كيف تُشفين من داء السكّر؟

يزداد الحديث عن هذا الموضوع أكثر وأكثر. إن كنتِ تعانين من من النوع 2، يمكنك يوماً ما التخلّي عن الأدوية، بشرط تغيير نمط حياتك.

 

داء السكّر بنوعَيه:

النوع 1: إنّه داء السكّر "الأنسوليني" ويصيب أشخاصاً يافعين جداً. يُعتقد أنّه مرتبط بظاهرة المناعة الذاتية.

النوع 2: إنّه داء السكّر" الدهني" الذي يصيب أشخاصاً يزيد عمرهم عن 40 سنة بسبب السمنة ونقص النشاط الجسدي.

 

"داء السكر، لمدى حياة". هذا هو الشعار الذي ينضوي تحته المرضى المصابون بهذا الداء أكان من نوع 1 أو 2، في كلّ زمان ومكان علميّ. لكن يبدو أنّ الأمور تميل إلى التبدّل ولا سيّما بالنسبة للنوع 2.

 

 

 

مسألة تحفيز

في كتابه الأخير Guérir du diabète de type 2 (دار Ovadia للنشر، 2014، ص. 330)، يشرح غريغوار لاغر من كلّية الطب في جنيف، كيفية التحلّي بالأمل للتخلّص من داء السكر. وقد توصّل إلى هذا الأمر العديد من المرضى. إنّ الوصفة سهلة بالرغم من أنّ تنفيذها قد يبدو معقّداً: تحسين الوضع الجسدي، تغيير النظام الغذائي (تفضيل الخضار مثلاً)، ، تفادي الدهون، الابتعاد عن الإرهاق والكحول ومنتجات التبغ وغيرها.

 

إنّ داء السكر من نوع 2 (الذي يخصّ 90% من المصابين بداء السكّر) هو نتيجة الظهور التدرّجي للمقاومة ضدّ الأنسولين وهو هرمون يسمح بالتقاط السكّر الذي يسيل في الدم وإدخاله إلى خلايا الجسم. في الواقع، وتحت تأثير السمنة والغذاء الدهني أو حتى نقص النشاط الجسدي، تفقد الخلايا من حساسيّتها على الأنسولين. بوجه الإجمال، ينجح البنكرياس في سدّ هذه الثغرة من خلال زيادة إنتاج الهرمونات. ولكن عند لحظة معيّنة لا ينجح العضو في الاستمرار بمهامه. فينشأ داء السكّر جرّاء مقاومة الخلايا وعجز البنكرياس عن التعويض عن الأمر. مع الوقت، يمكن أن يتفاقم المرض ويعمل على تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين بالتدريج. قبل هذه المرحلة يقترح غريغوار لاغر التصرّف بغية خلايانا للاستجابة للأنسولين.

 

 

 

علاجٌ مكثّف

من الممكن أن يكون الباحثون من مركز البحث السريري في مونتريال وجدوا حلاًّ بديلاً وفعّالاً ومستداماً. ففي دراستهم التي نُشرت في Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism، يؤكّد الباحثون أنّهم نجحوا في منح الشفاء لمرضى مصابين بداء السكر من نوع 2، من خلال إخضاعهم لعناية مركّزة قائمة على الأنسولين والأدوية المضادة لداء السكر، مترافقة مع . شارك في هذه التجربة 83 مريضاً، وعلى مدار هذه الدراسة التي استمرّت 16 أسبوعاً، شُفي 33 منهم أي 40% شفاءً تامّاً من المرض.

 

يجسّد هذا الاكتشاف الأمل الحقيقي بالنسبة للعديد من المرضى، لكن مع بعض الحدود. ويؤكّد كتّاب الدراسة أنّ هذه التقنيّة لا تصلح إلاّ على مرضى اكتُشف لديهم داء السكّر خلال السنوات الخمس الأخيرة. صحيحٌ أنّ هذا العلاج يسمح لجميع المرضى المتعافين بالتخلّي عن العلاج الكلاسيكي، لكنّه يتطلّب سلوكاً حديدياً وقواعد صارمة في الحياة، فعند أقلّ زيادة ممكنة في الوزن قد يعود المرض من جديد. وفي هذه الأثناء تُجرى أبحاث أخرى على هذا الموضوع. فلننتظر ونرَ... ونأمل!

 

د. سميرة سامر

 

 

 

 

المزيد
back to top button