كرة المضرب رياضة نسائية تجمع القوة والرشاقة والذكاء

حين نشاهد دورة رولان غاروس، تنتابنا رغبة بالتقاط المضرب والنزول إلى الملعب. هل تعلمين أن حكاية النساء و ليست بنت اليوم؟

 

منذ ولادة هذه الرياضة، والنساء يضربن الكرة تماماً بقدر ما يفعل الرجال. لكن المنافسة بالنسبة إليهن لم تبدأ فعلياً إلا مع حصول العام 1879، عند إطلاق دورة دبلن النسائية الأولى. ولحقت بها المدن الأوروبية الأخرى، فكان أن فتحت ويمبلدن ملاعبها لهن في العام 1884، وتوجّت مود واتسون وشارلوت دور أولى البطلات.

 

تتحدر هذه اللعبة من "لعبة راحة اليد" Jeu de Paume التي كان يمارسها الفرنسيين بضرب الكرة براحة يدهم بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر. أما اللعبة بشكلها الحالي، فقد رأت النور في إنكلترا، قبل أن تنتشر في العالم أجمع. وتأتي كلمة "تِنيس" من كلمة "تينيتز" tennetz الفرنسية القديمة، التي كان يطلقها رامي الكرة في "لعبة راحة اليد" (www.tennis-histoire.com).

إن كانت النساء قد احتللن دائماً مكانة جيدة في هذه الرياضة، فإن انتشار كرة المضرب النسائية الحقيقي حديث العهد، وقد عرفت أوجّها مع جيل مارتينا هينجز، والأختين ويليامز، وليندساي دافنبورت، وآميلي موريسمو، وماريا شارابوفا، وجوستين هينين، وغيرهنّ من اللواتي أخرجن اللعبة من بوطقة النعومة الفائقة وغيّرن سمعة "اللعبة المضجرة" التي كانت قد اكتسبتها.

أما كرة المضرب العربية، فقد عرفت بداياتها في بلاد المغرب العربي. فما إن نذكر كرة المضرب في الشرق حتى يكون اسم سليمة صفار على كل شفة ولسان.

 

وتجمع هذه الرياضة الأنيقة الرشاقة بالتنبه، والذكاء بالقوة، والليونة بالصلابة، والسرعة بالقدرة على التحمل، وضبط النفس بالترويح عنها، والمقاومة بالاستباق، والفعل بردّ الفعل. مما يفسر تهافت النساء على هذه الرياضة. فهنا لا حاجة إلى عضلات ضخمة ولا إلى رجولة صارخة. بل إلى دقّة وحكم جيّد. وتؤكّد ياسمين صهيون، ابنة الـ18 ربيعاً والمصنّفة أولى في لبنان، ذلك إذ تقول: "لقد ساعدتني كرة المضرب، التي أمارسها منذ سن ثلاث سنوات، كثيراً في حياتي وفي دراستي. فقد علمتني كيف أعمل بكدّ، وأنتظر بصبر، وأترقب الأمور، وأكون دوماً مستعدة، وكيف أتلقى الأمور، وكيف أفوز." وتتلقى ياسمين، التي تتابع دراستها في الهندسة المدنية، تتلقى التدريب منذ عمر 8 سنوات على يد المدرب حسين بدر الدين، قائد المنتخب اللبناني في كأس دايفيس.

 

وبالنسبة إلى الكابتن بدر الدين، فإن كرة المضرب تبقى رياضة مميّزة. "كل فترة نرى أسماء تبرز، مثل ليال صوايا، سليمة صفار أو ياسمين صهيون. لكن ما تفتقر إليه هذه الرياضة هو الرعاية المادية فيما "مقاومة" الأهل تعيق تطوّرها على المستوى الاحترافي". أما ياسمين، فإنها تلقى الدعم التام من ذويها اللذين يريان في كرة المضرب حليفاً لها في دراستها، وحتى مشروعاً احترافياً حقيقياً للمستقبل.

 

وحين نشهدها تلعب، نلاحظ أنها لا تفكر إلا بالكرة، لا تحيد عنها نظرها ونادراً ما تخطئها. وتختم ياسمين: "كما في الحياة، حين نضع الفوز نصب أعيننا".

 

التدريب

الركض بوتيرة مرتين في الأسبوع، مع زيادة الوقت بمعدل 5 دقائق في كل مرة، حتى بلوغ ساعة كاملة.

  • الركض السريع Sprint، أساسي جداً في هذه الرياضة الذي يجمع السرعة والقدرة على التحمل. بعد الركض العادي، أركضي بسرعة حتى بلوغ نقطة محددة. يهدف هذا التمرين إلى اختبار ذاتك من خلال زيادة السرعة بشكل تدريجي، وهو ما تقومين به عادةً في خلال مباراة حيت تلاحقين الكرات.
  • شغلي عضلات معدتك وصدرك بشكل دائم. ابدأي بـ10 بوش أب ثم تابعي بحركات تمدّد (الأكتاف، الذراعين، المعاصم، الفخذين، الركبتين، الكاحلين، إلخ...).
  • ركزي أيضاً على ردود فعلك في الملعب. قومي مثلاً بالتقاط كرة يفلتها شريكك في الملعب على علو كتفك، بشرط أن تكون يدك أعلى من يده حين يفلت الكرة. أو العبي وحدك بمواجهة حائط على مسافة قريبة.

 

الكرة والمضرب

في الأصل كانت الكرات بيضاء اللون، ثم تحوّلت إلى صفراء من أجل رؤية أفضل على شاشة التلفزيون. أول مضارب استعملت في القرن السادس عشر لكي لا يجرح لاعبو "كرة الراحة" أيديهم. وهي حالياً تتخذ أشكالاً عديدة تتناسب وأذواق ومتطلبات اللاعبين. أما الثورة الحقيقية في عالم المضارب، فهي في استعمال مواد الـ"غرافيت" والـ"تيتان" أو الفولاذ، التي سمحت بزيادة خفة المضرب وقوته في آن، مما يزيد من سهولة اللعب. كما توجد مجموعة كبيرة من المعدات التي يمكن استخدامها للزيادة من سهولة اللعب).

 

 

"تِنيس إلبو" Tennis Elbow

من الشائع جداً إصابة المرفق عند لاعبي كرة المضرب. وما يُعرف بـ"تِنيس إلبو" هو عبارة عن التهاب في طنّب المرفق يصيب لاعب من ثلاثة بشكل عام.

أما علاج هذا الألم القابل للتكرار الذي يصيب الوجه الخرجي لثنية المرفق، ويمتد إلى اليد، فيبدأ بالامتناع عن اللعب، وبتناول مضادات للالتهابات وباتباع جلسات تدليك. من جهة أخرى، لم تثبت الأساور المضادة للارتجاج الخاصة بالمرفق فعاليتها في هذا المجال.

 

ما عليك تجنّبه: التحولات الكبيرة في شكل المضرب وفي أسلوب اللعب، المضارب الثقيلة جداً، أو القاسية جداً، أو ذات الحبال المشدودة جداً، أو ذات الممسك غير المتناسب مع يدكم.

 

ما عليك فعله: دراسة حركة مرفقك وذراعك مع مدربك وتصحيح الشائبات. البدء دائماً بتحمئة ذراعك ومعصمك مع الركض الخفيف، ثم قومي بتبادل الكرات بنعومة قبل الضرب. الأفضل اعتماد اللعب السهل والمرن، وتحضير الحركة باكراً، والنظر جيداً إلى الكرة، والحدّ من ضربات رفع الكرة.

 

المزيد
back to top button