كل ما يجب أن تعرفيه عن الغطس النسائي

عنوان المغامرة؟ الغوص في أعماق البحار... ولكن حذار، الارتجال غير كافٍ لتتحوّل إلى حوريّة. إرشادات للمرأة السمكة.

يبدأ بمعموديّة من غياب الجاذبيّة، فيستسلم جمسك لقوانين الفيزياء البحريّة ولمبدأ أرخميدس الذي ينصّ على أن "كل جسم موجود في المياه يخضع لضغط من تحت إلى فوق مساوٍ لوزن كمية المياه التي يأخذ هذا الجسم مكانها." مع التخلّص من الضغط النفسيّ وإيجاد طريق السعادة، هل نحتاج إلى المزيد؟ بفضل تعميم الغطس، كثيرون يريدون إختبار هذا الميدان واكتشاف الحياة تحت المياه. إليكم ما يثير الفضول النسائيّ ويدفعنا إلى اكتشاف المزيد والتبحّر في الأعماق.

 

خذي نفساً عميقاً

الرغبة في الغطس متّصلة بشكل وثيق بالسلامة. ويمكن لأي مبتدئة أن تتعلّم الحفاظ على سلامتها بطريقة تدريجيّة: القواعد التقنيّة ضروريّة، ووحده نادٍ متخصّص قادر على تدريبك على ذلك، وإرشادك، وتجهيزك...

بما أنك ولدت امرأة وليس سمكة، عليك أن تلجئي إلى الغازات: هواء، وهواء مضغوط، وأكسجين، إلاّ إذا إخترت الغطس السريع المعروف بالغطس الحرّ من خلال قطع أنفاسك. يذكر أن النساء يستهلكن الهواء أقلّ من الرجال لأنه في حال كانت الأوزان مشابهة، يبقى الحجم الرئوي لدى المرأة أصغر من الحجم الرئوي لدى الرجل. هذا الحجم يفرض على الرجل مدّة غطس أقصر، غير أنّ قدرته على قطع أنفاسه وبالتالي مدّة الغطس الحرّ لديه تكون أطول.

 

 

رياضة بدنيّة

يتمتّع الرجال إذاً، بشكل عام، بقدرة على القيام بمجهود بدنيّ أكثر من النساء، وبالتالي بقوّة أكبر، خاصة على مستوى عضلات الجزء الأعلى من الجسم، غير أن هذه الميزة ليس لديها أيّ إنعكاسات على ممارسة الغطس: أمّا نحن، النساء، فننطلق من دون أيّ عائق في عالم البحار. لا بل على العكس، إن قوّة عضلاتنا الخفيفة نسبيّاً على مستوى أعضاء الجزء الأعلى من الجسم يعوّضها نموّ أكبر على مستوى عضلات الجزء الأدنى من الجسم. يتمتّع النساء إذاً بقدرة تنافسيّة في مجال الاندفاع البحري الذي يتطلّب قدرة على استخدام المجاذف المطّاطية، مهما كان حجمها كبيراً.

 

نصائح للحوريّات

الغطس هو في الأصل رياضة عسكريّة، أي رجاليّة حتماً، ولكنّها اليوم بدأت تأخذ طابعاً أنسويّاً. إلاّ أنّنا لا ننصح أبداً النساء الحوامل بممارسة هذه الرياضة ـ يمكنك أن تعاودي ممارسة الغطس بعد الإنجاب بأربعة أشهر "في الحالات الطبيعية" ـ ولا خلال الدورة الشهريّة. وبما أن وزن السيليكون أكبر من وزن المياه، على النساء اللواتي خضعن لجراحة تجميليّة لزيادة حجم الثديين أن يذكّروا المدرّبين بهذا التفصيل كي يعيدوا احتساب وزن الجسم على ضوء ذلك.

 

 

تخلّصي من الضغط

يتكوّن الهواء بنسبة 80 في المئة من غاز الأزوت. كي نتنفّس تحت المياه من دون مجهود، يمكننا استعمال مخفّض للضغط يزوّدنا بالهواء بالضغط المحيط. كلّما اتّجهنا نحو العمق، إزداد الضغط، وازداد في الرئتين معدّل الأزوت الذي يجري في الدم باتجاه الأنسجة. عندما نعود إلى سطح المياه، يعود الضغط لينخفض. وتتخلّص الأنسجة من الأزوت الذي يذوب في الجسم. ولكن الرئتين هما الطريق الخروج الوحيد أمام الأزوت. عندما نصعد نحو سطح المياه بسرعة، لا نعطي الأزوت من الوقت الكافي للانتقال في الدم نحو الرئتين والخروج بالتالي من جسمنا، فتتكوّن فقّاعات من الأزوت في أنسجتنا ما قد يكون لديه تأثيرات دراماتيكيّة.

 

عمليّة الصعود نحو سطح المياه تفرض علينا إذاً سرعةً قسوى: 15 متراً بالدقيقة ـ أي تقريباً بسرعة الفقّاعات الصغيرة التي تتكوّن بالقرب من الغطّاس. وفي حال كنّا قد جمّعنا الكثير من الأزوت خلال فترة الغطس، علينا أن نتوقّف مرّة أو عدّة مرات خلال الصعود، وأن نبقى لبضع الوقت على العمق نفسه. إنّ تحديد مستوى تخفيف الضغط، ومستوى العمق، وفترة الغطس رهن بجداول محتسبة. وتعلّم كلّ نوادي الغطس كيفيّة استعمال هذه الجداول.

 

جداول البحريّة الوطنيّة 1990

إذا غطسنا على عمق 28 متراً لمدّة 30 دقيقة ـ غطسة من النوع الترفيهي ـ، تحدّد الجداول ستّ دقائق على عمق ثلاثة أمتار في نهاية الغطسة.

دعونا نفترض إذاً أن الغطاسين أمضوا ساعة على عمق 25 متراً. تشير الجداول في هذه الحالة إلى مستوى أوّل من 22 دقيقة على عمق ستت أمتار، وإلى مستوى آخر من 50 دقيقة على عمق ثلاثة أمتار! أي أنه على هؤلاء الغطّاسين أن يعرفوا هذه التفاصيل مسبقاً كي يؤمّنوا كميّة الأكسجين الضرورية لهذه الفترة بهدف التأكد من سلامتهم.

 

مثل أخير: في غطسة مدّتها 30 دقيقة على عمق 20 متراً، من غير الضروري أن يتمّ احتساب مستوى تخفيف الضغط، ولكن من الضروري عدم تخطّي سرعة الصعود القسوى: 15 متراً في الدقيقة الواحدة. عادة، يتمّ احترام الدقائق الثلاث الأخيرة على عمق ثلاثة أمتار في نهاية الغطسة. إنّه المبدأ الأساسي.

 

 

المزيد
back to top button