الإجهاد وقلّة الأكل يسيران جنباً إلى جنب. اتّباع نمط الحياة المتعب يمكن أن يدعك مع القليل من وقت الفراغ والكثير من الإرهاق. اليوم، الكثير من الأشخاص يعانون من الإرهاق المفرط، لذلك يفضّلون تناول برغر سريع أو عدم حضور صف اليوغا أو حتى تناسي وجبة الغذاء إلخ...
ولكن في الحقيقة، المشكلة تتجاوز كيف يمكن لعدد قليل (مائة) من السعرات الحرارية الزائدة أن تؤثر على أمعاءك. يتم تنظيم وظائف الجسم عن طريق االهرمونات التي تنظمها سلسلة من الغدد المنتشرة في جميع أنحاء الجسم والمعروفة بنظام الغدد الصماء. هذه الغدد لا تعمل بشكل مستقل، بل جميعها مترابطة، وإذا تأثر جزء منها فإنه يمكن أن يسبب سلسلة من المشاكل الصحية، بما في ذلك زيادة الوزن.
على سبيل المثال، بالنسبة لمعظمنا، الإجهاد يمنعك من النوم بشكل جيد مما يحفز إنتاج هرمون يسمى بالغريلين، الذي يدفعك للشعور بالجوع ويأمرك بتناول الطعام ويقلل من مستويات هرمون اللبتين، الذي يعلن ضرورة التوقف عن الأكل. وبعبارة أخرى، في حال عدم الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم، ترسل هرموناتك إشارات للدماغ لتناول المزيد من الطعام.
المشاكل العائلية، الضغط الأكاديمي، المرض، المشاكل المالية، مشاكل العلاقة كل هذه يمكن أن تعزز مستويات التوتر اليومية. الناس تتفاعل مع الإجهاد بطرق مختلفة، ولكن العديد قد يغيّر نمط حياته مما يؤثر على نظامنا الغذائي. من الشائع أن يتحول الغذاء إلى راحة، ولكن هذا غالباً ما يؤدي إلى زيادة الوزن. أما بالنسبة للآخرين، فإن ارتفاع مستويات التوتر قد يجعل الطعام غير مرغوب به مما يسبب فقدان الوزن.
ولكن زيادة الوزن أكثر احتمالا، فمن المرجح كسب الوزن أكثر من فقدانه خلال مراحل التوتر. الإجهاد يعلن حالة الطوارىء في الجسم مما يدفعه لإنتاج المزيد من الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يساعد جسمك على تلبية مطالبها من الطاقة المتزايدة. هذه الزيادة في الكورتيزول لها صلة مباشرة بتخزين الدهون وزيادة الوزن خاصةً في منطقة البطن. فالأشخاص الذين يعانون من الدهون الزائدة في منطقة الخصر هم في خطر أكبر للمعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. عندما تكونين تحت الضغط، تختارين الغذاء السريع أو الحلويات أوغيرها من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تبدو مهدّئة.
قد يؤدي الإجهاد والتوتّر أيضاً إلى فقدان الوزن، خاصة إذا كنت تشعرين بالحزن. فالقلق قد يؤدّي إلى الاكتئاب مما يقلل من رغبتك في تناول الطعام، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى حركة عصبية أو ممارسة الرياضة المفرطة بحيث يمكنك حرق نسبة سعرات حرارية أكبر مما يؤدّي إلى فقدان الوزن. ننصحك بالتحدث إلى طبيبك إذابدأت فجأة بخسارةالوزن.
إن تناول الوجبات الغذائية الصغيرة أو عدم تناول الطعام بما فيه الكفاية يمكن أن يعرض الجهاز المناعي للخطر ويجعلك عرضة للمرض. تأكّدي من تناول مزيج من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية. في الأيام التي تفتقرين فيها إلى الشهية، حاولي تناول كميّات صغيرة على مدار اليوم بدلا من كميات كبيرة دفعةً واحدة. ممارسة اليوغا أو التأمل، والاستماع إلى الموسيقى والجلسات الإجتماعية كلها تقنيات تساعد للتقليل من الإجهاد وتساعدك على التمتّع بقسط من الراحة.