ما هو الإدمان على بعض الأطعمة؟

نسمع كل يوم في محادثنا الناس يقولون: "أنا مدمنة على الوجبات السريعة" أو " أنا مدمنة على الشوكولاته" أو غيرها من انواع الادمان على المأكولات. من الصعب اعتبار الإدمان على الطعام مرض يصيب الجسم أو العقل، ومع ذلك، يعاني البعض من إدمان حقيقي غلى الأكل يعرف أيضًا باسم "الإعالة الغذائية" أو "اضطراب الادمان على المواد الغذائية". لم يتمكّ، الطب إلى الآن من تفسير أسباب الادمان على أطعمة معيّنة. 

 

 

يفترض معظم الناس تلقائياً أن الاشخاص الذين يعانون من السمنة يفتقرون إلى قوة الإرادة ويحتاجون فقط إلى تناول كمّيات أقل من الطعام وممارسة المزيد من التمارين الرياضية. وهذا يعني أنه، ومن دون بذل الكثير من الجهود، يمكن ببساطة التوقف عن تناول كميات كبيرة من الطعام. في الواقع، الإدمان على الأكل، كما هو الحال مع جميع أنواع الإدمان، هو مرض معقّد وبالتالي يستغرق تغيير العادات الغذائية الكثير من الجهد وليس فقط للإرادة القوية. ما زالت البحوث قائمة حول حول تأثير إدمان الطعام على الدماغ، وقد تم تحديد بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد على التعافي من الإدمان على الغذاء.


فكما ذكرنا، الإدمان على الغذاء هو تماماً مثل الإدمان على المخدرات والكحول. الإدمان يعني أن الجسم قد أصبح معتمداً كيميائيا ًعلى مادة أو أكثر ويحتاجها لكي تعمل وظائف الجسم بشكل طبيعي. لذلك يعتمد الجسم لى سلوك غذائي معين. أكثر الأطعمة المسببة للإدمان هي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدقيق والدهون والحبوب والملح أو مزيج من هذه الأطعمة. سلوكيات الأكل الأكثر شيوعًا هي الإفراط في الكمّية المتناولة وفي عدد الوجبات اليومية. 

 

الإدمان على الأغذية هو مرض مزمن ومتطور يتميز بالاعتماد على الأطعمة أو السلوكيات الغذائية التي ندمن عليها ونواجه صعوبة كبيرة في السيطرة على هذه الحوافز رغم إدراكنا لنتائجها الضارة. قد يؤدّي الاستخدام المتكرر لهذه الماكولات إلى خداع العقل لتحدّي ضبط النفس وعدم القدرة على مقاومة هذه الأطعمة المستهلكة الأمر الذي يؤدّي إلى عادات وسلوكيات ضارة. تجعل هذه التغيرات الدماغية المستمرة عملية علاج الإدمان على الغذاء عمليّة معقدة وصعبة.

 

من الممكن اتّباع الأنظمة الغذائية الصحّية لفترة من الوقت ولكنها نادراً ما تكون حلاً ناجحًا على المدى الطويل.

 

ماذا يحدث للدماغ عند استهلاك الأطعمة المسببة للإدمان؟

يطلق الدماغ، عند تناول الأطعمة المسبّبة للأدمان مثل السكر والدقيق والحبوب (وأي أطعمة إدمانية أخرى)، مادة الدوبامين الكيميائية التي تعطي الانسان الشعور بالمتعة الأمر الذي يحفز الجسم على تكرار نفس السلوكيات للحصول على نفس المتعة نفسها.

 

عندما يستمر الشخص في تناول هذه الأطعمة بشكل إلزامي ، يتكيف الدماغ مع الدوبامين الزائد عن طريق تقليله و / أو تقليل قدرة الخلايا للاستجابة لللمتعة، الأمر الذي يدفعه إلى تناول المزيد في محاولة التوصّل إلى افراز نسبة عالية من الدوبامين. 

 

يؤدّي الأكل القهري على المدى الطويل إلى تغيرات سلبية في النظم والدوائر الكيميائية الأخرى ، مما يؤثر على الوظائف الدماغية الأخرى والتي تشمل:

  • التعلم والقدرة المعرفية
  • القدرة على التفكير
  • العقلانية
  • زيادة العصبية
  • التوتر 
  • التعب 
  • الاجهاد

 

على الرغم من معرفة هذه النتائج الضارة، إلا أن العديد من الأشخاص المدمنين الطعام يستمرون في القيام بذلك... هذه هي طبيعة الإدمان. من الصعب تنبّأ ما إذا كان الشخص سيصبح مدمناً على بعض الأطعمة أو سلوكيات الأكل ولكن هناك بعض العلامات الشائعة ومن ضمنها:

  • الرغبة المستمرة في الأكل
  • الأكل حتلى الشعور بالتخمة
  • الشعور بالذنب بعد الأكل ومع ذلك إعادة الكرّة مرّة أخرى.
  • خلق الاعذار لتناول الطعام
  • عدم الالتزام بالأنظمة الغذاية والتمارين الرياضية
المزيد
back to top button