كنتُ أبحث عن عشّاق لِزوجتي

مَن يراني مع زوجتي، لا يمكن أن يتخيّل للحظة طبيعة علاقتنا الحقيقيّة. فالكل يخالنا ثنائيّاً مثاليّاً، لكثرة تعلّقنا ببعضنا على الأقل عندما نكون بين الناس. ولكنّ الواقع مختلف تماماً ولدينا سرّاً نكتمه ولم يعرفه أحد حتى مؤخّراً.
أنا أيضاً ظننتُ أن زواجي ناجحاً على الأقل في البدء. فبعد أن تعرّفتُ إلى أمل وأُغرمتُ بها، كان من الطبيعي أن أفكّر بالعيش معها حتى آخر أيّامي. كنّا متفّقين على كل شيء إلى حين بدأنا نعيش تحت سقف واحد. وإكتشفتُ فيها جانب لم أتخيّل أنّه موجود عند إمرأة هادئة وعاقلة مثلها. فكان لأمل ميولاً جنسيّة خاصة، لم تطلعني عليها إلّا بعد سنة على زواجنا وبعد أن لاحظتُ عدم إمتنانها بما كنّا نفعله في السرير. في البدء إدّعَت أنّ كل شيء على ما يرام ولكن بعد إصراري بأن تبوح لي بحقيقة مشاعرها قالت لي محرجة:

- حبيبي... أنتَ تفعل ما بوسعكَ لإسعادي جنسيّاً وأنا أقدّر هذا ولكن... هذا لن يكفي، فأنا أريد أشياءً مختلفة... ظننتُ أنّني سأستطيع الإكتفاء بما نفعله ولكنّني كنتُ مخطئة... منذ ما كنتُ مراهقة وأنا أهوى ممارسة الجنس مع رجلَين وكان حلم لم أطبّقه يوماً... وبمجرّد التفكير بهذا، أشعر بإثارة قويّة تغلِب على كل شيء. ما يثيرني هو أن يشاهد زوجي رجلاً آخراً يمارس الجنس معي... أنا لا أهوى الخيانة بل الإستفزاز... أحبّكَ أنتَ بالذات والرجل الثاني ليس سوى أداة للذّتنا... لا أظنّكَ ستفهم، فأنتَ رجل لا أحلام له... أنا مختلفة عنك وهذا لا يجعل منّي إمرأة سيّئة...سامحني على وقاحتي ولكنّكَ أردتَ معرفة الحقيقة...

- هل هذا يعني أنّكِ لا تحبّين أن ألمسكِ؟

- بلى... ولكن سيبقى هناك دائماً شيء ينقصني... أرجوك أن تنسى ما قلته ودعنا نعاود حياتنا كالسابق... أحبّكَ كثيراً ولا أريد أن تؤثّر نزواتي على علاقتنا.

ولكنّ الوضع تغيّر بيننا لأنّني أصبحتُ أخشى ألّا أشبع رغبات زوجتي وكل ما كان بإمكاني فعله لن يرضيها. ورغماً عنّي، بدأتُ أتجنّب لحظاتنا الحميمة حتى أن إنقطعتُ كليّاً عن لمسها، ما سبّب التعاسة لكلينا. ومِن الثنائي المرح، أصبحنا مكتئبين نتفادى التواجد سويّاً ولم نعد نذهب إلى النوم سوى الواحد تلو الآخر. حاولَت أمل أن تصلح الأمور بيننا ولكنّني هربتُ من المواجهة وإلتجأتُ إلى العمل وبدأتُ أعود متأخّراً إلى البيت خوفاً من أن نتكلّم بالموضوع. وبعد مرور أشهر طويلة على هذا النحو، عرضَت عليّ زوجتي فكرة الطلاق:

- مِن الواضح أنّكَ لم تعد تحبّني بعدما بحتُ لك بمشاعري الدفينة وليتني لم أفعل... أظنّ أنّه من الأفضل أن يذهب كلّ واحد منّا في طريقه..

لم أجب لكثرة حزني. ربما كانت على حق، فكنتُ متأكّداً أنّها لم تكن سعيدة معي. وهكذا إنفصلنا عن بعضنا وبقينا على إتصال، نتكلّم عبر الهاتف من وقت إلى آخر. كنتُ لا أزال أحبّها وهي أيضاً، فتعذّبنا كثيراً خلال تلك الفترة. لم أبحث عن إمرأة أخرى وهي لم تخرج حتى من المنزل. مرّت الأيّام والأشهر وأنا أسأل نفسي كيف وصلَت بنا الأحوال إلى الإنفصال، حتى أن أخذتُ قراراً صعباً جداً لا يحسدني عليه أحد. قررتُ أن أحقّق لأمل أحلامها الجنسيّة. فكّرتُ مليّاً بالموضوع وبعواقبه ولكن كل شيء كان أفضل من العيش بعيداً عن زوجتي الحبيبة. لذا ذهبتُ إلى حانة وجلستُ على المنضدة أحتسي المشروب الذي طلبتُه. نظرتُ إلى الرجال الموجودين ووجدتُ شاباً وسيماً جالساً لوحده. أخذتُ جرعة كبيرة من الويسكي وتوجّهتُ إليه. تظاهرتُ أنّني أعرفه، ثمّ إعتذرتُ منه لأنّني خلته شخصاً آخراً وبدأنا نتكلّم. وبعد قليل عرضَ عليّ أن أجلس معه وطلبنا المزيد من المشروب وهكذا بدأنا نتعرّف أكثر إلى بعضنا. ثمّ فتحتُ حديثاً عن النساء وعن المغامرات الجنسيّة وشعرتُ أن الموضوع أثاره فقلتُ له:


- أرى أنّكَ متحمّس للجنس... وأنا مثلكَ... أعرف صديقة يمكنها أن تمارس الجنس مع كلانا... ما رأيكَ؟

وكما توقّعتُ، قبل الشاب فوراً. إستأذنتُ منه وخرجتُ أتّصل بأمل. قلتُ لها:

- حبيبتي... سأكون عندكِ بعد نصف ساعة... لن آتي لوحدي... سيكون هناك شاباً معي... هل تستقبلينا؟

- ألهذه الدرجة تحبّني؟

- وأكثر!

- أنا بإنتظاركما.

وأخذتُ صديقي الجديد وذهبنا إلى منزلي القديم حيث بقِيَت أمل لتعيش. قرعتُ الباب وفتحَت لنا الباب بصمت ودخلنا. كانت أمل قد إرتدَت فستاناً مثيراً وحذاءً أحمراً ونظرتُ إليها وكأنّني أراها لأوّل مرّة. فكانت مختلفة وإستطعتُ في تلك الليلة التعرّف على جانب في زوجتي لم أعرفه يوماً. وقضينا الليل نحن الثلاثة وأعترف أنني أُعجبتُ بالفكرة كثيراً. فلم تشعرني أمل أنّها مهتمّة بذلك الشاب بل بي أنا فقط. وبعد بضعة ساعات عاد الشاب إلى بيته وبقيتُ مع أمل. في الصباح قالت لي:

- شكراً حبيبي... كنتَ هائلاً.

- هل نستطيع العودة إلى بعضنا الآن؟

- أجل... وبكل سرور.

ونقلتُ أمتعتي إلى المنزل وعدنا كالسابق مع فرق واحد: كلّ أسبوع كنتُ أبحث عن عاشق لزوجتي. كانت أمل سعيدة جداً وأنا أيضاً وإعتقدتُ أننا سنعيش هكذا العمر كلّه إلّا أنني بدأتُ ألاحظ تغيّراً في تصرّفات زوجتي خلال الجنس. فبدأَت تعطي أهميّة أكبر للرجل الثاني وتعاملني وكأنّني أنا الدخيل. لم أقل شيئاً في البدء ولكنّ الأمر بدأ يزعجني فصارحتها. أجابتني:

- أنا آسفة حبيبي... ولكن الأحلام الجنسيّة تتغيّر حسب الظروف... فبعد أن تحقّق حلمي لم يعد يثيرني كالسابق، لذا أصبحتُ أتخيّل أنّكَ أنتَ رجل آخر وأنّ زوجي لم يأتي بعد من عمله.

- أتعنين أنّكِ تريدين ثلاثة رجال؟؟؟

- إذا إستطعتَ أن تجد لي رجلاً فبإمكانكَ إيجاد آخر!

لم أصدّق أذنيّ... كانت قد وصلَت بي الحال إلى التفتيش في الحانات عن مَن يرضي زوجتي وكأنّني لا أنفع لذلك. جابهتُها بالرفض القاطع وقلتُ لها أنّ شخصاً آخراً واحد معي أكثر من كاف وطلبتُ منها ألّا تتكلّم بالموضوع مجدّداً. كنتُ مستاءً جداً من الوضع الذي وصلنا إليه وسألتُ نفسي إن كانت أمل تقدّر ما أفعله من أجلها وإن كانت فعلاً تحبّني، أو كانت فقط تحبّ نفسها. وجاء الجواب بعد بضعة أشهر على حديثنا. عدتُ في ذلك المساء إلى البيت كالعادة ولكنّني لم أجد أمل بإنتظاري. إستغربتُ للأمر وذهبتُ إلى الغرفة لأبدّل ثيابي حين وجدتها في سريرنا مع رجلَين لم أراهما من قبل. وقبل أن أستوعب ما يحصل قالت لي بكل بساطة:


- تعال إنضمّ إلينا.

وإنتابني غضب شديد وفضّلتُ أن أخرج من المنزل. صعدتُ في سيّارتي وقدتُ ساعات طويلة أفكّر بما يحصل وكيف وصلَت وقاحة زوجتي إلى تطبيق رغباتها الشاذة دون أن تستشيرني. عدتُ إلى البيت في الصباح ووجدتها لوحدها غارقة في نوم عميق. إنتظرتُ حتى تستفيق من النوم لأقول لها:

- إسمعيني... من كثرة حبّي لكِ دستُ على كرامتي وقبلتُ أن أتقاسمكِ مع آخرين... جعلتيني أبحث لكِ عن عشّاق ولم أتصوّر يوماً أنّني أستطيع فعل ذلك... ألم تفكّري يوماً بالذي أمرّ به؟ ألا تحبّيني ولو قليلاً؟ أو أنّ كل ما تريدينه هو إشباع نزواتكِ؟ كان يجدر بي أن أترككِ منذ زمن طويل... حوّلتيني إلى قوّاد وأنا في الواقع رجل محترم... ألم يخطر على بالكِ أنّ بإمكان هؤلاء الرجال التكلّم وإخبار الناس بما يفعلونه معنا؟ ألم يبقى لديكِ ذرّة شرف؟ أظنّ أنّ عليكِ الذهاب إلى طبيب نفسيّ للمعالجة ولكنّني لن أنتظر حتى تشفي... أنا راحل ولن أعود هذه المرّة... الوداع.

وتركتُ البيت مع أمتعتي والغريب في الأمر أنّ أمل لم تحاول حتى منعي مِن ذلك وكأنّها لا تبالي. عدتُ إلى حياتي السابقة ولكن لم أعد حزيناً بعيداً عنها، بل بالعكس كنتُ أشعر بإرتياح شديد لأنني لم أعد مجبراً على إقناع غرباء بالمجيء إلى بيتي وممارسة الجنس مع زوجتي. علمتُ لاحقاً أنّها تعيش مع رجل مشبوه وأنّ أموراً غريبة تحصل في المنزل وأنّ الجيران يفكّرون بطردها مِن المبنى.

حاورته بولا جهشان

المزيد
back to top button