نوعا طعام يسبّبان التهاب الجهاز الهضميّ

تسبّب الكثير من الأطعمة مشاكل في الجهاز الهضميّ، ورغم ذلك، تعدّ من الأكثر استهلاكًا، حتّى ولو أنّ بعضها يؤدّي إلى التهابات وحدوث سوء في تأدية هذا الجهاز لوظائفه. أحيانًا، قد يكون هذا الالتهاب مزمنًا ويترافق مع عوارض خطيرة تتطلّب تدخّلًا طبيًّا وعلاجًا قد لا يكون سهلًا. ولذا، يوصي الأطبّاء بضرورة تجنّب الأطعمة التي تؤدّي إلى المعاناة من هذه المشاكل، علمًا أنّ البعض في الأساس يمتلكون حساسيّة تجاهها، ويمتنعون تمامًا عن استهلاكها. من بين هذه الأطعمة، نوعيْن هما من أكثر ما يتسبّبان بحدوث التهابات في الجهاز الهضميّ، خصوصًا إن لم يكونا بجودة عالية، وفي ما يأتي، سنخبرك عنهما.

 

1- الغلوتين

يتواجد الغلوتين في الأطعمة المعدّة من حبوب القمح والشعير وقمح الكاموات والجاودار، مثل المعكرونة والسميد والمعجّنات والخبز والكعك. إنّه يمزج بين نوعيْن من البروتين النباتيّ، وهما البرولامين والغلوتينين،إضافة إلى النشا الذي يشكّل احتياطيّ البروتين في بعض أنواع الحبوب، وخصوصًا القمح، إذ يتواجد فيه بنسبة 80٪، حيث إنّ هيكله المرن يجعل منه مادة لزجة مثاليّة لصنع الخبز وجعله منتفخًا. واليوم، ترتفع نسبة من يعانون من حساسيّة الغلوتين وعدم قدرة أجسامهم على تحمّله، وذلك، لأنّ القمح يختلف عمّا كان عليه في السابق. فالحمض النوويّ الجديد له يتألّف من 42 زوجًا من الكروموسومات بدلًا من 14 زوجًا، حيث تمّ تعديله وتهجينه لزيادة المحاصيل، إلّا أنّ ذلك جعل قابليّة هضمه أصعب. فتعرّض الجسم للجلوتين، وبالتالي لجزيء «ألفا غليادين» الشهير، يزيد من إنتاج الزونولين، وهو بروتين يعزّز تمدد الوصلات الضيّقة للأمعاء على مستوى الأمعاء، وهذا يخلق ظاهرة فرط نفاذية الأمعاء، محدثًا التهابًا فيها.

 

2- منتجات الحليب رديئة الجودة

تحتوي منتجات الألبان المُصنَّعة بطرق غير صحيّة ومن مكوّنات غير عالية الجودة، نسبة عالية من اللاكتوز الذي يصعّب عمليّة هضمها. اللاكتوز هو سكّر الحليب المؤلّف من الغلاكتوز والغلوكوز، والذي يهضمه الجسم بالاعتماد على إنزيم يسمّى اللاكتيز، ويتحلّل هذا السكّر لتغذية البكتيريا الصحيّة في ميكروبات الأمعاء. ولكن في مرحلة البلوغ، تخفّ قدرة الجسم على إنتاج هذا الإنزيم الذي يتواجد بشكل طبيعيّ عند الرضَّع لتمكينهم من هضم حليب أمهاتهم، ويقلّ إنتاجه بمرور السنين حتى يصبح نادرًا أو يختفي. ونتيجة لذلك، لا يستطيع الجسم تحمل سوى كميّة معينة من اللاكتوز، والتي تختلف من فرد إلى آخر، وهذا ما يُعرف باسم عدم تحمل اللاكتوز. إذا تم استهلاكه بكميات زائدة ولم يتمّ تحلله بواسطة النشاط الأنزيميّ، فسوف يتخمّر ويسبب مشاكل في الجهاز الهضمي والالتهابات والعديد من العوارض. ولكن هذا لا يعني أنّه عليك التخلّي عن منتجات الألبان، إذ تحتوي عناصر غذائيّة مهمّة، إنّما عليك أن تختاري تلك التي تخلو من اللاكتوز أو تحتوي نسبة قليلة جدًّا منها.

 
المزيد
back to top button