هل تسامحين نفسك على اخطاء ارتكبتها؟‎

الشعور بالندم والاحساس بالذنب المقترن بتأنيب الضمير جميعها ردات فعل طبيعة تجاه أخطاء أو ربما الذنوب التي ارتكبها الإنسان في حق نفسه أو في حق الأخرين، فكيف يسامح الإنسان نفسه على أخطاء ارتكبها؟

 

 

Elle Arabia استطلعت آراء مجموعة من السيدات وسألتهن، عن الأخطاء اللاتي ارتكبنها وهل يسامحن أنفسهن عليها؟

أوضحت أفنان عبدالله- عازبة- أن كل إنسان معرض لإرتكاب الخطأ، وأن الجميع معرض لإرتكاب الآثام والأخطاء، ولكن ثمة آخطاء من المستحيل أن يسامح الإنسان نفسه عليها، وتقول: " استطيع أن أسامح نفسي على أخطاء ارتكبتها في حق نفسي ودفعت ثمنها من راحتي ومن مالي، ولكن من المستحيل أن أسامح نفسي في حال ارتكبت خطأ أو ظلماً بحق إنسان آخر".

أما يارا عدنان- عازبة- لا تسامح نفسها على سوء اختيارها لصديقاتها اللاتي قابلن الوفاء بالغدر، وتقول: " كل إنسان يمر بحاله من الطيش وسوء تقييم للأمور وكذلك سوء اختيار للأصدقاء، وأنا لا أسامح نفسي على اختيار بعض الصديقات، اللاتي اعتبرتهن أخوات لي في الدنيا، وقابلن طيبتي وثقتي فيهن بالغدر، ما جعلني في البداية أفقد الثقة بنفسي، ولكن مع الوقت تداركت المشاعر السلبية اتجاههن واتجاه نفسي، واعتبرت أن هذه التجربة هي درس لي".

 

 

المبالغة في العطاء

تأنيب الضمير والندم على الطيبة الزائدة تجاه المقربين هو الإثم الذي اقترفته أم حازم- متزوجة- تجاه نفسها وتجاه أسرتها، ولا تستطيع مسامحة نفسها عليه، وتقول موضحه: "نعيش في عالم تغلب عليه المصلحة والمادة، فالبعض يعتبر أن الطيبة الزائدة غباء وأن الكريم والمانح للمال يجب أن لا يتوقف عن عطائه، هذا ما حصل لي عندما توقفت عن منح الخير والمال لأقرب المقربين لي، وعندها تفاجأت بردت الفعل السلبية، ونسيان كل الخير الذي قدمته لهم، وليس هذا فحسب بل أصبحت محاربه منهم، فضلاً عن تشويه سمعتي والاعتداء على حرمة منزلي وأولادي، فكما يقول المثل الشعبي: (عود كلب ولا تعود بني آدم)".

 

أما ياسمين عبدالقادر- مطلقة- تندم على اختيار شريك حياتها، وتقول: " لم أتوقع أن الشخص الذي احببت وحاربت العالم من أجل الإرتباط به سوف يقابل تضحيتي بالخيانة والاستغلال المادي والمعنوي. فأنا اليوم أعيش حالة من الندم ولا استطيع أن أسامح نفسي لأني ظلمتها كثيراً وأضعت الكثير من الوقت والفرص التي كانت أمامي، وكذلك لا اسامح نفسي على العناء الذي سببته لعائلتي وأصبحت على إثره محاربه وامرأة مطلقة، بسبب حب زائف كلفني الكثير".

 

 

المخدرات وضياع العمر

شعور الألم والحسرة وتأنيب الضمير، هو ردت فعل طبيعية يعيشها المتعافي من الإدمان، بعد سنوات طويله من العزلة والعذاب النفسي والجسدي والمادي في سبيل الحصول على تلك الآفة المسممة للعقول وللصحة، التي تسيطر على حياة العديد من شبابنا، ولبراثن المخدرات أسبابها عديدة ومغرياتها متنوعة، ولكن الخسارة والندم هما المصير المؤكد لكل متعاطي. وهي باختصار قصة (م، ن)، التي ادمنت على المخدرات (الهروين) لأكثر من 3 سنوات، وقضت أجمل أيام حياتها خلف القضبان، وحكم عليها بالسجن لمدة عامين، واتخذ بعدها قرار الإقلاع عن تعاطي المخدرات، تقول: " لا أستطيع أن أحمل رفقاء السوء مسؤولية إدماني، ولكن المخدرات هي واقع عشته منذ طفولتي، حيث كان والدي مدمن على المخدرات ودائماً في السجن، ولم أعيش معه لمدة لا تتجاوز الثلاث سنوات". وتضيف: أنا اليوم أعيش في حالة من الندم ولا استطيع مسامحة نفسي على السنوات التي اضعنها من عنري.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button