هل يضعف الذكاء الاصطناعي أداء الدماغ ويؤثر في وظائفه؟

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مساعدة، بل أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. من كتابة الرسائل إلى إعداد الأبحاث أو اتخاذ القرارات، صارت الأدوات الذكية تؤدي دوراً متزايداً في مهامنا الفكرية. لكن السؤال الذي بدأ يطرحه الباحثون اليوم هو: هل الاعتماد على هذه الأدوات يؤثر فعلاً في طريقة عمل أدمغتنا؟

 

ذكاء خارجي يقلّل من نشاط داخلي

تشير دراسات حديثة نُشرت في مواقع طبية متخصّصة إلى أن الاستخدام المكثّف لتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد يغيّر طريقة تفاعل الدماغ مع المعلومات. ففي تجربة أُجريت على مجموعة من المشاركين، لاحظ العلماء انخفاضاً في النشاط الكهربائي للدماغ لدى من اعتمدوا بشكل كامل على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنجاز مهامهم، مقارنة بمن استخدموا مهاراتهم الذهنية أو البحث اليدوي. هذا ما يُعرف بـ "الإعفاء المعرفي"، أي تفويض التفكير للآلة بدلاً من تشغيل قدراتنا العقلية بأنفسنا.

 

بين الراحة والإبداع

رغم هذه الملاحظات، لا يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي عدو للدماغ. فالاستخدام الذكي له قد يعزّز الإبداع ويفتح آفاقاً جديدة للتفكير. تظهر المشكلة حين تتحول الأداة إلى بديل كامل عن الجهد الذهني. فحين يكتفي المستخدم بتلقّي الإجابات بدلاً من تحليلها أو صياغتها، يتراجع نشاط الذاكرة والتركيز، ويضعف الشعور بالانتماء لما يُنتج من أفكار أو نصوص.

 

كيف نحافظ على توازن صحي؟

الاعتدال في كل شيء يؤدي الى نجاحه، وبالتالي فإن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متوازن ومعتدل لن يكون مضراً. فمن المفيد الاستعانة بالأدوات الذكية كبداية أو مصدر إلهام، لكن من الضروري أن نُكمل العمل بالتحليل والتفكير الشخصي. كذلك، يُنصح بتخصيص وقت يومي لممارسة التفكير العميق بعيداً عن الشاشة، سواء عبر القراءة، الكتابة اليدوية، أو حتى النقاشات المباشرة. فهذه الممارسات تحافظ على لياقة الدماغ وتحفّزه على إنتاج الأفكار بمرونة واستقلالية.

المزيد
back to top button