في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تؤثر بشكل كبير على مختلف جوانبها بما في ذلك الصحة. وعلى الرغم من الانتقادات التي توجّه لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها السلبية على الصحة العقلية، فقد أثبتت الأبحاث أن لها فوائد عديدة يمكن أن تساهم في تحسين الصحة العقلية والنفسية إذا تم استخدامها بشكل صحيح.
1- تعزيز التواصل الاجتماعي والدعم العاطفي
تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء والعائلة، حتى لو كانت المسافات تفصل بينهم، وتوفر منصّات تتيح للأفراد مشاركة مشاعرهم وتجاربهم، مما يخفّف من الشعور بالعزلة. كما أنها تقدّم مجموعات دعم عبر الإنترنت للأشخاص الذين يواجهون تحدّيات مشابهة، مثل الأمراض المزمنة أو الأزمات النفسية.
2- نشر الوعي والتثقيف الصحي
تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر معلومات عن الصحة العقلية وتعزيز الوعي بالمشكلات النفسية، وهي غالباً ما تُستخدم من قبل المؤسسات والمتخصصين لنشر نصائح عن العناية بالصحة النفسية وإدارة التوتر.
3- الشعور بالانتماء للمجتمعات
منصات مثل فيسبوك وإنستغرام تساعد في بناء مجتمعات عبر الإنترنت تجمع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، وهذا يولّد شعوراً بالانتماء يمكن أن يعزز الثقة بالنفس والراحة النفسية.
4- التعبير عن الذات والإبداع
تُعد وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة مثالية للتعبير عن الذات من خلال الصور، الكتابة، والفيديوهات، ويُمكن أن يكون هذا التعبير متنفّساً إبداعياً لكل من يشعر بالخجل أو التردّد في التعبير عن نفسه، ما يساهم في التخفيف من شعوره بالضغوط النفسية.
5- الوصول إلى الدعم المهني
توفّر بعض المنصّات إمكانية التواصل مع إختصاصيين في الصحة النفسية عبر جلسات استشارية افتراضية. ويمكن للمستخدمين البحث عن موارد ومعلومات تساعدهم في الحصول على العلاج المناسب.
6- تعزيز الإيجابية والتحفيز
هناك العديد من الحسابات التي تعكس طاقة إيجابية مع محتوى تحفيزي يدعم الأفراد ويحثّهم على العمل من أجل تحسين جودة حياتهم. بعض هذه الحسابات مثلاً، تشجّع على ممارسة الرياضة، التأمل، وتطوير الذات، مما يعزز الصحة العقلية.
نصائح لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي
بناء على كل الفوائد التي ذكرناها مسبقاً، يمكننا الاستنتاج بأن مواقع التواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدّين، وبالتالي يجب اعتماد بعض الإرشادات لاستخدامها بالشكل الصحيح والصحّي.
- تحديد فترة استخدام وسائل التواصل منعاً للإفراط في تمضية الوقت في استخدامها.
- الابتعاد عن المحتويات السلبية ومتابعة المحتوى الإيجابي والمحفز فقط.
- تخصيص أوقات للأنشطة خارج الإنترنت، مثل الرياضة أو القراءة.
- التفاعل مع المجتمعات التي تدعم الصحة النفسية وتعزز الإيجابية.