في مجموعات خريف وشتاء 2024-2025 برزت العديد من تصاميم الأحذية التي حدّدت أنماط الإطلالات لهذا الموسم. ومن أبرز صيحات الأحذية التي لفتتنا، جزمات المطر التي باتت أقرب إلى إكسسوار يُغني إطلالة المرأة من جزمة عملية تحمي قدميها من الأمطار.
بالنسياغا Balenciaga
من الحقول إلى منصّات العروض
في منتصف القرن التاسع عشر، كان معظم سكان فرنسا يعملون في الزراعة، وكانوا يمضون أوقاتاً طويلة في الهواء الطلق وخلال مختلف المواسم والمناخات، ما جعلهم عرضة للعوامل الطبيعية مثل الأمطار والطين. هذه الظروف الصعبة التي كان يعيشها المزارعون دفعت بمهندس أميركي يدعى هيرام هاتشينسون إلى الإتيان بفكرة ثورية وهي الحصول على ترخيص لإنتاج أحذية مطاطية باستخدام عملية الفلكنة. وفي عام 1853، أسس هيرام مصنعاً في فرنسا لتصنيع أحذية متينة وعازلة للماء، ما أدى إلى تحسين حياة المزارعين. ومع اندلاع الحربين العالميتين، ازداد الطلب على هذه الأحذية نظراً لحاجة الجنود إليها لحمايتهم في الظروف القاسية.
غاني Ganni
كيف تحوّلت جزمة المطر إلى إكسسوار جذاب؟
لطالما كانت أحذية المطر وسيلةً عملية لحماية القدمين من البلل والطين خلال الأيام الماطرة، ولكنها لم تكن أبداً قطعة أزياء بارزة. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً في تصميمها ووظيفتها، مما جعلها تتحوّل من مجرد عنصر وظيفي إلى إكسسوار جذاب يُضفي لمسة أناقة على أي إطلالة. وبالفعل، بدأت دور الأزياء العالمية تقديم أحذية مطر بتصاميم مبتكرة، مصنوعة من المطاط اللامع أو الجلد المعالج للماء، تعكس الذوق العصري، مع المحافظة على وظيفتها الأساسية.
بوتيغا فينيتا Bottega Veneta
وما زاد من رواج هذا النوع من الأحذية في عالم الموضة وعزّز رغبة النساء في اقتنائها هو التنوّع الذي لحق بتصميمها إذ لم تعد أحذية المطر محصورة في ألوانها الكلاسيكية الداكنة مثل الأسود والبني، بل أصبحنا نراها اليوم بألوان زاهية مثل الأحمر، الأزرق، وحتى المطبوعات الجريئة مثل الزهور أو النقوش الحيوانية. ومع تطور صيحات الموضة، أصبحت أحذية المطر أكثر راحةً بفضل إضافة بطانات داخلية ناعمة وعوازل حرارية. هذا التحسين جعلها خياراً مثالياً للإطلالات الكاجوال والرسمية على حد سواء، خاصة مع الإكسسوارات المناسبة كالأحزمة والحقائب.