هل من أمل بالشفاء لمرضى الألزهايمر؟

أخيراً، جاء الخبر السارّ! سمح برنامج يُعنى بالاهتمام الخاصّ بمرضى بملاحظة انقلابٍ في المقاييس لدى المصابين بالألزهايمر الخفيف. اقرئي معنا!

 

نشرت مجلة Aging* نتائج واعدة: لدى 10 مرضى مصابين بالمرحلة الأوليّة من الألزهايمر أو بنذيره MCI (Mild Cognitive Impairment)، ظهر انقلاب في تدنّي المعارف لديهم وتحسّنت ذاكرتهم. وهذا ليس بفضل دواء أو علاج واحد، بل من خلال عناية مركّزة متنوّعة وخاصّة تقوم على التغذية وتناول بعض المكمّلات فضلاً عن التمارين... هذا ما كشفته مجلّة Aging.

 

مقاربة متنوّعة

في عام 2014، نشر رئيس فريق في كاليفورنيا، وهو الباحث دالي بريدسين، للمرة الأولى، بروتوكوله الجديد المسمّى MEND (تحسين الأيض من أجل انحطاط الجهاز العصبي). وقال: "كشفت عقود من البحث الجيني والبيولوجي الكيميائي شبكة واسعة من التفاعلات الجزئيّة التي تدخل في مرض الألزهايمر"، مقترحاً العمل على مقاربة علاجيّة متنوّعة تستند إلى تلك الشبكة، بدلاً من مقاربة بسيطة، فإنّ ذلك قد يكون أكثر فعاليّةً في معالجة التدهور المعرفي الناجم عن مرض الألزهايمر.

 

مراقبة مستوى السكّر والالتهاب

وفقاً لنتائج الدراسات التي تسبق المعاينة السريريّة، اكتشف الباحثون أنّ هناك عاملين أساسيّين لحماية الدماغ: تخفيف نسبة الالتهابات وتقليص مقاومة الأنسولين. يهدف بروتوكول MEND إذاً إلى خفض هذين العنصرين من خلال نظام غذائي تكون فيه نسبة السكّر البسيط ضئيلة (غلوكوز، ساكاروز) والعوامل المسبّبة للالتهاب خفيفة (الدهون الحيوانيّة...) أو من خلال تعزيز فترات الامتناع عن الأكل. ومن ناحية أخرى، أثبتت دراسات مسبقة أنّ الكورتيزول، وهو هرمون الإرهاق، يؤذي الدماغ الهشّ. لذا لا بدّ من العمل على تخفيف حدّة الإرهاق من خلال اليوغا والتأمّل. كذلك، بما أنّ التمرين الجسدي نافع جداً للدماغ، يجب ممارسته بانتظام. استناداً إلى هذه المعطيات أقام دالي بريدسين وفريقه بروتوكولاً علاجيّاً يشمل أكثر من عشرين هدفاً مع توصيات دقيقة للغاية لنظام حياة جديد وسليم.

 

وقد جرى اختباره على عشرة مرضى يعانون من تدهور معرفيّ يترافق مع بداية الألزهايمر أو مع نذيره، وذلك لمدّة 24 شهراً من المتابعة المكثّفة وفقاً لبرنامج خاص. وحسب الدراسة، 9 مرضى شهدوا "تحسّناً في المعرفة الذاتيّة"! وستّة منهم أظهروا تحسّناً واضحاً في اختبارات (موضوعيّة) علم النفس العصبي. وكشف التصوير بالرنين المغناطيسي لدى واحد منهم استرجاع الحجم الطبيعي لمنطقة الحصين في الدماغ (المسؤولة عن التذكّر الذي يخفّ بفعل المرض).

هل يسعنا القول إنّ لدى مريض الألزهايمر أملاً اليوم؟ بالتأكيد، مع القليل من الحذر من التصريحات المفرحة. فإنّ المقالة العلميّة قد نقلت وقائع ظهرت على شريحة صغيرة من المرضى لكنّ الأمر يستحقّ دراسة أكبر وأوسع. بانتظار ذلك، اتبعوا نمط الحياة السليم الذي يقترحه بروتوكول MEND فهو إن لم ينفع، فلن يضرّ!

د. سميرة سامر

 

 

 

مثال عن بروتوكول MEND الشخصي

التغذية الصحيحة: تقليل السكّر البسيط (غلوكوز) والالتهاب من خلال تناول الخضار والفاكهة والأسماك والتقليل من اللحوم. التخفيف من الإرهاق من خلال ممارسة اليوغا والتمارين الجسديّة. لا بدّ من التأمّل عشرين دقيقة مرّتين في اليوم. تحسين النوم من خلال تناول الميلاتونين عند المساء من أجل النوم 7 إلى 8 ساعات في الليلة. الامتناع عن الأكل 12 ساعة من العشاء إلى الفطور. ممارسة نشاط جسدي مدّته 30 دقيقة يومياً، من 4 إلى 6 مرّات أسبوعياً. تناول مكمّلات عديدة من الفيتامينات وزيت السمك...

 

*من معهد Buck Institute for Research on Aging المخصّص للبحث عن شؤون الشيخوخة وجامعة كاليفورنيا لوس أنجلس.

 

 

المزيد
back to top button