ما هو تأثير السوشال ميديا على الصحة النفسية لجيل الشباب؟

في السنوات الأخيرة، كثُر الحديث عن الصحة النفسية لجيل الشباب الذي بات مدمناً على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التفاعلية مثل TikTok وإنستغرام وغيرها، خاصة مع إظهار الدراسات مدى تأثير هذه التطبيقات على طريقة تفكير الإنسان وتركيزه، بالإضافة إلى ما تسبّبه من قلق وضغوط نفسية ناتجة من المقارنات الاجتماعية التي تفرض نفسها مع كل محتوى تقدّمه هذه المنصّات.

 

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

تعزز وسائل التواصل الاجتماعي الحاجة إلى الكمال والظهور بمظهر معين أمام الآخرين. فمن خلال الصور والفيديوهات المعدّلة، يجد الشباب أنفسهم محاصرين في دائرة المقارنات التي تؤدي إلى مشاعر القلق والتوتر وحتى الاكتئاب. وتبرز الأبحاث أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات مرتبط بمشكلات نفسية تؤثر على الثقة بالنفس وتزيد من العزلة الاجتماعية.

وعلى الرغم من دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذه المشكلات، فإن منصات مثل TikTok تحوّلت أيضاً إلى وسيلة لنشر الوعي حول الصحّة النفسية. إذ يقدم المبدعون نصائح عملية للتعامل مع القلق والاكتئاب، مثل تمارين التنفس وتقنيات التأمل. كما يعرض المستخدمون قصصاً ملهمة عن تحدي الصعوبات النفسية، بهدف تقديم دعم معنوي لمن يعانون من مشكلات نفسية.

 

طرق فعّالة لتحسين الصحّة النفسية

أمام هذا التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية على الصحّة النفسية، وفي ظلّ صعوبة، أو ربّما استحالة الامتناع عن متابعتها، يسعى الشباب إلى إيجاد طرق فعّالة تساهم في تحسين الصحّة النفسية، منها: 

• تمارين التأمل (Meditation Exercises) هي تقنيات تهدف إلى تهدئة العقل والجسم وتعزيز حالة من الاسترخاء والوعي الذاتي. تعتمد هذه التمارين على التركيز والانتباه إلى اللحظة الحالية بهدف تحقيق صفاء ذهني وتقليل مستويات التوتر والقلق.
• التمارين البدنية: أثناء ممارسة التمارين، يفرز الجسم هرمونات مثل الإندورفين والدوبامين، وهي مواد كيميائية تعمل على تحسين المزاج والشعور بالسعادة. كما تساعد التمارين البدنية في تقليل مستوى الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مما يعزز الشعور بالهدوء. 
• الدعم المجتمعي: الدعم المجتمعي يلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية، فهو يوفر بيئة آمنة يشعر فيها الأفراد بالقبول والانتماء، ما يساعدهم على مواجهة التحديات النفسية بشكل أفضل. سواء كان الدعم يأتي من العائلة، الأصدقاء، أو مجموعات المجتمع، فإن له فوائد ملموسة تؤثر بشكل إيجابي على الصحّة النفسية.