استغلّني أستاذي فعشت جحيماً... (الجزء الأول)

كنت في السابعة عشرة من عمري ولم أكن أعلم شيئاً عن الحياة. ترعرعتُ في عائلة محافظة، لا تتكلّم عن الجنس بتاتاً، وكنت أتعلّم في مدرسة لا يوجد فيها سوى بنات. كان لدينا معلّمات فقط باستثناء "جودت" أستاذ اللياقة البدنية. كان يتصرّف معنا باحترام ولكنه كان يبدي اهتماماً خاصاً بي. لا أدري لماذا للحقيقة. لم أكن جميلة أو جذابة. ربما ما أغراه هو خجلي المفرط الذي يظر على وجهي كلّما اقترب مني.

جاءت فرصة الصيف ونُظّمت رحلة إلى لندن. في البدء رفض أهلي ان أنضم إلى باقي الصف ولكن عند إصراري وإصرار الإدارة قبلوا بالأمر. وضبّتُ حقيبتي وذهبت إلى المطار والفرح العامر يخالجني. كانت رحلتي الأولى وكنت متحمسة جداً لأرى العالم الذي تعرّفت إليه من خلال البرامج التلفزيونية.

عندما وصلنا إلى "لندن" كنت كمن لم ترَ شيئاً في حياتها، أنظر من الباص إلى المباني القديمة والجميلة بدهشة وفرح. كان معنا معلّمات ورافقنا أيضاً جودت أستاذ اللياقة البدنية وكان ينظر إليّ باستمرار وكأنه فرح لفرحي. عندما وصلنا الفندق، اقترب مني وقال لي:
- "أراكِ سعيدة وللحقيقة هذه أوّل مرّة تبدين اهتماماً حقيقياً بشيء. العالم واسع وفيه أشياء جميلة جداً. عليك الاستماع بما تنعم عليك الدنيا. نأتي إلى هذه الدنيا مرة واحدة. لا تنسي هذا أبداً".
للحقيقة لم أفهم جيداً حديثه هذا ولم أكن أكترث كثيراً لما كان يقوله لكثرة فرحتي بالسفر.

ذهبنا إلى غرفنا وافرغنا الحقائب ثم التقينا في ردهة الفندق وبدأت رحلتنا. أخذونا إلى برج لندن والى متاحف كبيرة والى متحف الشمع حيث رأينا تجسيداً لمعظم المشاهير.

مكثنا هناك خمس ليالي. وفي الليلة الأخيرة، نظموا لنا عشاء فاخراً في الفندق. أكلنا ورقصنا كثيراً وكنت حزينة لأننا سنرحل في اليوم التالي. كان هذا كلّ ما أذكره من العشاء، مع أنني لم أشرب إلا العصائر والماء.
ولكني استيقظت في الصباح في سرير جودت، أستاذي. في البدء لم أفهم ما الذي حصل ولم أعلم اين كنت. نظرت إلى الغرفة التي كانت شبيهة بغرفتي ولكن الثياب والأمتعة المنتشرة في الغرفة لم تكن لي. ثم سمعت صوت الماء تتدفق في الحمام. حاولت النهوض من الفراش ولكن رأسي كان ثقيلاً جداً. عندما خرج جودت عارياً من الحمام. صرخت عالياً وخبأت وجهي بيديّ:

- "ماذا تفعل؟ هل جننت؟ أخرج من غرفتي حالاً!!!"
- "هذه غرفتي حبيبتي... هل نمت جيداً؟"
بدأت أفهم ما كان قد حصل ولكن لم أستطع ان أتذكر شيئاً.
- "ماذا تقول؟"
- "كنت رائعة! لم أكن أعلم إنك معجبة بي إلى هذا الحد!"
غضبت كثيراً من كلامه فقررت مغادرة الفراش والخروج من الغرفة عندما رأيت انني عارية تماماً.

- "ماذا فعلت بي؟؟؟"
- "لم أفعل سوى الذي كنتِ تحلمين به! لا تتحرّكي من الفراش، لدينا بعض الوقت قبل ان نرحل، دعينا نعيد الكرّة."
- "إياك ان تقترب مني أيها السافل! سأطلب الشرطة!"
- "وماذا ستقولين لهم؟ فأنت عارية في سريري وهذه غرفتي. وليس هناك أي دليل أو علامة أني أجبرتُك على فعل أي شيء. آه يا "آمال" كم كنت جميلة وانت تقبلينني! لم أكن أعلم انكِ تريدينني بهذا الشغف! كان يجدر بك ان تفصحي عن إعجابك بي من زمن بعيد."
- "لا أريدك ولم أردك يوماً هل جننت؟ ماذا وضعت في كأسي؟ لا أذكر شيئاً فلا بدّ أنك وضعت مخدّراً."
- "هذا لا يهم. انتِ الآن لي. سترين، أنا عاشق ممتاز سأفعل جهدي لكي تستمتعي معي."
- "سأخبر الجميع بما جرى!"
- "لا أظن أنكِ ستقولين أي شيء. فأنتِ لم تعودي عذراء، بفضلي... من سيرغب بفتاة تغوي أستاذها وتنام معه خلال سفرة مدرسية. ماذا سيقول الناس عنك؟ انكِ من دون شرف أو أخلاق. وأهلك؟ والمدرسة؟ ورفاقك؟ لن تقولين شيئاً وأنا سأحفظ سرّك طالما نحن سوياً".

وفي هذه اللحظة فهمت انني وقعت بفخه ولمدّة طويلة. بكيت كثيراً وأنا أرتدي ثيابي. غادرت غرفته دون أن أنظر إليه. لقد سرق عذريتي وبراءتي وخَرَبَ حياتي! عدنا إلى البلد وبقلبي حزن عميق. لماذا حصل لي هذا؟ أقسم انني لم أتصرف يوماً مع استاذي بطريقة غير لائقة، لم أنظر إليه حتى. كانت هناك فتيات في صفّي تضحكن بصوت عالٍ وتخبرن قصصاً جنسية لبعضهن البعض وتنظر إلى جودت بطريقة استفزازية. لِمَ لم يختار أحدهن؟
لم أخبر أحد بما جرى لي. كنت اعلم انه سيجعل مني أضحوكة المدرسة وينفي ببراعة كل شيء. قررّت ان أنسى ما حصل، ان أقلب الصفحة وأتابع حياتي. كانت المدرسة قد انتهت واعتقدت اني لن أرى هذا الأستاذ اللعين في حياتي.
ولكن كنت مخطئة.

ذات يوم، عندما كنت برفقة أمي نتنزّه في الشارع، وصل جودت بسيارته وأوقفها بجانبنا:
- "مرحباً! كي حالكِ يا آمال؟ أني أنظم مخيّم صيفي للمراهقين، هل تريدين الانضمام؟"
- "فكرة جيدة،" قالت أمي. "فآمال بحاجة إلى الترفيه، منذ ما عادت من لندن وهي منزوية على نفسها. أجل يا أستاذ ابنتي ستنضم بسرور إلى المخيّم".

(يتبع)

 

المزيد
back to top button