استغلّني أستاذي فعشت جحيماً... (الجزء الثاني)

استطاع النذل أن يجذبني إلى فخ آخر وبموافقة أميّ! هنا تأكدتً انها ليست المرّة الأولى يوقع بفتاة، فطريقته مدروسة جداً.
يا ليتني كنت مقربة أكثر من أهلي، لكنت أخبرتهما بكل شيء ولكنني كنت أعلم انهما لن يفهمانني وسيلقين اللوم عليّ. ما ساعدني لاجتياز ما حصل في لندن هو انني لا أتذكر شيئاً. أعلم انه اعتدى عليّ ولكن بسبب استعماله للمخدّر، كنت وكأنني بغيبوبة تامة. وإلاّ فانا متأكدة أنني كنتُ قد اصبتُ بالجنون.

ذهبت إلى المخيّم وقلبي ينزفُ من الحزن والخوف. كنت واثقة انه سيعتدي عليّ مجدداً ولمدة أسبوع وانه هذه المرّة سيبقيني مستيقظة. حاولت إيجاد الأعذار لكي لا أذهب ولكني كنتً واثقة انه سيجد طريقة لسحبي إلى وكره. والأهم انني خفت من ان يخبر الناس بما جرى على طريقته.
هناك التقيتُ بفتيات من مدرستي وأخريات من مدارس مجاورة. أحسست بنوع من الاطمئنان رغم انني لم أستطع البوح بشيء لأحد.
إلى أن التقيت بإحدى معلماتي، صونيا، التي كانت ممرّضة أيضاً في المخيّم. رأتني أجلس على السرير والحزن بادياً على وجهي. جلست بقربي:
- "ما الأمر، ألستِ سعيدة انكِ جئتِ إلى هنا؟"
- "لم أكن أريد المجيء. ولكن أجبرتني أمي. أريد أن أرحل. هل يمكنني أن أرحل؟ أرجوكِ آنستي!"
- "ما الأمر يا آمال؟ أعرفك منذ سنين ولم أركِ هكذا أبداً!"
في هذه اللحظة قُرع باب الغرفة ودخل جودت. خفت كثيراً وأمسكتً يد الآنسة صونيا. قال جودت:
- "أهلاً وسهلاً! هل أعجبتَك الغرفة؟ عملتً جهدي ان تكوني لوحدِك فيها. باقي الفتيات يمكثن مع زميلاتهن. كل هذا إكراماً لوالديك طبعاً."

وقفت ونظرتً إلى معلمتي بحزن وخرجتً من الغرفة.
ذهبت أتنزّه في الحرش المجاور للمبنى، حيث نقوم بالنشاطات الترفيهية. بدأت بالبكاء متمنيّة الموت. فهذا كان الحل الوحيد بنظري، كنت صغيرة وآفاقي محدودة وثقتي بنفسي شبه معدومة.
بقيتُ في الطبيعة حتى موعد العشاء. اجتمعنا في صالة كبيرة حيث قدّموا لنا الوجبة المسائية. لم ألمس الطعام فكنت أعلم ان بعد وقت قصير سيأتي جودت إلى غرفتي.
انتهى العشاء وتفرقّنا في غرفنا. كانت الدموع تملأ عيوني وأنا أتوجه نحو غرفتي. وفي هذه اللحظة فتحت الآنسة صونيا بابها ونادتني:
- "آمال، هل تستطيعين الدخول لبضع دقائق، فأنا بحاجة إلى مساعدتك".

فرحت كثيراً لهذه الدعوة مع انني كنتً اعلم انني سأعود إلى غرفتي بعد قليل.

- "هناك على ما أظن فأراً في غرفتي. سمعتً صوته ولكني لم أجده ولا أستطيع قضاء الليل هنا طبعاً. هل لي أن أنا في غرفتك فأنت وحيدة هناك على عكس باقي الفتيات."
- "بكل سرور!!"
- "هيّا، ساعديني على نقل حقيبتي من فضلك؟"

نقلنا حقيبة المعلّمة إلى غرفتي. كانت فرحتي لا توصف. كنت قد ربحت ليلة. بالنسبة لليالي الباقية، سنرى ما يمكن فعله. نمنا كل واحدة في سرير وأطفأنا النور حين سمعنا الباب يُقرع بهدوء.
قامت الآنسة صونيا لتفتح الباب فوجدت جودت واقفاً أمامها. قال لها باندهاش:
- "ماذا تفعلين هنا؟"
- "أنت ماذا تفعل هنا؟"
- "أنا منظم هذا المخيّم وعليّ الاطمئنان على الفتيات."
- "اطمئن يا جودت، كل شيء على ما يرام. هناك فأر في غرفتي وطلبت من آمال ان تستقبلني إلى حين نجد حلاً لهذا الفأر. فحتّى لو اختبأ جيداً، سنجده يوماً. لا بدّ له من ان يقوم بما يجعلنا نمسك به. الا تظن ذلك أيضاً يا جودت؟ تصبح على خير".

وأقفلت الباب بوجهه. ثم قالت لي:
- "والآن ستخبرينني بكل شيء. كل سنة أُلاحظ ان فتاة واحدة تأتي إلى هنا ويعطيها جودت غرفة لوحدها. كنتً أعلم ان شيئاً ما يجري ولكن لم أكن متأكدة. ولكن عندما رأيتُ الخوف في عينيكِ تأكدت مما كنت أخشاه. قولي لي الحقيقة وأعدكِ بأن أحميكِ منه وان أمنعه من فعل أي شيء إلى الأبد".

فأخبرتها الحقيقة. في اليوم التالي تظاهرت انني مريضة فأخذتني صونيا إلى البيت. ثم اتصلت بالفتيات الأخريات وجعلتهن يتفوّهن بالحقيقة. عندما أصبح لديها كل الشهادات اللازمة ذهبت إلى مدير المدرسة وأقنعته بإخبار الشرطة.
بقيت صونيا إلى جانبي عندما رويت لأهلي ما حصل وشرحت لهم ان الذنب ليس ذنبي وانني ضحيّة وحش استغل مركزه. جودت الآن في السجن يقضي وقتاً طويلاً هناك. لن يؤذي أحداً بعد الآن.
أنا اليوم أصبحت معلمة ايضاً. فلقد اعجبت بالآنسة صونيا واردتُ ان أصبح مثلها، ان أحب تلاميذي وأحميهم.

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button