أغويت زوج أمي... لأنتقم منها!

لم أسامح أمّي على ما فعَلَته بأبي قبل تركه. كنتُ قد شهدتُ على سنين مِن القهر والذل والتحقير لِرجل لم يقترف أي ذنب بِحقّها سوى أنّه أحبّها مِن كل قلبه وحاولَ قدر المستطاع تلبيَة طلبها الأساسيّ: المال. ولكنّ والدي كان موظّفاً بسيطاً وراتبه كان بالكاد يكفي لِنعيش وأتعلّم.

لا أزال أسمع صدى صراخها الذي كان يدويّ في الليالي وهي تقول له:"لستَ سوى رجل فاشلاً... لو تزوّجتُ مِن غيركَ لكان أصبحَ الآن ثريّاً... يا ليتَني لم أرَكَ في حياتي... لا تنفع لِشيء!". وكان المسكين يحاول اسكاتها كي لا أستفيق وأسمع مجادلتهما.

ومرَّت السنوات هكذا وزادَت أمّي امتعاضاً وعندما رأَت أنّ حياتها لن تتغيّر قرّرَت الرحيل ولكن ليس قبل أن تأخذني معها وتحطّم قلب أبي. وبعد أقل مِن سنة حصَلَت على الطلاق وأصبحَت حرّة أن تجد مَن يأخذ مكانه بِشرط أن يكون ثريّاً.

كنتُ قد بلغتُ السادسة عشر ولم يتبقَ لي سوى بضعة سنوات للحاق أبي الذي كان ينتظرني بِفارغ الصبر. ولكي تجذب العريس المناسب باعَت والدتي الحلى الذي كانت تملكها وقصدَت جرّاحاً تجميليّاً لِيَمحو عن وجهها علامات العمر. وبدأَت والدتي بالخروج مع معارفها إلى المطاعم والمقاهي وأي مكان يتواجد فيه رجالاً لِتصطاد السمكة السمينة.

وبعد أكثر مِن سنة قضَتها بالتفتيش وجَدَت أخيراً جلال. سأتوقّف قليلاً لأتكلّم عنه وعن حياته قبل أن يتعرّفَ إلى أمّي. كان جلال رجلاً في الخامس والخمسين مِن عمره وكان عصاميّاً أي أنّه بدأ مِن لا شيء وبِفضل عمله الدؤوب أستطاع أنشاء وإدارة شركة تجاريّة سرعان ما كبرَت لِتصبح مربحة جدّاً. وليستطيع بلوغ هذا الكمّ مِن النجاح وضَعَ الرجل حياته العاطفيّة جانباً ونسيَ أن يحب ويتزوّج ويؤسّس عائلة. وعندما أرتاح أخيراً مِن أعباء التأسيس والمتابعة كان جلال كالمراهق الذي يكتشف للتوّ عالم المواعدة والغرام. ودخَلَت أمّي على حياته في هذه المرحلة بالذات وبِفضل دهاءها وحافزها القويّ استطاعَت جذبه خاصة أنّها استعملَت طرق اغواء قويّة لا تعرفها سوى امرأة ذات خبرة في الجنس.

وبعدما أحكمَت أمّي الخناق حول عنق جلال وأقنعَته بالزواج منها جاءَت به إلى البيت ليتعرّف إليّ. وما أغضَبَني كثيراً وهو ما قالته لي عندما وقفَ أمامي:"هذا رجل بكل معنى الكلمة... ليس كالفاشل أبيكِ... جلال سَيعتَني بنا كما يجب... أليس كذلك يا حبيبي؟" ونظرَ إليَّ وأجابَ متّلبكاً:"أجل... أجل." وجلسنا وتبادلنا الأحاديث وأخبرتُه قليلاً عنّي ومِن ثمّ رحَلَ.

 


ولم تتكّبد والدتي العناء أن تسألني إن كنتُ قد استلطفتُ زوج المستقبل لأنّها لم تكن يوماً بِحاجة إلى أخذ رأي أحد. وبعد شهر تمّ الزفاف وكانت حفلة ضخمة ضمَّت أناساً كثر ومِن أرفع المستويات. أمّا أمّي فكانت بالتأكّيد أسعد امرأة على وجه الأرض. وفور عودة العروسَين مِن شهر عسلهما في باريس انتقلنا للعيش في منزل زوج أمّي الجميل.

وكان جلال قد خصّصَ لي غرفة كبيرة مع حمّام ليكون لي مكاناً خاصاً لأنّني وحسب قوله كنتُ:"فتاة جميلة ورقيقة." وهذا القول هو الذي أعطاني فكرة ما فعلتُه لاحقاً. فلم يكن مِن الصعب ملاحظة نظراته لي حتى ولو كانت سريعة وخجولة. وأظنّ أنّ الأمر كان قد وقفَ إلى ذلك الحدّ لو لم أشجّعه لاحقّاً لأنّ جلال كان حقّاً رجلاً مهذّباً وصادقاً. ولكنّه كان رجلاً وأنا مراهقة جميلة وبرأسي هدَفَين: الأوّل الانتقام مِن أمّي لِقهر أبي وتركه وفصله عنّي والثاني تبيان لها أنّ جلال ليس أفضل مِن زوجها الأوّل.

لِذا أخذتُ ألبس ثياباً مغرية كالشورتات أو التنانير والفساتين القصيرة ولكن تركيزي كان على حركاتي ونظراتي ونبرة صوتي. صحيح أنّ والدتي كانت بِفضل التجميل قد أصبحَت أكثر شباباً وصحيح أنّها لم تجرؤ على إساءة معاملة الرجل ولكنّها على خلافي لم يكن لديها خطّة وحافز للانتقام.

في الأوّل لم يلاحظ جلال لعبتي أو بالأحرى ظنّ أنّه يتخيّل له أشياءً ولكن بعد فترة باتَ يمعن بالنظر إليّ ويبتسم إليّ كالمراهق. عندها علِمتُ أنّ سنّارتي قد غرسَت به. وفي إحدى الأمسيات بعدما دَخَلَت أمّي لِتنام بقيتُ لِوحدي مع زوجها. تركتُ مقعدي وجلستُ بالقرب منه وقلتُ له بِصوت مليء بالدَلع:

 

ـ جلال... آسفة... يجدر بي أن أناديكَ "عمّي جلال"... ولكنّكَ لستَ كبيراً في السنّ كفاية لِتستحق هكذا لقَب...

 

ـ بلى فأنا في عمر أبيكِ.

 

ـ صحيح ذلك ولكنّكَ روحكَ شاّبة... العمر ليس سوى رقماً...

 

ـ شكراً عزيزتي... هل كنتِ تريدين قول شيئاً؟

 

ـ أجل... جلال... هل أنتَ سعيد مع أمّي؟ أسألكَ هذا لأنّني لاحظتُ أنّكَ حزين.

 

ـ أنا؟ أبدو حزيناً؟

 

ـ أجل... هناكَ حزن في عينَيكَ... أشعر به وبكَ... أمّي إنسانة صعبة ومزاجها متقلّب... أعرفها جيّداً فهي والدتي... ربما السبب هو سنّها... أعرف ما يلزمكَ... يلزمكَ امرأة شاّبة مليئة بالحيويّة... لبل فتاة صبيّة لِتكتشف معها حلاوة الحياة... عفواً إن كنتُ أتدخّل بِحياتكَ الزوّجية ولكنّكَ غالي عليّ... هناكَ رابط بيننا... شعرتُ بذلك لحظة ما رأيتُكَ... أتذكر لقاءنا الأوّل؟

 

ـ أجل... معكِ حقّ... شعرتُ أنا أيضاً بِشيء غريب عندما رأيتُكِ.

 


ـ ربّما قدرنا أن نلتقي... ولكن ما الجدوى؟ هناك أمّي... وأنتَ تعلم كيف هي أمّي... مِن الأفضل أن ننسى حديثنا هذا. طابَت ليلتكَ.


وخرجتُ مِن الصالون عالمة أنّ جلال لن يمكنه نسيان حديثنا لأنّه أيقظَ فيه غرائز تجاهي كان يكبتها. وتركتُ الوقت يمرّ ولم أعد أنظر حتى إليه ولا أكلّمه إلاّ عند الضرورة وبِمواضيع تافهة لِدرجة أنّه أصبحَ كالمجنون يحلم بأن نعود إلى حديثنا أو حتى أكثر مِن ذلك. وحاول زوج أمّي التواجد معي على انفراد ولكنّني تمكنّتُ مِن تجنبّه بِطريقة طبيعيّة كي يظل عطشاناً ِلوجودي.

وبعد عشرة أيّام على هذا النحو وبينما كان على وشك فقدان الأمل دخلتُ الصالون ليلاً عندما كان جالساً لِوحده واقتربتُ منه بِبطء وقبّلتُه على شفتَيه بِشغف ومِن ثمّ خرجتُ. ومنذ تلك اللحظة أصبحَ جلال ملكي واستطعتُ الانتقال إلى المرحلة التالية أي الضربة القاضية. إذاً بعد اليوم الذي تلى تلك القبلة قلتُ لِجلال عندما كان في المطبخ يتناول افطاره: "ستذهب غداً أمّي لِزيارة جدّتي في القرية... سيكون المنزل فارغاً طوال فترة الصباح... وسأكون هنا بانتظاركَ... أريد أن أجلس معكَ على انفراد... وجود والدتي الدائم معنا يثير جنوني... وأشتاق إليكَ طوال الوقت." وارتسمَت بسمة عريضة على وجه جلال فَكان مِن الصعب على أيّ رجل مقاومة هكذا عرض خاصة أنّ أمّي كانت قد بدأت تبديد ماله لِكثرة جوعها للمادة.

وما لم يكن يعرفه جلال هو أنّ أمّي أخَذَت موعداً مِن مصفّف الشعر قريب مِن البيت وأنّها لن تقصد الضيعة إلاّ بعد ذلك ما أعطاني الفرصة لإتمام خطّتي. وبعدما خرجَت والدتي عادَ زوجها إلى المنزل لِيراني. وبعد أن جلستُ معه في الصالون طلبتُ منه أن يسبقَني إلى غرفة نومه ريثما أدخل الحمّام وأستحمّ. ولكنّني لم أفعل بل أتصلتُ بأمّي باكية أطلب منها العودة فوراً مِن عند مصفّف الشعر لأنّ زوجها عادَ فجأة وتهجّمَ عليّ. أضفتُ أنّني مختبئة بِغرفتي بانتظار قدومها. وركَضَت بِسرعة فائقة وحين دخَلَت غرفة نومها وجَدَت جلال عارياً مستلقياً على السرير يصرخ:"أين أنتِ يا صغيرتي؟"

وانهالَت عليه بالضرب كالوحشة وأجبَرَته على ارتداء ملابسه والخروج مِن المنزل. ومِن ثمّ قَرَعَت باب غرفتي وفتحتُ لها وأنا أبكي بعد أن مزّقتُ ثيابي لأوحي لها أنّ جلال حاول اغتصابي. وبدل أن تواسيني وتنشّف دموعي بدأَت تصرخ أنّ لا أحد يجرؤ على اهانتها بهذا الشكل وأقسمَت أنّها ستشتكي عند الشرطة. ولكنّني أجبتُها:"لا... لا أريد أن يعلم أحد بالذي حصل... قد تتأثّر سمعَتي بذلك... أكتفي بِتطليقه... رأيتِ الآن أنّه ليس أفضل مِن أبي؟" لم تعلّق ولكنّها أسرعَت بالاتصال بالمحامي وطلبَت منه أن يباشر بِطلب الطلاق.

ولم يستطع جلال أن ينكر شيئاً فكان بالفعل عارياً وينتظر منّي أن أمارس الجنس معه.

لستُ فخورة بالذي فعلتُه به ولكن كان بإمكانه الاكتفاء بالنظرات والهمسات ولكنّه كان فعلاً مستعداً لِخيانة زوجته مع ابنتها القاصر. وحصَلَت أمّي على الطلاق وبعد أشهر قليلة أصبحتُ راشدة قانونياً واستطعتُ العودة للعيش مع أبي. ومنذ ذلك الوقت باتَت أمّي وحيدة تتأسّف على نفسها وعلى الماضي عندما كان لها عائلة. أزورها مِن وقت لآخر.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button