زوجي أرسلني الى السجن- الجزء الأول

لم أكن أستمتع بجلساتي لدى الطبيب النفسي، وللحقيقة لم أذهب إليه بإرادتي. لكنّني أُجبرتُ على فعل هذا من قِبَل المحكمة لأنه يُقال إنني إعتديتُ على زوجي السابق.
لستُ أبحث عن أعذار لما حصل، ولكن زوجي كان السبب وراء كلّ هذا.

تعرّفتُ على كريم عندما كنتُ أعيش في باريس. كنتُ لدى إحدى صديقاتي وجاء ليقضي السهرة معنا. أُعجِبتُ به فوراً وأحسستُ أننا سنكون لبعضنا يوماً ما. جلسنا نتكلّم لساعات وأخبرته أنني كنتُ متزوّجة من قبل ولكنني طلّقتُ زوجي لأنه خانني مع قريبتي. لم يكن لدينا أولاداً فكان الطلاق سهلاً. أمّا كريم، فلم يخبرني الكثير عنه، ربما لأنه كان يستمع إليّ باهتمام، على الأقل هذا ما اعتقدته. لكن الحقيقة هي أنّه كان لديه الكثير ليُخفيه عنّي.
قابلته في اليوم التالي وكلّ يوم حتى وقعتُ بحبِّه. سافر إلى الوطن واعداً بأن يرجع، وعاد، فتزوّجنا. اشطرت ألاّ ننجب أطفالاً. فقبلتُ لأنني أحببته كثيراً بالرغم من انني كنت اتمنى أن يكون لديّ ولداً يُفرحني ويملأ قلبي.

مرّت سنة على زواجنا كان يُسافر فيها مراراً إلى البلد ويعود محمّلاً بالهدايا والأشواق. وعندها قرّرتُ أن أوقف حبوب منع الحمل التي كنتُ آخذها، إفترضت أنّه قد يُغيّر رأيه عندما أُصبحُ حاملاً أو عندما يرى الطفل.

بعد بضعة أشهر اعترفتُ له أنني أحملُ ولده. كنتُ أخشى ردّة فعله، وكنتُ على حق. بدأ يصرخ بي كالمجنون ويشتمني وكأنني إمرأة رخيصة. لم أره بتلك الحالة أبداً ولم أتصوّر أنه قد يفعل هذا بي. رفع يده ليصفعني ولكنه تراجع، وفي الصباح كان قد رحل.
حاولتُ أن أجده ولكني لم أستطع. إتّصلتُ بكلّ من يعرفه من قريب او من بعيد ولكن من دون جدوى. كان قد تركني بكلّ بساطة.
عشتُ فترة حملي وحيدة وأنجبتُ "وحيد" وفي قلبي غصّة لأنه لم يرَ أباه عند ولادته، لم يشعر بذراعيه تحمله وتدخله إلى العالم.

بعد مرور سنتين على هذا النحو، عاد "كريم". فتح الباب ببساطة وصرخ "مرحباً، أنا عدتُ". لم أُصدِّق عينيّ. ركض "وحيد" وخبأ وجهه بفستاني. تعجّب زوجي من ردّة فعل الصبّي فقلتُ له :
- لِمَ التعجُّب؟ فهو لم يَرَكَ بحياته. أينَ كنتَ؟ ولِمَ عُدتَ؟
- لن أرحل مجدّداً، أعدُكِ بذلك حبيبتي.
فصدّقته. ولِمَ يكذب؟ فلقد عاد ويعني هذا أنّه بات مستعداً لتحمّل مسؤولياته تجاهنا. وبعد بضعة أشهر من الحبّ والغرام اختفى "كريم" مجدداً، هذه المرة لم أحاول البحث عنه. ولِمَ أفعل؟ لن أجده.
وفي ذات يوم وردني إتصالاً غريباً. إمرأة طلبت أن تتكلّم معي. قالت لي :
- هل أنتِ التي أخذت زوجي مني؟
- لا أفهم ماذا تقصدين؟
- "كريم"، زوجي. هل أنتِ التي تمنعينه من العيش معنا؟
- أنا آسفة سيّدتي، ولكن لا بدّ أنّ هناك التباس. إنّ زوجي اسمه كريم ولكنه ليس متزوجاً سواي. ولدينا ولد صغير إسمه وحيد.
وبعد أن تبادلنا المعلومات، إتّضح أنّه نفس الشخص. كاد أن يُغمى عليّ من شدّة الصدمة. وبعد أن هدأنا قليلاً، قرّرنا أن نتقابل لنتكلم عن الوضع وما يجب أن نفعله بهذا الخصوص.
تقابلنا بمقهى. كانت إمرأة جميلة، تكبرني ببضعة سنين. أرتني صور أولادها الثلاثة وصور "كريم" معهم جميعاً. كان يبدو سيعداً يبتسم للمصوّر. سألتها :
- ما الذي يجب أن نفعله برأيك؟
- لا أعلم شيء عن وضعك، ولكنني لا استطيع آخذ أي موقف تجاهه. أنا لا أعمل وليس عندي اي شهادة جامعية. "كريم" هو مُعيلنا الوحيد.
- أفهمكِ. وضعي مختلف، فأنا امرأة عاملة ولقد اعتدتُ على غياب زوجي... أقصد زوجكِ... زوجنا!
وضحكنا سوياً على هذا الوضع السخيف. قلتُ لها قبل أن ترحل :
- صدّقيني، لم أرد يوماً أن آخذ "كريم" منكِ. لو علمتُ أنّه متزوج وأب لما كنتُ احببته يوماً. دعي الأمر لي.
عاودتُ حياتي اليومية وكأن شيئاً لم يحصل. انتظرتُ أن يعود زوجي. وبعد بضعة أشهر، وجدته في البيت يشاهد التلفاز وبيده كأس من الويسكي.
- ماذا تفعل هنا؟
- إشتقتُ لكِ حبيبتي.
- أخرج من بيتي فوراً. أريد الطلاق! أنا على علم بزوجتك الثانية وبأولادك.
- آه! تعرّفتِ عليها؟ وعلى الأخريات أيضاً؟
- الأخريات؟!
- أجل... زوجتي الأولى وزوجتي الأخيرة... تلك التي تزوجتها من بعدكِ. تعالي اجلسي بقربي، فأنا مشتاق إليكِ كثيراً. ليس لديّ الكثير من الوقت فأنا مطلوب عند زوجاتي. آخ! كم أنتُنَّ متطلّبات!
- إرحل من هنا الآن! أتظن أنني أستطيع أن أحبّك بعد كلّ ما فعلت؟
- ليس لديكِ الخيار. أتعلمين ماذا؟ لقد اشتقتُ لإبني. سأخذه منكِ وأعطيه لإحدى زوجاتي للتسلّى به.

يا ليتني صدّقته أو لعبتُ لعبته وتظاهرتُ بأنني راضية بما يحصل.ففي اليوم التالي جاءت الشرطة إلى منزلي واعتقلتني وأخذت مني طفلي وقادوني إلى المخفر.
 

حاورتها "بولا جهشان"


ماذا حصل وهل ستتمكن من الخروج من السجن والعودة لابنها؟ 
انتظري الجزء الثاني...

المزيد
back to top button