السعال من الأعراض الشائعة جداً لدى الأطفال، وهو في كثير من الأحيان مجرد رد فعل طبيعي من الجسم لطرد المهيّجات أو الإفرازات من مجرى التنفس. ورغم أن أغلب حالات السعال تكون بسيطة وتزول من تلقاء نفسها، هناك علامات قد تشير إلى مشكلة صحية تستدعي مراجعة الطبيب فوراً.
السعال كعارض طبيعي
غالباً ما يأتي السعال نتيجة نزلة برد خفيفة أو حساسية موسمية، ويكون الطفل نشيطاً ويتنفس بشكل طبيعي. في هذه الحالة، يكون السعال الجاف مؤشراً على تهيّج بسيط في الحلق، في حين أن السعال المصحوب بالبلغم قد يشير إلى التهاب بسيط في الشعب الهوائية. بالتالي، يمكن علاج السعال في المنزل من خلال الراحة، الإكثار من السوائل الدافئة، واستخدام مرطّبات الهواء. ولكن، إذا استمر السعال أكثر من 10 أيام أو بدأ يزداد سوءاً، عندها يجب مراجعة الطبيب.
متى يصبح السعال مقلقاً؟
توجد بعض المؤشرات التي ينبغي الانتباه إليها، والتي تستدعي بالضرورة زيارة الطبيب وبشكل فوري:
- صوت السعال: إذا كان السعال يشبه "النباح" (كما في حالات الخنّاق) أو يصدر صوت صفير عند الزفير وهي من علامات الربو أو تضيّق مجرى الهواء.
- صعوبة في التنفس: إذا لاحظت أن طفلك يتنفس بسرعة، يستخدم عضلات صدره وبطنه بشكل مبالغ فيه للتنفس، أو تتغير لون شفتَيه أو وجهه إلى الأزرق أو الرمادي.
- سعال مصحوب بحمى مرتفعة: خاصة إذا تجاوزت حرارة الجسم 38.5 درجة مئوية، وقد تكون دلالة على عدوى بكتيرية مثل الالتهاب الرئوي.
- استمرار السعال لأكثر من أسبوعين: لا سيّما إذا كان السعال جافاً ومتكرّراً، مما قد يشير إلى الربو أو السعال الديكي.
- سعال مع تقيؤ أو فقدان شهية: عندما يتسبب السعال في إرهاق الطفل بشكل كبير يؤدي إلى التقيؤ أو رفض الطعام.
- سعال يظهر بعد الاختناق أو ابتلاع جسم غريب: في هذه الحالة، يُعد التدخّل الطبي العاجل أمراً ضرورياً لتفادي انسداد مجرى الهواء.
أسباب السعال وعمر الطفل
تختلف أسباب السعال بحسب عمر الطفل، فالسعال عند الرضّع قد يكون أكثر خطورة مقارنة بالأطفال الأكبر سناً. الأطفال دون سن 6 أشهر لا يملكون بعد آلية سعال فعّالة لطرد البلغم، ما يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات تنفسية. أما الأطفال الأكبر سنًا فقد يكون السعال لديهم مرتبطاً بالحساسية، الربو، أو الالتهابات الفيروسية الشائعة.