كيف بمكنك مساعدة أطقال التوحّد في التكيف مع COVID-19

التعامل مع فيروس كورونا COVID-19 صعب على العائلات، إذ فرض عليهم فجأةً إلى نمط حياة غير مألوف مثل كيفية تعليم أطفالهم في المنزل والعمل على تحقيق التوازن بين العمل من المنزل ورعاية أطفالهم. ولكن بالنسبة لآباء الأطفال الذين يعانون من التوحّد، تتفاقم هذه التحديات إذ يعاني العديد من مرضى التوحّد من صعوبة في التغيير. يعتمد أطقال التوحّد على جداولهم الروتينية التي يمكن التنبؤ بها، ولا يساعد هذا الوباء في تخفيف التحديات . ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تجعل الأمور أسهل قليلاً.

 

 

1- التعامل مع طفلك بطريقة عادية

يعاني العديد من الأفراد المصابين بالتوحد من صعوبة في التعبير عن أنفسهم شفهيًا. ونتيجة لذلك، قد يساء فهم مشاعرهم وافكارهم. من المعتقدات الخاطئة الشائعة عي الاعتقاد أن عندم القدرة على التحدث هي أيضاً هعدم القدرة على الفهم. تأكّدي من أن الأشخاص المصابين بالتوحّد يفهمون ويريدون نفس الأشياء التي نريدها. إنهم لا يستطيعون دائمًا التعبير عن احتياجاتهم. لأنه لا يمكنهم التحدث للتواصل، ولكنهم يريدون أن تتعاملي معهم مثل أقرانهم.لذلك عند معالجة مشاكل الفيروس التاجي مع طفلك، ركّزي بشكل أقل على تنوعه العصبي وأكثر على عمره الزمني. تحدّثي معه على أساس أنه طفل أو بالغ بحسب عمره. فهم يشاهدون الأخبار في الخلفية على شاشة التلفزيون ولديهم على الأرجح أسئلة ومخاوف مثلك تمامًا. اسأليه عما يعرفه وما الذي يريد أن يعرفه أيضًا. 

 

2- ساعدي طفلك على تحديد ما يمكنهم التحكم به

الخوف هو مصدر قلق كبير لدى الأطفال المصابين بالتوحد. يعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحّد من بعض أشكال القلق التي يصعب عليهم التعامل معها وإدارتها، وقد يتسبّب الوباء في شعور بعض الأطفال بالقلق أكثر من المعتاد. طريقة رائعة لمساعدتهم في ذلك هي عن طريق تحضير قائمة بالأشياء التي يمكنهم التحكم فيها. في حين أن العديد من الأطفال لن يرتدوا قناعًا على أنفهم وفمهم بسبب مشاكل حسية، فعليك إخبارهم أن هذا حل قد يساعدهم على اكتساب بعض السيطرة، كذلك غسل اليدين والبقاء في المنزل. قومي بإنشاء مساحة في المنزل أو غرفة النوم حيث يمكنهم أداء واجباتهم المدرسية والنشاطات المفيدة.

 

3- الإجابة على بعض الأسئلة الشائعة

يسأل العديد من الأطفال عما سيحدث إذا أصيبوا هم أو شخص ما يحبونه بالوباء المتفشّي.من المهم أن تكوني صادقة مع طفلك وتهدئته لعدم القلق كونه نادر أن يصاب به الأطفال كما أنه ليس ضارًا لهم. اشرحي لطفلك أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالفيروس يعالجون من قبل أطبائهم ويتعافون بالكامل. طمأنيهم أنهم إذا بدأوا في الشعور بالمرض، فسوف يحصلوا على الرعاية التامة والجيّدة وأن سبب حاجتنا للبقاء في المنزل هو أنهم أقل عرضة للإصابة بالمرض. قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتوضيح أن الجراثيم والفيروسات هي كائنات دقيقة لا يمكننا رؤيتها ولكن يمكن أن تجعلنا نشعر بالمرض. قد يواجه العديد من الأطفال صعوبة في استيعاب فكرة وجود الفيروس طالما لا يمكنهم رؤيته.

 

 

4- تقديم نشاطات جديدة

يعتمد أطفال التوحّد على الألفة لتوفير الراحة. تعد المدرسة والملاعب والمطاعم المفضلة لديهم من بين الأماكن القليلة التي تشكل جزءً من حياتهم اليومية. إن التوقف فجأة عن الذهاب إلى تلك الأماكن يمكن أن يؤدّي إلى حالة من الذعر. أوضحي لطفلك سبب حاجتهم لإغلاق هذه الأماكن وأنه في غضون أسابيع قليلة سيفتحونها مرة أخرى. من المهم التفسير بأنها حالة مؤقتة وستنتهي ويعود إلى حياته الطبيعية. قومي بإنشاء نشاطات جديدة وبديلة تشبه تلك التي يفتقدها قدر الإمكان. قد يكون هذا الوقت المناسب والمثالي لتقديم مفهوم أو نشاط جديد مثل تعليمه كيفية الطهي او الرسم. امنحيه المساحة الحرفية والعاطفية التي يحتاجها الآن. إن إبقائهم مشغولين كل دقيقة من كل يوم أمر غير واقعي ويمكن أن تكون محاولة التكيّيف محبطة بحد ذاتها.

 

5- كوني القدوة

يأخد أطفالنا إشاراتهم منا، فكلما كنا أكثر هدوءًا سيستطيع أطفالنا على السيطرة أكثر على قلقهم. إذا كنت تواجه صعوبة في إدارة مشاعرك، فحاولي أن تؤثّري عليه بطريقة سلبية. من المهم جدًا أن تسيطري على أعصابك وتبقي هادئة خلال هذه الفترة.

 

أخيراً، ذكّري أطفالك أن كل هذه القرارات الصعبة التي يتم اتخاذها هي للحفاظ على سلامتهم وصحتهم وأن هذه المضايقات ستنتهي قريباً إن شاء الله.

 

 

 

المزيد
back to top button