هل تعرّفت إلى الحمية النباتية؟

يزداد الحديث عنها يوماً بعد يوم. إنّها ببساطة طريقة نباتيّة لتغذية منطقيّة، تقوم على الابتعاد عن فائض السكّر والنشويّات والدهون.

تُسمّى هذه الحمية في الفرنسية Simien أي من كلمة سعدان، وهي توصي بتغذية شبيهة بتغذية غوريلا السهول التي تأكل الجذوع والأوراق والتوت والفاكهة. باختصار، إنّها تغذية نباتيّة حقيقيّة تتجنّب اللحوم والأسماك لكن أيضاً الحلويات والسكاكر والنشويات الزائدة وفائض الدهون والزيوت النباتيّة. وحسب البروفيسور دايفد جينكينز من جامعة تورونتو الذي يعدّ "الأب" لمؤشّر الجهد السكري، فإنّ حمية الغوريلا في أفريقيا الوسطى تعمل على تقليص معدّل الكوليسترول، حين تُطبّق على الإنسان، بنسبة 35 في المئة خلال أسبوعين أي ما يعادل مفعول الستاتينات، وهي أشهر أنواع الأدوية المضادّة للكوليسترول.

فاكهة، أوراق وخضار

من ناحيته، يؤكّد الدكتور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية من جامعة هارفرد، أنّ حسنات لم تأخذ حقّها حتّى اليوم. "لقد أجرينا حسابات حول تدنّي نسبة الوفيات من خلال التوجّه نحو حمية سليمة أكثر تقوم على المنتجات النباتيّة – ليس بالضرورة أن تكون نباتيّة صرفاً – وحسب تقديراتنا، يمكن تفادي حوالى ثلث حالات الوفاة المبكرة"، كما صرّح خلال مؤتمر عن الصحّة في الفاتيكان.

وكان للدكتور نيل برنار، رئيس لجنة Médecine Responsable الرأي ذاته: "برأيي، إنّنا لا نعي أهمّية تأثير التغذية النباتيّة"، كما قال. "يظنّ الناس أنّ للتغذية السليمة تأثيراً معتدلاً وأنّ الحمية النباتيّة تسمح فقط بخسارة القليل من الوزن. لكنّ حمية السعادين (كثير من النباتات، قليل من الدهون) هي أفضل من أيّ حمية أخرى لمعالجة مشكلة داء السكّر". كما أنّ تأثيرها ملحوظ على الأمراض الالتهابيّة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

نوعان من التغذية النباتيّة

حذارِ! غالباً ما تكون الحمية النباتيّة العصريّة عبارة عن أسوأ أنواع سوء التغذية! وفي هذه الحالة طبعاً تزول الفوائد على الصحّة ويظهر النقص على كلّ المستويات. في الحقيقة، إنّ تناول المكسّرات المحمّصة ورقائق البطاطا والبيتزا بالبندورة والجبنة والمشروبات الغذائيّة الغنيّة بالسكّر يتطابق، على الورق، مع معيار التغذية النباتيّة تماماً مثل السكاكر والبطاطا المقليّة والشوكولا والحلويات والكوكا كولا فكلّها نباتيّة. لكن هنا، تقود هذه المأكولات "النباتيّة" إلى السمنة والضغط المرتفع وداء السكّر ومشاكل القلب.

بالتالي، لا بدّ من التفكير بعقلانيّة، فالتغذية النباتيّة لا تقوم فقط على تجنّب اللحوم والسمك بل تتطلّب التركيز على الخضار والفاكهة، أكانت بيولوجيّة أم موسميّة. من هنا مصطلح simien والتشبيه مع السعدان.

 

ماذا عن النقص؟

تكثر النقاشات حول النقص في التغذية لدى النباتيّين: فيتامين B12، يود، كالسيوم، حديد وأحماض أمينيّة.

في الواقع، ليس من المفترض أن يعاني النباتي من النقص إذا تناول الخضار والفاكهة ولكن أيضاً الحليب والبيض. وحدهم النباتيّون الصرف الذين لا يتناولون أيّ منتج من الحيوان ولا حتّى الحليب والبيض والعسل هم الأكثر عرضة لنقص المغذّيات. في هذه الحالة، يكون النقص في الفيتامين B12. في الحقيقة، إنّه مكمّل غذائي ضروري لجسم الإنسان لكنّه لا يتوافر إلاّ في المنتجات الحيوانيّة. في المقابل، يسهل علينا أن نجد الفيتامين B12 في الأدوية الخاصّة بالمكمّلات الغذائيّة. أمّا النسبة التي يحتاج إليها الجسم فهي 10 ميكروغرامات يوميّاً أو 200 ميكروغرام أسبوعيّاً.

 

د. سميرة سامر

المزيد
back to top button