في عصرنا هذا أصبحت إطلالة المشاهير والنجوم جزءاً لا يتجزأ من مسيرة انتشارهم ونجاحهم، خصوصاً بوجود مواقع التواصل الاجتماعي والمناسبات الكثيرة والمتنوعة، فأصبح للصور دور أساسي. ولأن الإطلالة المتميزة تحتاج إلماماً كبيراً بالموضة وأحدث صيحات الموسم فإن منسق الملابس أو الستايليست بات وجوده أساسياً في حياة أي فنان ليضمن إطلالة مميزة، خالية من الشوائب وتترك بصمة مميزة.
لأنها صاحبة ذوق رفيع في عالم الموضة، ولها بصمة سحرية على إطلالات أي شخص تعمل معه، إرتبط إسم منسقة المظهر المصرية ياسمين عيسى Yasmine Issa بأهم نجوم العالم العربي، فكانت اسماً لامعاً في هذا المجال، ياسمين عيسى عاشقة الموضة منذ الصغر، حاصلة على شهادات من معاهد Central Saint Martins و Conde Nast College و London College of Fashion المتخصصة في مجال تصميم الازياء في لندن.
ياسمين إستطاعت أن تثبت نفسها كمنسقة محترفة لأزياء النجوم والمشاهير. فذوقها الرفيع المتميز وخبرتها في عالم الموضة جعلت منها مستشارة تستعين بها أشهر نجوم الفن في مناسباتهم، جلسات تصويرهم، وأي مناسبة تطلب حضورهم بكامل أناقتهم..
كان لـ Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء الشيق مع ياسمين عيسى، تحدثنا من خلاله عن بداية مشوارها في تنسيق الأزياء وتجربتها مع أشهر النجوم، بالإضافة إلى مواضيع كثيرة تخص هذا المجال الواسع.
Elle Arabia: حدثينا عن بدايتك؟ وما الذي حثك على اختيار هذا المجال؟
Yasmine Issa: منذ صغري كان حلمي وشغفي الموضة والأزياء، وكنت دائماً أقص الصور من المجلات العالمية وأحتفظ بها، وفي عام 2001 عندما دخلت الجامعة لم تكن مواقع تواصل إجتماعي قد ظهرت بعد، كان في أكبر وأهم مجلتين في الوطن العربي منهم "كليو" وبالصدفة تعرفت إلى رئيسة التحرير وطلبت مني أن أكتب مقال مميز، إستغربت الأمر كثيراً لكنها أصرت على طلبها وتأكدت من نجاحي. والعدد الذي طبع فيه مقالي حقق نجاح واسع، لدرجة أننا قمنا بطباعة نسخات عديدة من هذا العدد. ثم بعدها طلبت مني أن أقوم بإجراء مقابلة، في هذا الوقت تعرفت إلى النجمة يسرا، التي شجعتني ودعمتني كثيراً- ثم طلبت مني أن أقوم بتصميم غلاف قوي، ولم يكن لدي حينها أي واسطة او مساعدة، بعد ذلك الغلاف مع النجمة اللبنانية إليسا وأيضاً حقق نجاح مهول. ومنذ ذلك الوقت بدأت أعمل في مجال الأزياء من خلال المقابلات التي تخص الموضة، تنسيق ملابس المشاهير في جلسات التصوير وعلى أغلفة المجلات.
واليوم كل شي أصبح يرتكز على مواقع التواصل الإجتماعي، فقررت أن أصبح free lancer وألا أعمل لأي جهة واحدة معينة. فغادرت إلى لندن للدراسة
E.A.: برأيك ما هي صفات خبير الموضة الناجح؟ وما الذي يميزك عن غيرك؟
Y.I.: من وجهة نظري، على خبير الموضة أن يكون لديه ذوق فريد يختص به، عليه أن يكون مبتكر وخياله واسع، وعليه أن يكون لديه حس المعرفة الذي يربط ما بين الثياب والأسلوب والنجم والمناسبة، لأنه لا يمكننا أن نلبس كل شيء لكل الأشخاص. وطبعاً عليه أن يكون مجتهد، محترف، ومنظم ولا يمكن أن نرى أي منسق مظهر أو خبير موضة ناجح من دون هذه الصفات.
بالنسبة للتميز لا أحد أفضل من أحد، فكل منسق له ذوقه وبصمته الخاصة وممكن أن أكون مميزة في مكان ما وممكن أن يكون لمنسق صفة أخرى تفوقني تميزاً، وبرأيي للناس الكلمة الفصل في هذا الموضوع، لها الحق أن تحكم وتقيّم.
E.A.: حدثينا عن علامة المجوهرات الخاصة بك؟
Y.I.: بعيداً عن عملي في مجال الموضة والأزياء، أسست منذ فترة علامة أكسسوارات راقية وفاخرة مشغولة يدوياً إسمها Vantique مشتقة من كلمة Antique أي طرازه عتيق وحرف ال V من كلمة Vintage أي أسلوب الفينتاج حتى يمكننا أن نلاحظ لمسة الستايل الأفريقي، وأنا أحب أن أعمل بيدي ولذلك تشجعت كثيراً، وقد نجحت العلامة الحمد الله.
E.A.: ما هو مصدر إلهامك إن كان في تنسيق المظهر أو تصميم المجوهرات؟ وهل من عامل مشترك؟
Y.I.: عوامل عدة تدخل في تنسيق المظهر والإلهام يأتي أولاً الشخص نفسه، ثانياً المناسبة، ثالثاً المكان، رابعاً صيحات الموضة الرائجة وطبعاً على الفستان أو الثياب أن يناسب شكل الجسم ومنحنياته. الأمر نفسه ينطبق على عالم للمجوهرات. والعامل المشترك هنا هو الإبتكار والدمج بين الأساليب بطريقة ملفتة وملائمة طبعاً.
E.A.: كونك خبيرة موضة ومصممة مجوهرات، ما الذي يميزك عن غيرك؟ وهل أنتِ ضمن المنافسة؟
Y.I.: الموهبة، أمتلك مهارات يدوية أمارسها خلال جلسات التصوير ويمكنني أن أصلح الأمور وأبتكر من لا شيء قطع مختلفة وجديدة. إنها موهبة أتمتع بها.
لأني أعرف كيفية العمل اليدوي. فأحياناً يمكن أن أقوم ببعض التعديلات في موقع التصوير لمزيد من الإضافة إلى إطلالة هذا النجم أو النجمة.
المنافسة موجودة طبعاً، المجال مليء بالمنسقين المتنوعين ولكل مصمم ذوقه الخاص، والمجال واسع جداً والنجوم كثر لذا يتسع لنا جميعاً.
المنافسة تحفذنا على التقدم والتطور، ولك إنسان ميزة خاصة، وأنا أصب كل تركيزي على عملي شخصياً من دون مقارنته بعمل أي شخص أخر.
E.A.: من هي النجمة الأسهل وتلك الأصعب في التعامل معها؟ ومن هي النجمة التي تحلمين في تنسيق مظهرها؟
Y.I.: لا يوجد أسهل أو أصعب، لأنني إنتقائية كثيراً في خياراتي. فعندما أعمل مع شخص ما، لا يهمني إن كان مشهور جداً أو لا ولا يهمني إن كان يرتدي على الموضة على العكس بهذه الطريقة أخلق تحدي أكبر مع نفسي لكي أعمل على إطلالات هذا النجم وأحسنها بطريقة مناسبة له. ما يهمني صورة هذا النجم، وكيف يبرز أمام الناس.
ولهذا الوقت لم أتعامل مع أي شخص واجهتني أي مشكلة معه على العكس، مثلاً يسرا، درّة، كندة علوش، منى ذكي، مي عمر وغيرهم الكثير.
أنا عملت مع معظم النجوم الكبار، ولكن حلمي أن أعمل مع شريهان وهذا حلم أتمنى أن يتحقق، وطبعاً هناك نجوم غيرها ولكن شخصيتها لها ميزة خاصة عندي.
E.A.: من هي\هو منسق المظهر الأول في العالم العربي؟ لماذا؟
Y.I.: لا أظن أنه يمكننا أن نقول منسق مظهر أول لأنه حتى في هوليوود يوجد عدد هائل من المنسقين وكلهم من الأهم والأشهر، كما سبق وقلت هناك الكثير من المميزين في هذا المجال الواسع، ولكن طبعاً يوجد مجموعة تتضمن أسماء عديدة كلهم في الصف الأول. ومن الطبيعي أن يكون هناك منسقين غير محترفين ولكن الفرق واضح طبعاً.
E.A.: نجمة او شخصية مؤثرة تبهرك إطلالاتها في العالمين الغربي والشرقي؟
Y.I.: في الوطن العربي الملكة رانيا أحب ذوقها الرفيع في تنسيق وإختيار الملابس المميزة والتي تحفظ مكانتها كملكة وبنفس الوقت تتبع الموضة العصرية.
على صعيد الوطن الغربي أوليفيا باليرمو أحب ستايلها كثيراً، فهي دائماً ما تضيف شيء مميز على إطلالاتها. وطبعاً هناك غيرهن الكثير.
E.A.: هل خبيرة الموضة ملزمة بالاستعانة بماركات معينة في إطلالة من تتعامل معهم؟
Y.I.: أنا ضد الموضوع هذا عامةً، تصاميم العلامات مميزة طبعاً ولها نكهة خاصة، ولكن أيضاً هناك تصاميم جميلة جداً ليست مشهورة أو حتى تصاميم لمصممين أو لعلامات جدد، المهم أن يكون نوعها جيد وشكلها جميل وتليق بالشخص بغض النظر إذا كانت علامة أو لا، رخيصة أو غالية. وأنا بنفسي أحب أن أشجع المواهب الجديدة وأحب أن أتعامل مع المصممين الموهوبين الجدد، وهنا يأتي دور المنسق الجيد بكيفية إختيار هذه التصاميم ودمجها مع بعضها البعض.
E.A.: بتنا نشهد اليوم موجة كبيرة من الـ fashion consultant و الـimage consultant. ما هو تعليقك على الموضوع؟
Y.I.: وصلت إلى ما أنا عليه عن طريقة الدراسة وبأسلوب محترف وهذ إختصاصي، حتى أن الـbrand consultant يدخل أيضاً ضمن نطاق إختصاصي
E.A.: ينتقد البعض إستعانة النجم الذكر بمنسق مظهر، ما تعليقك؟
Y.I.: لا يهم إن كان رجل او إمرأة الكل يستطيع أن يستعين بخبير في الموضة. ففي الأفلام وجلسات التصوير ينبغي أن يكون هناك شخص ملم بالموضة والأزياء لكي يساعدهم، فالنجم أو النجمة لا يملكون الوقت الكافي للإطلاع على الموضة السائدة، ممكن أن لا يعرفوا ما يليق بهم، وإن كان الرجل او النجمة صورتهم ومظهرهم الخارجي جزء كبير من عملهم لذا عليهم الإهتمام بإطلالاتهم وشكلهم.
E.A.: من هو مثلك الأعلى ولماذا؟
Y.I.: لا أملك مثل أعلى واحد، لدي الكثير من الناس الذين أحبهم وأحب رأيهم ونظرتهم في الحياة. حتى هناك ناس أحب طريقة عملهم وأحب أن أرى أعمالهم، وأخذ منهم بعض الإلهام.
وحتى شغفي منذ الصغر أن أتصفح المجلات العالمية لكي أرى جلسات التصوير وعارضات الأزياء والثياب الموجودة في المجلات.
E.A.: مشاريعك المستقبلية؟
Y.I.: عدت من مهرجان كان السينمائي منذ فترة قصيرة، وكنت أعمل مع النجمة درة زروق، كان لدينا سوياً عدة مناسبات.
بالنسبة للمستقبل لدي تعاون مع الكثير من النجوم الكبار، لدي جلسات تصوير لحملات إعلانية لعلامات مختلفة، حتى عندي بعض الأعمال التلفزيونية.
E.A.: هل من نيّة لتقديم برنامج تلفزيوني أو فقرة خاصة بمجالك؟
Y.I.: أشك! لأن شخصيتي خجولة، لم أفكر بالموضوع، ولكن أستبعد الموضوع، ولكن لا أعلم ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل.
E.A.: ما رأيك بالمرأة العربية اليوم؟ وما الفرق بينها وبين نظريتها الغربية؟
Y.I.: المرأة العربية أصبحت متطلعة أكثر وهذا ساهم في تطورها كثيراً، من ناحية الموضة المرأة العربية تحب الموضة كثيراً وتتبعها، برأيي أنه لا يوجد فرق كبير بين المرأة العربية والمرأة الغربية، المرأة العربية اليوم باتت عنصر فعال وقوي في المجتمع. من ناحية الموضة المرأة الغربية جريئة أكثر، أما العربية تبتعد عن هذه الجرأة المبالغ بها لأنها محافظة على عاداتها وتقاليدها.
E.A.: برأيك ما هي سيئات وإيجابيات مواقع التواصل الإجتماعي؟ لماذا؟
Y.I.: برأيي أن لمواقع التواصل الإجتماعي الكثير من السلبيات، ولكن سأبدأ بالإيجابيات هي تقربنا من كل شيء، وتخولنا أن نرى أعمال غيرنا بسرعة أكثر (أتكلم من ناحية الموضة وعملي)، حتى من خلال هذه المواقع أستطيع أن أتعرف على مواهب جديدة في مجال التصميم والأزياء، وأستطيع أن أرى ماذا يرتدي النجوم في العالم كله.
سيئات هذه المواقع، أن هناك أحكام مسبقة كثيرة، الكل أصبح خبير موضة، بعض الأشخاص تشعر بالملل فتبتكر صفحات لكي تنتقد النجمات وتبدي رأيها بها وهم ليسوا بخبراء. هذه الصفحات والمواقع أعطت حجم أكبر لناس ليست مؤهلة. حتى أن طريقة إنتقادهم جارحة وغير مؤدبة، وقد خلقت حالة من الهلع بين الناس أهم عليهم أن يكونوا في مستوى معين ليرضوا هذا النوع من الناس، وهذا طبعأً خطأ.
E.A.: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia.
Y.I.: أنا أحب مجلة Elle كثيراً، وأتمنى أن تحبوا مقابلتي، وأنا سعيدة أنني قمت بهذه المقابلة مع مجلتكم المحترمة، وعلى أمل أن يكون هناك تعاون بيننا في المستقبل القريب.
حاورتها فدى رمضان