لماذا يساعدنا الضحك في بعض الأحيان على الشعور بالتحسّن؟

من الصعب أن نضحك على الأشياء التي تثير غضبنا. لكن هل تعلمين أنه ممكن الضحك على الأمور التي تغضبنا؟ نعم، ‘نها حقيقة صعب تصديقها!!!

 

ألم تكوني يوماً غاضبة من شيء ما، ثم يحدث شيء مضحك، وفجأة، على الأقل للحظة، لا نشعر بالغضب بعدها وتضحكين؟ في مثل هذه المواقف قد تتساءلين: هل هناك قيمة علاجية في الفكاهة؟

 

هناك عدد لا يحصى من المقالات حول قيمة الفكاهة والضحك على الصحة النفسية والجسدية. في حين أن بعض الاستنتاجات قد تكون مبالغ فيها، إلاّ أن هناك قدرًا لا بأس به من الأدلة التي تشير إلى أن الفكاهة والضحك هما من آليات التأقلم المهمّة على الأقل عندما يتعلق الأمر بتخفيف الغضب.

 

 

أولا، الفكاهة مفهوم من الصعب مناقشته ودراسته لعدة أسباب:

1- هناك اختلافات جوهرية في ما يراه الناس مضحكاً.السياق مهم للغاية. الوضع - الذي أخبرت فيه النكتة، والموقع، والظروف كلها عوامل تؤثّر على تفاعل الشخص مع النكتة أو الموقف المضحك. الأمر المضحك في موقف ما قد لا يعتبر يُعتبر مضحك على الإطلاق في وقت أو مكان آخر.

2- من الصعب تحديد ما هو مضحك.

 

ولكن بالإمكان استخدام الفكاهة لتغيير المزاج والتفكير في الأمور بمنظار جديد.كتب جيري دوفينباخر، أحد أبرز علماء الغضب في علم النفس، عن أهمية الفكاهة في فصل من كتابه بعنوان "اضطرابات الغضب: التعريف والتشخيص والعلاج" حيث جادل فيها أن استخدام الفكاهة قد يعتبر في الواقع تدخلاً إدراكياً، شبيه بإعادة الهيكلة الإدراكية حيث يقيم المرضى باسترجاع أفكارهم الأمر الذي قد يؤدّي بهم إلى تجربة المزيد من الغضب. ويقترح أنه ، كجزء من إعادة الهيكلة المعرفية، يجب على الأشخاص محاولة إعادة النظر في الأمور بطرق سخيفة أو روح الدعابة. ومع ذلك، فإنه يسارع إلى الإشارة إلى أن الفكاهة ليست هي الحل دائماً، ومن الضروري التأكد من أنها سخيفة وليست معادية أو ساخرة. وليس المقصود هنا الضحك من أو على المشاكل بل أخذ خطوة إدراكية موجزة إلى الوراء للتقليل من حدّة الغضب ومن ثم اعادة النظر إلى المشكلة المسبّبة للغضب.

 

كيف ولماذا تعمل الفكاهة في الحد من الغضب؟

هناك في الواقع بعض الأسباب البسيطة للفوائد النفسية والاجتماعية للفكاهة:

 

 

المزج بين المواقف

يبدو أن النكتة تقلّل من حدّة الغضب لأنها تضعنا في حالة نفسية مختلفة تساعدنا على إيجاد شيء مضحك إلى حد ما، ومن الطبيعي أن هذه الحالة لا تتوافق مع الحالة النفسية للغضب. بعبارة أخرى، من الصعب أن تغضبي في نفس الوقت الذي تجدين فيه شيئاً مضحكاً. حتى ولو لمجرد لحظة وجيزة، عندما يجدالأنسان سبب للضحك ويضحك، فإن غضبه يتبدد إلى حد ما. هذا في الواقع يشبه إلى حد كبير السبب المنطقي لفيمة الاسترخاء في علاج كل من الغضب والقلق. لا يمكن للمرء أن يكون قلقاً ومرتاحاً في نفس الوقت. ولهذا السبب أيضاً، وجد أن الفكاهة هي آلية تأقلم فعّالة للعديد من الحالات النفسية السلبية (على سبيل المثال، الإجهاد، الخوف، الحزن). بالطبع، فإن بعض أنواع الفكاهة مثل السخرية أقل قيمة لأنها لا تؤدّي بالضرورة إلى حالة مزاجية مختلفة ولكنها تعمل كوسيلة عدوانية للتعبير عن الغضب.

 

فضّ النزاعات

لطالما استخدمت الفكاهة كاستراتيجية لإدارة الصراعات لأنها تساعد على تهدئة الحالة المزاجية. الضحك مريح ويسهّل التواصل في المواقف الصعبة والغاضبة، ويساعد حتى في توصيل الأخبار السيئة. في الواقع ، يضحك الناس في كثير من الأحيان على شيء يقولونه أكثر من شيء قاله شخص آخر. ليس لأنهم يجدون ما يقولونه مضحكاً بل لأن الضحك يمكن أن يعطي شعور بالطمأنينة الضروري لتقليل التوتر والغضب في حالة شخصية صعبة بشكل خاص.

المزيد
back to top button