استطاعت مصمّمة الأزياء السعودية هنيدة الصيرفي أن تحمل مجموعاتها إلى العالمية وتعكس تراث بلدها الغني من خلال تصاميم تجمع بين اللمسة الشرقية والروح العصرية بأسلوب محافظ ومبتكر في الوقت نفسه. وقّعت بحرفيّتها إطلالات نجمات عالميات تألقن على السجادة الحمراء، وثبّتت علامتها بين أهم العلامات التجارية الكبرى. هي تؤمن بأن تصميم الأزياء رسالة، وتنطلق من إيمانها هذا لتدعم كل امرأة على اختلاف هويّتها ودورها في الحياة.
في هذا الحوار الخاص، تأخذنا هنيدة الصيرفي في جولة إلى كواليس عالمها، وتشاركنا تجربة تعاونها مع الأميرة رجوة آل سيف.
المصمّمة السعودية هنيدة الصيرفي
كيف أثرت نشأتك ضمن عائلة فنيّة في دخولك عالم تصميم الأزياء؟
نشأتي في جو عائلة تهوى الفن ساهم في إشباع الحس الفنّي لدي وفي توسيع آفاق أفكاري. رافقني شغفي في الموضة منذ الصغر، فكنت أنسّق إطلالاتي في كل المناسبات، ومع الوقت بدأت أصمّم ملابسي الخاصة. درست علوم الفنون الجميلة في المملكة العربية السعودية قبل أن أنتقل إلى باريس حيث أخذني عالم التصميم والموضة نحو منعطف قوي، متحدية معه كل الأعراف والقواعد الاجتماعية. وبعد سنوات عدّة من العمل في هذا المجال، أطلقت علامة HONAYDA للملابس الجاهزة، وذلك في العام 2016.
من تصاميم هنيدة الصيرفي
ما هي الصعوبات التي تواجهك بدءاً من تحضير فكرة التصميم وصولاً إلى تنفيذه؟
تولد الفكرة من إلهام معيّن، وأعمل على تطويرها وفق هوية التصميم المتوقّعة. تشهد مرحلة التصميم الكثير من التعديلات قبل الوصول إلى النتيجة النهائية. فهناك تصاميم قد تستغرق أياماً من التعديل واختيار القماش المناسب قبل الوصول إلى الشكل النهائي. ولكن هذه الصعوبات بالنسبة إلي، ليست سوى تحديات تحفّزني على النجاح والاستمرار.
من تصاميم هنيدة الصيرفي
كيف تمّ التعاون مع الأميرة رجوة آل سيف وكيف تصفين ذوقها؟
بعد ترشيحي من قِبل صديقة لي لتصميم فستان الأميرة رجوة في ليلة الحناء، تواصلت معي والدتها السيدة عزّة السديري، التي سعدتُ أيضاً بتوقيع إطلالتها في المناسبة نفسها. أما عن شخصية الأميرة رجوة، فهي صاحبة شخصية مميزة، مليئة بالحيوية واللطافة، تهتم بأدق التفاصيل وتتقن الأناقة الراقية. وقد كان لجمالها ونعومة ابتسامتها دور كبير في إلهامي التصميم.
الأميرة رجوة بإطلالة من توقيع هنيدة الصيرفي
لاقت عبارة "أراك فتحلو لدي الحياة" الكثير من الإعجاب. هل كانت فكرتك أم بطلب منها؟
اخترتها بنفسي كترجمة لهذا الارتباط المبارك. "أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ" هو عنوان قصيدة للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي المعروف بنفحاته الأندلسية، وقد اخترت هذا البيت الشعري كدلالة على التقدير والحب الذي يجمع الأميرين، ولأن الحياة تحلو بلقائهما.
تفاصيل التصميم
هل استطاعت الأزياء المستدامة أن تثبت نجاحها في عالم الموضة؟
تعتبر الأزياء المستدامة منهجاً جديداً في عالم الموضة يحمل رسالة ذات معنى مهم جداً وهي حاجة ملحّة لعالمنا. وإلى حد ما، نعم، أثبتت نجاحها في تسليط الضوء على المسؤولية تجاه حماية البيئة والإنسان معاً، وفي تشجيع المصممين على تطبيق منهج الأزياء المستدامة رغم أنها تتطلب وقتاً وموارد وخامات طبيعية كثيرة.
من تصاميم هنيدة الصيرفي
ما هو السبيل للربط بين التقاليد العربية والحضارة الغربية؟
المفتاح الأساسي هو التوازن والاعتدال في دمج كافة العناصر الأساسية في مرحلة التصميم، والتي بدورها تشكل باباً لأفق جديدة نحو حوار الحضارات وربط الثقافات ببعضها البعض. وفي مجموعات HONAYDA، نسعى دائماً إلى دمج التراث بروح عصرية تناسب حاضرنا.
من تصاميم هنيدة الصيرفي
هل من الممكن أن نشهد مجموعة أزياء راقية أو مجموعات عروس بتوقيع Honayda؟
بالتأكيد، فالأفكار كثيرة والمشاريع في تطور دائم لتقديم أفضل ما لدينا لعملائنا الأعزاء.
العالم يتطوّر بشكل سريع. ما الإيجابيات وما السلبيات التي طرأت على عالم الموضة حتى يومنا هذا؟
ساهم التطور الحاصل اليوم في عالم الموضة في تحفيز المصمّمين على الابتكار وإنتاج تصاميم جديدة. ولكن تبقى مسألة الدقة في التفاصيل والخياطة والتنفيذ، العنصر الأهم. ومع الأسف، فإن الوتيرة السريعة والتسابق على مواكبة التكنولوجيا أثرا بشكل سلبي في الاهتمام بهذه التفاصيل التي تعتبر جوهر التصميم.
من تصاميم هنيدة الصيرفي
ما هو العنوان العريض الذي تضعينه نصب عينيك عند التحضير لأي مجموعة جديدة؟
العنوان العريض هو رسالة علامة HONAYDA التي تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها. فكل مجموعة تروي قصة امرأة رسمت طريقها المستقبلي، سواء كانت امرأة من الماضي أو من الحاضر، من الفولكلور العربي أو من الثقافة الشرقية... فتمكين المرأة يكون بالاعتراف بدورها وبالرسالة التي تحملها مهما كان موقعها في الحياة. ومن أهداف العلامة أيضاً، تسليط الضوء على غنى التراث السعودي وما يحمله من تفاصيل مُلهمة تتنوع بجمالها وتختلف بحسب المناطق الجغرافية في المملكة. وكذلك إبراز ثقافات مختلفة من العالم لمدّ جسور التواصل بين الحضارات.