لم تكن ليلتنا الأولى كما أردتها!

تزوّجت من خليل عندما كنت في الثالثة والعشرين. انذاك لم يكن لي خبرة في أمور الزواج، فقد نشأت في محيط محافظ جداً حيث لا تعلم الفتاة عن الحياة الجنسية شيئاً. أُعجبت كثيراً بخليل، فقد كان وسيماً، مثقفاً وثرياً، وهو طلب يدي بإلحاح رغم أنني لم أره في حياتي. علمت أنه كان قد رأى صورةً لي في عيد ابن عمي، صديقه.

لم يزعجه الفرق الاجتماعي قط واستقبلتني عائلته باحترام ومحبّة. كل شيء كان يسير على ما يرام لا بل أكثر. كنت سعيدة لزواجي برجلٍ كهذا. أحببنا بعضنا كثيراً وحدّدنا موعداً للزواج. في ليلة زفافنا، كنت مرتبكة جداً لكنه كان لطيفاً معي لدرجة أنه قرّر تأجيل "ليلة الدخلة" ليومٍ آخر وتركني لينام في غرفة أخرى. عندما سألته لما لا ينام بقربي، قال:

 

- هكذا نشتاق لبعضنا أكثر، حبيبتي.

 

في الليلة التالية، جاء خليل ومارسنا الجنس لبضع دقائق. لم أشعر بالحنان، لأنه قام بعمله وانصرف بسرعة. تركني وحيدة، حائرة على مشارف البكاء. في الصباح، عندما التقينا على الفطار كان لطيفاً ومحباً ومبتسماً. تكرّرت زياراته الليلية لمدة 3 أو 4 أيام متتالية على الوتيرة نفسها والنمط نفسه. ثم توقف عن المجيء لمدة 3 أسابيع على التوالي. حاولت طبعاً التحدث إليه لأقول له أنني لا أستمتع بممارسة الجنس معه وأن زياراته قصيرة وخالية من أيّ شعور أو حتى رغبة. لكنه كان دائماً يتهرّب من مواجهتي مختلقاً أيّ عذر. كان زوجاً حنوناً في النهار فقط! وبما أنني لم أكن معتادة التحدث بهذا الموضوع مع أحد، لزمت الصمت آملةً أن تتغير الأحوال مع الوقت.

بقي خليل يزورني بضعة أيام في الشهر، ولم أفهم لم... ربما لم يكن يحب لمسي، ربما كان ينفر من جسدي. مضى شهران على هذا النحو، يأتي ليقوم بواجبه الزوجي ويرحل بعد فترة قصيرة. كنت أبكي طيلة الليل نادمة على زواجي به. ربما أسأت الاختيار أو ربما لأنه وسيم وثري عاش حياةً مليئة بالإثارة والمغامرات فبات معتاداً على عشيقات يتفوّقن عليّ خبرةً. كنت سأستسلم عندما قررت أخيراً اللجوء إلى عمّتي الصغرى. كنا دائماً مقرّبتين وبما أنها تزوّجت قبلي بسنتين لربّما استطاعت مساعدتي. تشجعت وأخبرتها وعينيّ مغرورقتين بالدموع:

 

- أرجوك قولي لي ماذا أفعل. أحبّه كثيراً ولا أريد أن أفقده.


- الرجال يحبون الإثارة. اذهبي وابتاعي ثياب داخلية مغرية، ضعي عطراً، غيّري تسريحة شعرك واذهبي أنت إلى غرفته. ربما ينتظر منك أن تتصرفي كامرأة لا كفتاة صغيرة.

 

ربما كانت على حق، ففي الليلة نفسها ارتديت لباساً مغرياً ووضعت ماكياجاً على وجهي والعطور وكل ما يلزم لإغراء رجل. انتظرت أن يذهب إلى غرفته، يطفىء النور ويخلد إلى النوم. ثم ذهبت إلى غرفته. فتحت الباب بهدوء ودخلت سريره. ما إن لمسته حتى صرخ:

 

- ماذا تفعلين هنا؟؟؟

وأضاء الغرفة. وعندما رآني بدأ يصرخ:

 

- أرأيت مظهرك؟ تشبهين المومس! ألا تخجلين من نفسك؟ لو أردت هذا النوع من النساء لما تزوّجت بك!


- في الحقيقة لا أعلم لماذا تزوّجت بي! لا شيء مما أفعله يرضيك. في النهار تكون مهتماً بي وتعاملني أفضل معاملة، وفي الليل كأنك لا تعرفني! لا تمارس الجنس معي إلا بضعة أيام في الشهر!

 

- آتي عندما تكونين خصبة.

 

- ماذا؟ ألهذا تزوّجت بي؟ لأُنجب لك أطفالاً؟


- لا... لأنني أحبّك، لكنني أحترمك كثيراً ولا أريد أن أعاملك كما كنت أعامل عشيقاتي.


-أريدك أن تحبّني بكلّيتي، أن تحبّ روحي وجسدي، أن أكون زوجتك وعشيقتك وصديقتك. لا يجب أن يقلً احترامك لي إن لمستني وجعلتني أشعر بلذّة وجودك معي. لن يقلّ احترامك لي إذا أمضيت الليل بقربي وجعلتني أشعر بالاطمئنان؟

 

وخرجت غاضبة من غرفته.
جاء ليزورني في الليلة التالية لكنه وجد الباب مقفلاً. بقي بابي موسوداً لأيام. وفي الليلة نفسها، سمعته يقول لي من وراء الباب:

 

- إفتحي لحبيبك، لقد اشتاق إليك كثيراً.

 

سمحت له بالدخول، ودخل فراشي وبدا قلقاً. كنت قلقة أنا أيضاً. بقى مستلقياً هكذا لفترة. ثم استدار وقال لي:


- عندما تزوّجنا ظننت أنني ذات خبرة واسعة، ظننت أنه بما أنني عاشرت نساء كثر أصبحت أدرك الحياة وأنك أنت لا تعلمين شيئاً عن هذه الدنيا. كنت مخطئاً. أنتِ فهمتِ الحياة أكثر مني. أرجوك سامحيني ودعينا نبدأ من جديد. أنا تعيس من دونك. أعترف أنني فشلت معك. دعينا نعتبر أن هذه الليلة هي ليلة زفافنا.

 

أغمضت عينيّ واستمتعت بأجمل قبلة في العالم. وكانت ليلة جميلة لأوّل مرّة أشعر فيها أنني فعلاً امرأة.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button