كيف تجعل القراءة في الصباح حياتك أفضل؟

إنّ القراءة هي من العادات التي تغيّر الكثير في حياتك، إذ إنّها تؤثّر إيجابيًّا على صحّتك النفسيّة والذهنيّة. ولذا، يشدّد الخبراء في مختلف المجالات الطبيّة، بما في ذلك المتعلّقة بعلم النفس، على إدراج هذه العادة في نمط الحياة. ورغم أنّها تفيدك في أي وقت من النهار، إلّا أنّ فعاليتها تكون أكبر إن قمت بذلك في الصباح، سواء وأنت جالسة في الفراش، أو في الوقت الذي تحتسين به القهوة على الشرفة أو في أي مساحة تريحك في المنزل. فلمَ عليك جعل ذلك عادة أساسيّة؟

 

لأنّها تحفّز النشاط الذهنيّ

تحفّز القراءة الدماغ من خلال تفعيل النشاط الذهنيّ، إذ إنّها تُبقي العقل نشيطًا، الأمر الذي يحدّ من الإصابة بحالات مثل قلّة التركيز، والنسيان مع التقدّم بالعمر. فعندما تقرئين، يكوّن دماغك روابط عصبيّة جديدة، فيصبح أكثر مرونة مع مرور الوقت، ويتدرّب على التركيز والانتباه أكثر، وهذا أمر لا يحدث عند القيام بأنشطة تؤثّر سلبيًّا عله، مثل تصفّح مواقع التوواصل الاجتماعيّ. كذلك، عندما تقرئين، تسمحين لعقلك بالاسترخاء من ضغوط الحياة اليومية لأنّ القراءة تتطلّب تركيزًا، وهذا يساعد في الحفاظ أيضًا على تركيز سليم على المدى الطويل.

 

تخفّف التوتّر

إنّ القراءة هي من أكثر النشاطات فعالية في تخفيف التوتّر، وذلك لأنّها تشتّت انتباهك عن الأمور التي تُقلقك، وتدفع بك إلى التركيز على أمور تعزّز صفاءك الذهنيّ. فالانغماس الذهنيّ في القراءة يخفض مستويات الكورتيزول، ويخفّض معدّلات ضربات القلب السريعة وتوتّر العضلات، وغيرها من العوارض الناتجة عن القلق المستمرّ. فالهدوء الناتج عن القراءة أن يُحسّن المزاج، مما يجعلك تشعر بمزيد من التركيز والتوازن العاطفيّ.

 

تعزّز قدرتك على التواصل مع الآخرين

عندما تنغمسين في القراءة، وخصوصًا القصص، ترين العالم من خلال عيون شخصيات ذات خلفيات ومشاعر وتجارب حياتية مختلفة، الأمر الذي يعزّز قدرتك على على التواصل مع الآخرين في العالم الحقيقي، حتّى ولو كانوا مختلفين عنك. يتيح لك الأدب أن تعيش حياةً متعددة، ويساعدك على فهم الدوافع والمخاوف والأفراح والأحزان التي قد لا تختبرينها شخصيًا، الأمر الذي يجعلك أكثر حساسية لمشاعر الآخرين ووجهات نظرهم. وتُظهر الدراسات أن من يقرأون الروايات الأدبية يميلون إلى تحقيق أداء أفضل في اختبارات التعاطف، لأنها تُنشط أجزاءً من الدماغ مرتبطة بالتفاعل الاجتماعي والذكاء العاطفي.

 

تعزّز معرفتك للمفردات

إنّ القراءة المنتظمة هي من أكثر الطرق فعالية لتوسيع معرفتك بمفردات الكلمات، إذ تُعرّفك الكتب، وخاصةً تلك التي تنتمي إلى أنواع أدبية متنوعة، على كلمات جديدة في سياقات غنية وهادفة، مما يُسهّل فهمها وتذكرها. وعندما تتعلّمين مفردات جديدة، تُطوّرين قدرتك على التعبير عن الأفكار بوضوح وثقة، سواءً شفويًا أو كتابيًا، ممّا يسمح لك باستيعاب مواد أكثر تعقيدًا بمرور الوقت. تُعرّفك قراءة مؤلفين مختلفين على مجموعة واسعة من الأساليب والفروق اللغوية الدقيقة، مما يُساعدك على تطوير استخدام أكثر تنوعًا للغة. ومع مرور الوقت، تُصبح لغتك أكثر دقة وإقناعًا وقوة.

 

اقرئي أيضًا: "متلازمة الانزلاق"، حالة نفسية أم عجز طبي تجاه المسنّين؟

المزيد
back to top button