هل تؤثّر وسائل التواصل الاجتماعي على الحالة المزاجية؟

أصبحت معظم وسائل الإعلام الاجتماعية (فيسبوك، تويتر أو إنتساغرام) جزءً من روتيننا اليومي، وتشير بعض الدراسات الميدانية أننا نمضي حوالي 6-8 ساعات أسبوعيًا على هذه التطبيقات. لا بد أن يؤثّر هذا الوقت الذي نقضيه في التمرير من موقع إلى آخر على صحتنا العقليةعلى الأقل من النواحي التالية:

 

1- تشجيع السلوك الإدماني

يقضي الكثيرون منا هنا حوالي ساعتين يومياً على مواقع التواصل الاجتماعية ويتضاعف هذا الرقم تقريبًا في عطلة نهاية الأسبوع. بالنسبة لمعظمنا، يصبح التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عادةً ولكن هناك بعض القلق من أن يتحوّل هذا السلوك اليومي إلى سلوك إدماني. وقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول على مواقع وسائل التواصل الاجتماعية يميلون إلى إمضاء وقت أقل في المشاركة مع المجتمع الحقيقي، وأنهم على الأرجح يسعون إلى الحصول من خلال المنصات الاجتماعية على الصداقات. هذا النوع من نظام الانسحاب والمكافأة يشبه تمامًا السلوك في حالات الإدمان الأخرى. فإذا وجدت نفسك تفكرين باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعية أو تشعرين بالقلق إذا ابتعدت لبعض الوقت عن هذه الأنواع من التطبيقات، فمن المحتمل أنك بدأت بتطوير حالة من الإدمان عليها وقد يكون الوقت قد حان الوقت للحد من استخدامك لها. 

 

 

2- تعزيز المزاج

تأثّر وسائل التواصل الاجتماعية على المزاج العام ويمكن أن تجعلنا أكثر عرضة للشعور بالإجهاد والقلق. يعتبر بعض الأشخاص أن وسائل الإعلام الاجتماعية موجودة لتبقينا على اتصال بالعالم الخارجي ومنع العزلة القضاء على الشعور بالوحدة دون الحاجة للخروج أو القيام بأي مجهود للقاء الأهل والأصدقاء. من ناحية أخرى، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي رائعة للبقاء على تواصل مع الآخرين، وتسمح لك بمتابعة ما يحصل من حولنا وفي باقي انحاء العالم.

 

3- خلق حالة من الإحباط

تعكس مواقع التواصل الاجتماعي صورة لا تتطابق بالضرورة مع الواقع. ينشر الأشخاص على صفحات الفيسبوك والانستغرام أجمل الصور الشخصية وصور العطلات والسهرات والإنجازات الأخرى فيبدو لنا أن كل الأشخاص يعيشون حياة رائعة ومثيرة للاهتمام على عكسنا. قد يسبّب هذا الواقع المبتكر حالة من الأحباط كما لو أن حياتك تفتقر للسعادة التي يعيشها الآخرين.بالطبع ، ليس هذا الحال دائماً، ولكن، ومع ذلك، سنبدأ بمقارنة حياتنا بحياة الآخرين ونجد انفسنا نعيش حياة مملّة الأمر الذي قد يقلل ثقتنا بأنفسنا ويزيد من مشاعر القلق واليأس.

 

 

4- زيادة الوعي

قد تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على حالتك المزاجية، ولكنها أيضًا، بلا شك، تجعلك أكثر وعيًا بما يحدث من حولك في العالم كما يسمح لك بالتفاعل مع القضايا الأكبر ويعطيك الفرصة لإبداء رأيك لكي يصبح مسموعًا، بالإضافة إلى أنه يمكّنك حتى المشاركة في الأعمال الخيرية والشركات الناشئة. كما يسمح لك بالاتصال بالأشخاص المهتمين بهذه المشاكل والأحداث أيضًا مما يتيح لك الوصول إلى مجتمع أوسع قد لا يكون قريبًا منك. وبهذه الطريقة، تكون وسائل التواصل الاجتماعية مفيدة وجيدة لأنها تمنحك الفرصة لتكوني أكثر نشاطًا وتفاعلاً.

 

 

5- تخفيض ساعات النوم

للأسف، نجد أنفسنا نتابع مواقع التواصل الاجتماعية على أجهزتنا (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمول وغيرها) عند دخولنا إلى السرير. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 على أكثر من 1700 من البالغين الشباب أن أولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعية في الثلاثين دقيقة السابقة للنوم كانوا أكثر عرضة للنوم السيئ .

قد يكون هذا بسبب الحافز الذي توفره تطبيقات الوسائط الاجتماعية ، ولكن يمكن أيضًا ربطه مع الموجة الضوئية الزرقاء
 

قد تحسّن مواقع التواصل الاجتماعية الحالة المزاجية على المدى القصير ، لكن مع زيادة الاستخدام ومع مرور الوقت، تظهر العواقب السلبية على الصحّة العقلية مثل قلّة النوم والسلوكيات الادمانية والاكتئاب.

 

 

المزيد
back to top button