في عالمنا اليوم، يعتبر التوتر والقلق من أكثر المشكلات شيوعاً في مختلف المجتمعات وبين مختلف الأجيال، وهما يؤثران على الصحة النفسية والجسدية معاً. ومع تسارع نمط الحياة وضغوط العمل والأسرة، أصبح من الضروري البحث عن طرق فعّالة لإدارة التوتر والقلق للحفاظ على حياة هادئة ومتوازنة.
تأثير التوتّر والقلق على الجسم
التوتر هو استجابة طبيعية للجسم تجاه الضغوطات، سواء كانت نفسية جسدية أو اجتماعية. أما القلق، فهو شعور دائم بالخوف أو التوتر حتى في غياب خطر حقيقي. وفي حال الامتناع عن العلاج أو تجاهله، يؤدي كلاهما إلى مشاكل صحية مثل الأرق، ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب. كما أن هذين الشعورين من شأنهما أن يتسبّبا بالعديد من المشكلات النفسية مثل قلّة التركيز والعصبية الدائمة وعدم الرغبة بالقيام بالمهام اليومية الموكلة إليك. أما على الصعيد الجسدي، فهما يؤثران من خلال زيادة آلام العضلات ومشاكل الجهاز الهضمي والتسبّب بضعف مناعة الجسم. ناهيك عن التأثيرات الاجتماعية التي يتسبّب بها التوتّر والقلق، إذ يصبح تأثير سلبي على كل من حولك.
خطوات فعّالة للتحكّم بالتوتّر والقلق
قد يعتقد البعض بأن هذه المشكلات النفسية ليس لها حلّ أو أن حلولها تأتي من خلال تناول بعض جرعات الأدوية المهدئة. إلا أن التجارب والأبحاث أثبتت أن هناك طرقاً فعّالة تسمح بالتحكّم بهذين الشعورين السلبيين.
الاسترخاء والتنفّس العميق
ممارسة تمارين التنفّس العميق تساعد في تهدئة الجهاز العصبي. تقنية 4-7-8، التي تعتمد على الشهيق لمدة 4 ثوانٍ، وحبس النفس لـ 7 ثوانٍ، ثم الزفير لـ 8 ثوانٍ، أثبتت فعاليتها في تقليل التوتر.
ممارسة الرياضة
الرياضة، مثل المشي، الجري، أو اليوغا، تطلق هرمونات الإندورفين التي تعزز المزاج وتقلل من التوتر. لذا فإن النصيحة الأولى التي يمكن للأشخاص الذين يتعرّضون بشكل دائم إلى التوتّر والقلق هي ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
تنظيم الوقت
كلنا يعاني من مشكلة ضيق الوقت والاضطرار إلى القيام ببعض الأمور بشكل عاجل ما يتسبّب لنا بتوتّر دائم. إنشاء جدول يومي وتحديد أولويات المهام يحدّ من هذا الشعور كما أنه يحميك من الإرهاق. كذلك يمكنك تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يمكن إنجازها بسهولة يُخفف العبء.
التغذية السليمة
كل شيء يبدأ من داخل الجسم. تناولي غذاء متوازناً يحتوي على أطعمة غنية بالمغنيسيوم (كالسبانخ والمكسرات) وأوميغا-3 (كالأسماك) يعزز صحة الدماغ ويقلل من التوتر.
النوم جيّداً
قلّة النوم أو الأرق، هي حالة تسبّب، بالإضافة إلى الإرهاق والشعور الدائم بالكسل، توتّراً دائماً للشخص. النوم الكافي يوازن الهرمونات ويعيد للجسم نشاطه. تجنب الكافيين والشاشات الإلكترونية قبل النوم يُساعد على النوم العميق.