الأنوثة الفعلية هي فنّ بحدّ ذاته، وتتميّز بسِمة نادرة لا علاقة لها بالممتكلات المادية أو القيمة النقدية. معها تتحوّل أقل حركة إلى رمز من رموز النُبل، وتنمّ تفاصيلها الصغيرة عن قوّة داخلية.
تُجاوب مجموعة ريزورت 2019 للمصمّمة كريستينا فيديلسكايا Kristina Fidelskaya على سؤال بسيط: ما هو مفهوم الفخامة في زمن فقدت فيه الأمور المادية معناها، وباتت التجربة جوهر كل شيء. بالنسبة إلى كريستينا وإلى المرأة التي ترتدي تصاميمها، يجب أن يكون للإطلالة معنًى واضح، بحيث تُصبح الملابس فنّا، وتُعبّر عن حقيقة الذات.
تستند القصّات الطويلة إلى التباين بين المواد الطبيعية والأقمشة المتطوّرة. توحي اللمسات النابضة بحسّ ذكوري يستحضر حقبة العشرينيات الصاخبة، وحقبة الستينيات، والثمانينيات التي ضربت بكل القواعد عرض الحائط. في إطار مغامرة البحث عن الحداثة، لا تمحو كريستينا فيديلسكايا الذاكرة، بل تسمو بها.
تستكشف باليت الألوان عناصر الطبيعة، وتشمل اللون الرملي، والبني والأخضر، إلى جانب لون العقيق الأسود ولون المحيطات. أمّا المواد والخامات، فتتنوّع بين قماش القنب والحرير الشفاف وقطن بوبلين وقماش Garza المجعّد والقطن الخام والقماش المضلّع. تزدان التصاميم بالعناصر المعدنية، فيما تأسر الأقمشة الخفيفة الألباب، وتكشف عن جمال الألياف الطبيعية عند الحواف أو الكشاكش.
كما استعانت كريستينا فيديلسكايا بحركة "الفنّ الفقير" (Arte Povera) التي أبصرت النور في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات.