في السنوات الأخيرة، أصبحت أقنعة الكولاجين من أكثر منتجات العناية بالبشرة رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي. فأصبحنا نرى صور المؤثّرات ومدوّنات الجمال بالإضافة إلى الفيديوهات، والتي تظهرهن وهنّ يضعن أقنعة شفافة قبل النوم على أمل الحصول على بشرة ناعمة، ممتلئة، ومشرقة في الصباح. فهل حقاً هذه الأقنعة فعّالة وتعيد بناء الكولاجين في البشرة كما يُشاع؟
الفهم الخاطئ للكولاجين الموضعي
رغم احتواء هذه الأقنعة على الكولاجين ضمن مكوّناتها، هناك حقيقة علمية ثابتة قد يتناساها البعض أو يغفل عنها، وهي أن الكولاجين بروتين كبير الحجم، لا يمكن امتصاصه بسهولة عبر الجلد. يتم إنتاج الكولاجين الطبيعي من داخل الجسم بواسطة خلايا معيّنة في طبقات الجلد العميقة، وبالتالي فإن الحصول عليه بشكل موضعي لا يعني بالضرورة أنه سيصل إلى حيث يُصنَّع الكولاجين أو يُستبدل. وبالتالي، فإن هذه الأقنعة لا تحفّز إنتاج الكولاجين فعلياً، ولا تعوّض النقص الناتج عن التقدّم في السن.
دور أقنعة الكولاجين
كونها لا تعيد بناء الكولاجين، هذا لا يعني أبداً أن هذه الأقنعة غير مفيدة، إنما فوائدها موقّتة. فهي تساعد على ترطيب البشرة بفضل احتوائها على مكوّنات مرطّبة وفعّالة أخرى. يمكن أن تمنح الوجه إشراقة موقّتة، وتخفّف من مظهر الخطوط الدقيقة لبعض الوقت بفضل الترطيب العميق. كما أن استخدام هذه الأقنعة خلال الليل يطيل فترة امتصاص هذه المكوّنات، ما يعزز من تأثيرها. وبالتالي، إذا كانت بشرتك جافة وتحتاج إلى دفعة من الترطيب، فقد تكون أقنعة الكولاجين خياراً آمناً، خاصة قبل المناسبات أو كجزء من روتين العناية الأسبوعي. لكنها ليست حلاً طويل الأمد لمشاكل فقدان المرونة أو التجاعيد العميقة. ولكن، كغيرها من المنتجات الجمالية، يجب قراءة المكوّنات جيداً قبل الاستخدام، لأن بعض هذه الأقنعة تحتوي على عطور أو أحماض مقشرة مثل حمض اللاكتيك أو الغليكوليك، والتي قد تسبب تهيّجاً للبشرة الحساسة أو المعرّضة لحب الشباب. كما أن تركها لفترات طويلة قد يؤدي إلى انسداد المسام لدى بعض الأشخاص.
نصائح فعّالة لتعزيز الكولاجين
إذا كنت تبحثين عن طريقة لتعزيز إنتاج الكولاجين في بشرتك بشكل فعّال، فهناك خيارات أخرى مدعومة علمياً مثل:
- استخدام الواقي الشمسي الذي يحمي الكولاجين الموجود من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
- الريتينويدات الموضعية التي تسرّع تجديد الخلايا وتحفّز إنتاج الكولاجين.
- العلاجات الاحترافية مثل الليزر، الإبر الدقيقة (Microneedling)، والتقشير الكيميائي، والتي تعمل على تحفيز الجلد لإنتاج الكولاجين من الداخل.