلال منشورات تركّز على أهمية حب الذات.
عمل موقع يوتيوب على إحداث ثورة حقيقية في صناعة الجمال إذ شكّل منبراً للأعمار المختلفة ولثقافات لم نكن نراها من قبل. والآن، صار بالإمكان نشر المحتويات من الحمّامات واختيار الأشخاص الذين نرغب بالحصول على منشورات منهم. اليوم، يؤمّن كلّ المؤثّرين في مجال الجمال ومن كلّ الخلفيّات رؤيةً واضحة للجماعات المهمّشة التي لم تكن ممثّلة بشكلٍ صحيح في الماضي والتي تشجّع على الحسّ الفرديّ في مجال الجمال. تتعدّد أسماء الشخصيات المؤثرة على صعيد الجمال في العالم، ومن بينها واين غوس، ميشيل فان، نيما تانغ، نورا أفيا وجيجي غورجوس، وهذا دليل قاطع على أنّ الشمولية الحقيقية موجودة ولها أهميّتها.
#ask ELLE
س: أرغب بتجربة لونٍ بارز على الشفاه ولكن أجهد لإيجاد التدرّج المناسب للون بشرتي، هل هناك نصيحة معيّنة؟
ج: نحن نتفهّمك تماماً لأنّ إيجاد تدرّج أحمر الشفاه المثالي قد يكون صعباً بالأخص مع العدد الكبير من المنتجات المطروحة في الأسواق. لكنّ تنوّع الخيارات يعني أيضاً أنّ هناك تدرّج مناسب لكلّ شخص. فلنجد اللّون الخاص بك!
من المستحسن العودة إلى الأساسيات أولاً لذا علينا تحديد لون بشرتك. انظري إلى العروق في معصمك. هل تبدو زرقاء أو خضراء؟ إن كانت زرقاء فهذا يعني أنّ تدرّجاتك هادئة وهذا يشير إلى ضرورة استعمالك لأحمر للشفاه أساسه أزرق أو بنفسجي. وإن كان لون عروقك أخضر فهذا يعني تدرّجات دافئة قائمة على البرتقالي أو الأحمر وهي الأكثر ملاءمةً لك. وقد لا يكون أيّاً من الإثنين أو حتّى مزيج من الاثنين وفي هذه الحالة يجب الانطلاق من التدرّجات الفاتحة والعمل على أيّ تدرج ترغبين به، وهنا تكونين محظوظة جداً.
بعدئذٍ يأتي الشقّ المرح: الاختبار! يقترح المدير الفنّي لقسم التجميل لدى إيف سان لوران أستراليا، روس أندروارثا تجربة المستحضر قبل شرائه. فتوجّهي إلى المتجر "والعبي بثلاثة ألوان تحبّينها وجرّبيها على شفتيك ليومٍ كامل"، كما يقول. وإن كان وقتك ضيّقاً جرّبي مجموعة Color Sensational Made For All الجديدة من مايبيلين. فإنّ كلّ تدرّج قد تمّ اختباره على أكثر من 50 لون بشرة من أجل ابتكار مجموعة من أقلام أحمر الشفاه البنفسجية والزهرية والحمراء أكانت كامدة أو لامعة. وها نحن نضمن لك أن تجدي التدرّج المفضّل لديك!