الرافتينغ Rafting أو التجديف، رياضة جماعية مائية، تأخذ شهرة واسعة في أيامنا هذه. اختاري أفضل الفصول لممارستها: الخريف! تُمارَس هذه الرياضة في المياه العذبة على متن طوف (raft)، وتهدف إلى النزول في الأنهر، بسيولها ومنحدراتها، بشرط البقاء داخل الطوف! فرصة مناسبة للاستمتاع في ظلّ أجواء مفعمة بالحماسة.
أبصرت هذه الرياضة النور في أميركا خلال الخمسينيات وانتشرت في أوروبا في الثمانينيات ثمّ وصلت لعندنا منذ بضع سنوات إلى نهر العاصي أولاً ثم إلى مجارٍ أخرى للمياه كالليطاني والحاصباني، جنوب لبنان.
رياضة جماعية
إنّ الطوف قارب أرضه مسطحة وثابتة، قابل للنفخ لكنّه غير قابل لغرق، إذ يمكن للمبتدئين، بفضله، أن يجتازوا منحدرات الأنهر، شرط أن يرافقهم مرشد متمرّس يكون المسؤول عن توجيه القارب. أمّا باقي الفريق فيؤمن الدفع من خلال استعمال المجاديف، حسب تعليمات المرشد.
قبل النزول في المياه، يشاهد المشاركون جلسة تمهيدية تلخّص مفهوم الرياضة هذه وتحدّد لهم الطريق والمسافة والمدة والحركات التي يجب فعلها وتلك التي يجب تجنّب فعلها. يبدأ المرشد بالشرح ثمّ يطلب من تلاميذه إعادة الحركات على الأرض، قبل الغوص في المياه. تُعطى التعليمات على الدوام بدقة تامة، حيناً إلى الجهة اليُمنى وحيناً إلى الجهة اليسرى من القارب. فإنّ على الجهتين دوزنة الحركات تفادياً لانقلاب القارب أو انحرافه في الاتجاه الخطأ. يقاوم القارب الصدمات والتمزّق وعنده قابلية على تفريغ ذاته من المياه بطريقة تلقائية من خلال الثقوب الموجودة في أرضه. للقوارب قياسات متعددة ويمكن أن تتّسع لأربعة إلى ثمانية عشر شخصاً.
إنّها رياضة صالحة للجميع حتى للأولاد ابتداءً من عمر 8 سنوات لكنّ شرطها الوحيد أن يكون الإنسان بصحة بدنية جيدة وأن يعرف كيف يسبح. بالنسبة للزي فهو يقتصر على الخوذة وسترة النجاة وهما مستلزمان ضروريان، أمّا الباقي فيعتمد على الفصل. في الصيف، ملابس خفيفة: شورت وتي شيرت وحذاء رياضي علماً أنّ جميع الملابس تتبلّل بسرعة (لذا يجب إحضار ملابس إضافية لتبديل تلك المبللة بعد العودة من الرحلة). أمّا في الشتاء فللحماية من البرد، يبدو مثالياً ارتداء ثياب من النيوبرين (4 ملم).
وإذا كنت تبحثين عن المزيد من التشويق، اختاري ممارسة هذه الرياضة عند المساء فإنّ عالم الليل ممزوجاً بتيار المياه يعدّ بمثابة تجربة لا يمكن محوها من الذاكرة!
