هي إمرأة تتحلى بالصبر والثقة بالنفس والقدرة الهائلة على التحمل كل ذلك في سبيل المحافظة على أسرتها، بالرغم من فشل تجربتها الزوجية، جعلت من تلك التجربة الغير الناجحة مصدر قوة لها، مكنتها بفضل وعيها وحكمتها وصبرها وعصاميتها أن تبقي عائلتها متماسكة وراعية لها بشكل مثالي يحتذى به، مجسدة بذلك قمة وذروة التضحية بالذات في سبيل إبنتها التي تملأ عليها حياتها.
تدخل القلب دون إستئذان ومنذ اللحظة الأولى، وحتى دون سابق معرفة، نظراً لما تتمتع به من صفات ومزايا بتنا نفتقدها في عصرنا الحالي. فهي في منتهى الصدق والعفوية والشفافية والرقة، كما تمتلك قدرة تأثيرية بالغة لأن تنتزع منك حبك وإحترامك لها، دون جهد أو عناء.
أسست صفحتها الخاصة Miralicia وخصّتها للأمهات، الأمهات العازبات بالتحديد، عساها تساعدهن بتخطي كل المشاكل التي يواجهنها مع أطفالهن في حياتهن اليومية.. إنها اللبنانية ميراي عبدالله .. التي كان لموقع Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء العفوي معها..
Elle Arabia: حدثينا عن بدايتك؟
Miralicia: من الصعب أن أتحدث عن نفسي، والسبب أن هناك الكثير لأقوله، أو ربما القليل.. لا أدري.. ما يمكن أن أقوله أن إسمي هو ميراي عبدالله Mireille Abdallah، عمري 32 سنة، ترعرت بين دولة السويد وساحل العاج، ثم عدت الى وطني لبنان وإستكملت دراستي في الجامعة اللبنانية الأمريكية ونلت إجازة في التسويق ثم أنهيت دراستي العليا. وخلال سنواتي الجامعية تعرفت على شاب ووقعت في حبه، وتزوجنا بعد بضع سنوات.. أكملت دراستي خلال فترة الزواج وغصت في عالم الأزياء، وخضعت لعدة دورات في إيطاليا، ثم أنجبت إبنتي حبيبتي Alicia أليسيا، ولكن للأسف إنفصلت عن زوجي بعد بضعة أشهرمن ولادتها.
Elle Arabia: لماذا إخترتي هذا المجال بالتحديد؟
Miralicia: لا أذكر كيف إخترت هذا المجال، إذ من الممكن أن تكون الفكرة قد ترسخت في داخلي منذ زمن، فلطالما أحببت أن أقرأ وأكتب، وكنت دائماً ألجأ الى الكتابة للتعبير عن حالتي ومشاعري.. أنا معروفة من قبل أصدقائي أنني كثيرة الكلام والتعبير والبعض ينتقدني لكثرة كلامي.. لذا يمكننا أن نقول أنه من هذا المنطلق، جاءت فكرة إنشاء صفحة خاصة بي. وبحكم وضعي أنني أم عزباء تقوم بتربية طفلة، أحببت أن أخصص الصفحة للنساء التي تشبه حالتي خصوصاً أن عددهم كبير جداً، والبعض يجد أنه من الصعب تربية طفل من دون وجود شريك دائم إلى جانبهنّ.
لذلك بشكل مباشر أنا أتكلم عن إبنتي وأطرح ما يحدث معي وكيف أعالج الموضوع بشكل يومي، ومن هذا المنطلق أقوم بإعطاء النصائح والإرشادات بوجود مختصين وخبراء طبعاً ،التي تواجهها كل أم عزباء مع أطفالها في مجتمعنا العربي من الناحية النفسية، التربوية، الترفيهية، حتى القانونية.
Elle Arabia: بين تربية إبنتك أليسيا وعملك الشاق، كيف توفقين؟
Miralicia: إبنتي هي أولويتي طبعاً، صفحتي لا زالت جديدة، لذا لم تبدأ الصعاب والمشكال الحمد لله، وأنا هنا أحب أن أشكر عائلتي التي تحتضنني وتساعدني بشتى الطرق وخصوصاً في تربية إبنتي..
وما يساعدني هو أنني أحب أن أعمل في وقت متأخر عندما تكون أليسيا نائمة مما يسهل علي الأمور.
Elle Arabia: برأيك، لماذا يفشل الزواج، خصوصاً أن في عالمنا العربي الكثير من حالات الطلاق؟
Miralicia: الزواج من أفضل الإرتباطات التي يمكن أن تحصل للمرء، ولكن على صعيد عالمي باتت كثيرة الفشل في يومنا هذا.. الأسباب متنوعة، ولكن برأي أن السؤال أكبر من أن أجيب عليه بنفسي، ولكن طبعاً من الأسباب الرئيسية كثرة التوقعات،، وضعف الأداء أو قلة الأفعال إذا صحّ القول.
ولكن على كل علاقة اذا أرادت أن تنجح أن يكون فيها الكثير من النضج، التفاهم، الوعي والقدرة على حلّ المشاكل والحد من تفاقمها.
Elle Arabia: هل تؤمنين بمقولة "الذي لا يقتلك يقويك"؟
Miralicia: الشيء الوحيد الثابت والصحيح في الحياة هو التطور، ولو لم إستطاعت الناس على مرّ العصور أن تتأقلم مع كل المتغيرات لبقينا على حالنا، لذا طبعاً الذي لا يكسرك يجعلك أقوى!
Elle Arabia: برأيك ما هو مفتاح النجاح؟
Miralicia: المثابرة!
Elle Arabia: في هذه الأيام نرى أن ظاهرة الـbloggers (المدونين) كثيرة، ما الذي يميزك عنهن؟
Miralicia: بطبيعة الإنسان كلنا مختلفين، وما يميزني أن صفحتي هي الصفحة الأولى والوحيدة في العالم العربي التي تتطرأ لمثل هذه المواضيع.
Elle Arabia: حدثينا عن صفحتك التي قمت بإطلاقها مؤخراُ؟
Miralicia: كما سبق وذكرت، أعيد هي عبارة عن منصة أنشئت لرفع مستوى الوعي حول وضع النساء العازبات والأطفال من الأسر المفككة. ويشمل الجوانب القانونية، وعلم النفس، ونمط الحياة، والموضوعات الشخصية التي يمكن أن تخطر في ذهني.. ولأكون صادقة لا يمكن أن أتحدث عن محتوى الصفحة، عليكم أن تزوروها بأنفسكم.
Elle Arabia: اليوم، هل أنت راضية عن ما حققته؟
Miralicia: رحلتي ابتدأت الآن!
Elle Arabia: كيف تنظرين للمرأة العربية في يومنا هذا؟
Miralicia: أكيد هن بحال أفضل على صعيد الثقافة، وأصعدة عديدة اخرى ، باتوا متطلعين أكثر.. واليوم بمساعدة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي أصبحت النساء قادرة على أن تطور تفكيرها وثقافتها. أصبح هناك سهولة مطلقة تساعد المرأة على الإزدهار.
Elle Arabia: إذا أمكنك أن تعطي النساء العربيات نصيحة واحدة، ماذا تقولين؟
Miralicia: أن يتوحدن! على النساء أن يرفعن من شأن بعضهم البعض وليس العكس، نحن التغيير لذا علينا أن نكون أقوياء، مثابرات ، طموحات.. نحن بإستطاعتنا التحكم بالجيل القادم من خلال التربية الصالحة.. القرار بيدنا!
Elle Arabia: برأيك ما الفرق بين النساء العربيات والأجنبيات؟
Miralicia: برأي أنني كنت محظوظة بسبب سكني في الدول الغربية والدول الشرقية. فالنساء برأي لا يختلفن، ولكن المجتمعات هي التي تفرقنا.. لا يمكن أن أنكر أن الغرب يدعمون المرأة بشكل أقوى، وهنا أيضاً نحن محظوظات بسبب مساندة عائلاتنا لنا وعدم تخليها عنا، ولكن علينا أن نكبر ونطور أنفسنا أكثر لنصل للمستوى المطلوب.
Elle Arabia: بحكم تجربتك الخاصة، ما هي حسنات وسيئات الأم عزباء؟
Miralicia: ليس هناك إيجابيات لكوني أم عزباء، لا علي ولا على إبنتي.. فالعائلة مؤسسة ورابط جميل جداً رغم المشاكل والصعاب المعرضة لها، فكما يقولون بحلوها ومرها جميلة!
Elle Arabia: من هو مثلك الأعلى؟ لماذا؟
Miralicia: جوابي تقليدي، هي أمي، بنظري هي أقوى إمرأة عرفتها، هي رصينة وقوية، تواجه الظروف رغم قساوتها. علمتني أن النساء هن الماس الحقيقيات، يلمعن أكثر ويصبحن أقوى مع كل ضربة.. الضغط يكشف من هو حقيقي ومن ينهار بسهولة!
Elle Arabia: نصيحة واحدة أو حكمة تعطينها لإبنتك؟ لماذا؟
Miralicia: أقول لها أن تكون صادقة مع نفسها، لأن الحقيقة أفضل من الكذبة المنمقة (the naked truth is always better than the best dressed lie).
Elle Arabia: مقولة تؤمنين بها؟
Miralicia: لغاندي: كن التغيير الذي تتمنى ان تراه في العالم، لان الجميع يريد الأفضل ولكن لا أحد يريد أن يناضل من أجل مبتغاه. خذوا صفحتي مثلاُ، خضت إنفصال مسالم، وحياة حلوة لا يجبرني على أن أعبر وأتكلم عن حالتي فانا "لا أعاني"، ولكن مشاهدتي للظلم وللنساء المقموعات يناديني لأكون صوتهن!
Elle Arabia: مشاريعك المستقبلية؟
Miralicia: مازال لدي الكثير فقد بدأت للتو، ما زالت الرحلة في أول الطريق، ولن أقول أكثر لكي تحاورونني مجدداً ونتعاون سوياً (تضحك).
Elle Arabia: كلمة أخيرة للقراء؟
Miralicia: أود أن أشكركم على هذه الفرصة الرائعة، وأتمنى أن يكونوا القراء متابعينني في مسيرتي الجديدة وعلى أمل أن أساعد وأرفه عنهم قدر المستطاع، لأنني لن أنجح إلا بدعمكم.