عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الألم، يتم أخذ عاملين أساسيين في الاعتبار: حدّة الألم والقدرة على تحمّل الألم. تشير حدّة الألم إلى النقطة التي يبدأ عندها الشخص أولاً في الشعور بالألم بعد التعرض لمحفز مثل طعنة، أو وخزة إبرة. على الرغم من أنه يمكن قياس المحفزات، إلا أن تجربة الألم تظل تجربة فردية تختلف من شخص لآخر. من ناخية أخرى، تشير لقدرة على تحمّل الألم إلى مقدار الألم الذي يمكن للمرء تحمّله دون الانهيار.
إليك بعض السباب التي تجعل المرأة أكثر قدرة على تحمّل الألم:
الولادة
أثبتت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن للنساء قدرة أكبر على تحملن الألم، وذلك بفضل التاريخ التطوري المتمثل في تعرضهنّ للولادة مرارًا وتكرارًا. تميل النساء في الواقع إلى الشعور بالألم بشكل مكثف، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتهاب حاد. ضمن مقياس تصنيف الألم الذي يتراوح من صفر إلى 10 نقاط، تُقاس معدلات الألم لدى النساء أعلى في المتوسط من الرجال.
التعرّض للمزيد من الألم
من ناحية أخرى، تظهر النساء حساسية أكبر لمعظم أشكال الألم، كما أيضًا أن النساء يتعرضن لمزيد من الألم بشكل عام، ويتناولن المزيد من المسكنات، ويعانين من المزيد من الأمراض المؤلمة، مثل آلام أسفل الظهر والصداع النصفي وآلام الدورة الشهرية.
الحساسية للألم
نظرًا لأن تجربة الألم تجربة فردية للغاية، يمكن أن يسهم نوع المرض ومزاج الشخص والإجهاد في هذه التجربة بالإضافة إلى التقلّبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية التي تؤثّر أيضًا على حساسية الألم. تشير الدراسات الجديدة إلى أنه عندما تمرض المرأة، فإن ألمها قد يكون أشد من ألم الرجل ولكن قدرتها على التحمّل أكبر لأنها قادرة على التكيّف مع الألم وظروفه.
اختلافات الجنس
لأن الألم مسألة شخصية، لا يمكن للباحثين معرفة ما إذا كانت النساء، في الواقع ، تعاني من ألم أكثر من الرجال. فكما ذكرنا أعلاه، هناك عدد من العوامل، بما في ذلك مزاج الشخص وعما إذا كان يتناول دواء الألم، والتي قد تؤثّر على مقدار الألم. أيّاً كان السبب، فأعتقد أنه من المهم أن ندرك هذا التباين في الألم بين الرجال والنساء وأن ننظر فيه أكثر. ببساطة، تعاني المرأة بالفعل من مستويات أعلى من الألم مقارنة بالرجال. السبب وراء هذا غير معروف. تشير الأبحاث إلى أن هناك عددًا من العوامل التي تسهم في تصورات مستوى الألم، بما في ذلك الهرمونات وعلم الوراثة والعوامل النفسية، والتي قد تختلف بين الرجال والنساء.